أكاديمية المبيعات

بيت الخبرة لرجال المبيعات في الوطن العربي

الشاي .. همسة من ارض الأساطير

edit

 

الشاي .. همسة من ارض الأساطير

 

بقلم :د. عارف البكري

 

يعتبر الشاي ثاني أكثر المشروبات في العالم بعد الماء ، وعندما تبدأ طيور الصباح بالتغريد فإن ذلك إيذانا بشرب الشاي في معظم بلاد الأرض. وعندما تبدأ شمس الأرض في الزوال فإن وقت الشاي قد حان مجددا، وعندما يجتمع الناس للسمر فإن أول ما يوضع هو تلك الأكواب والفناجين الممتلئة بالشاي والتي أصبح الناس يتفننون في تحضيرها، وغدت لدى شعوب كثيرة العديد من الطقوس والتقاليد لتحضيرها وشربها لاحقا. وتعتبر نبته الشاي من النباتات التي حظيت بكثير من الدراسة والتمحيص وخلاصة أبحاث العلماء تصور لنا هذه النبتة وكأنها هدية قادمة من أرض الأساطير العجيبة في محتواها والرائعة في مكنوناتها.

 

و أصل الحكاية.. استعمله الصينيون منذ 3000 سنة في علاج الصداع والإسهال والدوسنتاريا ونزلات البرد والسعال والربو وأمراض التنفس الأخرى. ويعتبره الصينيون خافضا للدهون ويوصون بشربه مع الوجبات الدهنية. وقد بدأت زراعته بشكل كبير في الصين قبل 350 عاما ق.م، وانتشر في القرن الثامن في الهند واندونيسيا وأدخلته الشركات الهند ـ هولندية إلى هولندا عام 1610 م حتى أصبح في عام 1640م مشروب الطبقات الارستقراطية الانجليزية و كانوا يشربونه في الساعة الرابعة بعد الظهر كمنشط وهو ما يعرف لديهم بوقت الشاي ، ونظروا إليه بقدسية لدرجة أنهم اقتبسوا اسم الشاي من كلمة يونانية تعني الآلهة، وكان الحصول على الشاي من الأسباب التي أدت إلى الاستعمار الانجليزي للهند وسيريلانكا وهونج كونج، وفي أواخر القرن الثامن عشر كان الشاي جزءا من الثقافة البريطانية وكان البريطانيون لا يتحملون أي تهديد لإمداداتهم من الشاي حول العالم.

 

وللشاي شجرة واحدة ( كاميليا سيننزيس) لا كما يعتقده الكثير ولكن الاختلاف في طرق تحضير هذه الأوراق بعد قطفها وهناك عده تصنيفات للشاي وأشهرها:

الشاي الأحمر أو الأسود.. وهو المفضل في الشرق الأوسط وبريطانيا وباقي أوروبا والولايات المتحدة وهو الذي يتم معالجته بحيث تجفف الأوراق ثم تهشم لتبدأ عملية تخميره ثم التيبيس ثم الفرز.

الشاي الأخضر.. وهو المفضل في اليابان والصين وعموم شرق آسيا والمغرب العربي وهو الذي يتم تحميص أوراقه بعد قطفها ثم تجفيفها ولفها وهو الشكل الطازج من الشاي ويكون ذو طعم خفيف.

أولونغ.. وهو شاي شبه مختمر يجمع بين الفوائد العلاجية للشاي الأخضر والمذاق الخاص بالشاي الأسود. ويسمى بالشاي الأخضر الأزرق.

الشاي الأبيض.. وهو تقريبا نفس الشاي الأخضر لكنه باهت وشاحب اللون ولديه أربعة أنواع وكلها نادرة.

 

وللشاي فوائد كثيرة جدا كما هو صديق ونديم الجلسات والسهرات فهو حديث العلماء والباحثين حول العالم وكل فتره يخرج لنا العلماء بشيء جديد فيه ، ويحتوي الشاي على عناصر كثيرة أهمها، مركبات منبهه مثل الكافيين والثيوبرومين و الثيوفيللين وإليها يعزى فعالية العشب في علاج أمراض الجهاز التنفسي ( موسعة للشعب الهوائية).

وكذا مادة البوليفينولات مثل الكاتيشين و فلافونوييد وهي مواد فعالة مضادة للأكسدة تساعد على الوقاية من وإصلاح تلف الخلايا الذي يؤدي إلى أمراض القلب ومعظم الأورام والأمراض التنكسية المصاحبة للشيخوخة وتساهم أيضا في القضاء على البكتيريا السيئة وتفيد في نمو البكتيريا الجيدة( بيفيدس).

كما توصلت دراسة هولندية إلى ان الذين يشربون كوب إلى كوبين يوميا تكون لديهم فرصة أقل للاصابه بضيق الشرايين الذي يمثل السبب الرئيسي لأمراض القلب والسكتات الدماغية.

وقد أثبت الباحثون في كيوشو باليابان أنه كلما زاد استهلاك الشاي الأخضر قل خطر الإصابة بسرطان المعدة وأن الوقاية الأكبر كانت للذين يشربون عشرة أكواب على الأقل كل يوم ومن ثم ثبتت فعالية الشاي الأخضر في التقليل من خطر الإصابة بالعديد من السرطانات في الجسم. وتسمى المادة المضادة للأكسدة في الشاي والتي يعتقد أن لها تأثيرا واقيا من السرطان وأمراض القلب (ابيغالوكاتشيين غاليت) وتوجد في كل أنواع الشاي وبصفة خاصة في الأخضر وتعتبر الفلافونوييد من مسكنات الألم ومهدئ نفسي وداعمة لمرونة الأوعية الدموية وضابطة للنظام الهرموني.كما أثبتت أن الكاتيشين مقاوم للفيروسات والالتهابات والتحولات غير الطبيعية ومخفض لضغط الدم.

 التانينات القابضة.. تعتبر فعالة في علاج الإسهال ولها تأثير مضاد على الفيروسات بصفة عامة ومقاومة للبكتيريا المسببة للتسوس. كما أثبتتها دراسة للبروفسور هياشي بمركز الأبحاث بطوكيو أن مركبات التانين الموجودة في الشاي الأخضر تقضي على 30% من امتصاص التسرامونيوم90 ، عند حصول الحوادث والتسريبات النووية وأثبت معهد الفيزيولوجيا في كييف ـ أوكرانيا أن الشاي الأخضر ساعد في الشفاء من آثار الإشعاعات.

ويحتوي الشاي الأخضر على مادة الفلورايد والذي يمنع تسوس الأسنان والشايين وهو منشط للجهاز العصبي والكلوروفيل وهو منظم لعملية دعم الخلية بالأوكسجين ومطهر ومزيل للروائح، والألياف التي تسهل عملية الهضم والإخراج وتخفض كمية الكوليسترول الرديء، ومادة البوليوز والتي تقلل سكر الدم والثيانين والذي يعمل على انتاج الانترفيرون والتي تساعد على حماية الجسم من الاصابة بالالتهابات وهو الدواء المستخدم في علاج التهابات الكبد. ويساعد في محاربة التهاب المفاصل كما نزف البشرى لأصحاب الاوزان الزائده فقد أثبتت الدراسات ان شرب ثلاثة أكواب من الشاي الأخضر يوميا " بدون سكر" يعلم على حرق 200 سعره حرارية كما يحتوي على الفيتامينات ( أ،ب،ج،هـ،ك) وكمية من المعادن مثل الفوسفور والبوتاسيوم والمغنيز والفلور والنحاس والصوديم و احتواءه على العديد من الأحماض الأمينيه.

وقد أثبتت الدراسات تأثير الشاي في تخفيف وأحيانا إيقاف إنتاج الهيستامين والمسبب في ظهور أعراض الحساسيات وكما أثبت البروفسور شيمامورا في طوكيو أن معظم البكتيريا تموت خلال أقل من 24 ساعة إذا ما تم مزجها بالشاي الأخضر وأثبتت دراسات أخرى انه مدر للبول ومساعد على طرد السموم من الكبد والكليتين.

وينصح بعدم تناول الشاي مع الوجبات حيث انه يمنع امتصاص الحديد والذي قد يؤدي بعد فتره إلى فقر الدم وأفضل وقت لشرب الشاي هو بعد تناول الوجبات بساعتين تقريبا، كما ينصح بشرب الشاي بدون سكر أو محلى بمواد طبيعية مثل العسل.

وهناك عده طرق لشرب الشاي ومن أفضلها وأيسرها غلي الماء ثم تركه قليلا حتى يهدأ فورانه ثم توضع فيه أوراق الشاي لخمس دقائق تقريبا ليشرب بعدها . أما غلي الشاي لوقت طويل فيفقد الشاي خواصه وربما يصبح ضارا على الإنسان، وقد يؤدي الإكثار منه إلى الإمساك والصداع وبعض الاضطرابات العصبية وقلة النوم ، فالشيء مهما كانت فوائده إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده.

 

لا يوجد

المدرب/ بشير بن علي

basheerye
مدرب أول في مجال المبيعات »

عدد زيارات الموقع

55,038