مشهد 1:
المنظر:
تمشى كليوباترا السابعة فى حديقة القصر الملكي ، وتشير بيدها الى الحراس ليبتعدوا ، ولا يتحركوا ، فتنظر إليهم بابتسامة وكأنها رسالة معناها ، أنها ستكون بأمان لا داعي للقلق .
( وفجأة تظهرمن خلف الشجيرات القصيرة فتاة ترتدى ملابس عصرية ، وتحمل في يدها تليفونها المحمول ، وتضع على كتفها حقيبة تحمل فيها الكمبيوتر المحمول الخاص بها ) .
وتقترب بحذر من كليوباترا التى تنظر اليها من أعلى إلى أسفل ، وتتحدث إليها الفتاة بصوتها الرخيم : مولاتى كليوباترا .
كـلـيـوبــاتــرا : |
من أنتَ ، وكيف وصلت إلى هنا ، وكيف تخطيت كل الحرس ، وماذا تريدين ؟ |
تنهدت الفتاة ، ووضعت يدها على صدرها . |
|
الــــفـــتــاة : |
لا تخافى يا مولاتى كليوباترا ، أنا مصرية من القاهرة ، واسمى إيمان . |
(كليوباترا تنظر إلى الفتاة وتدور حولها) . |
|
كـلـيـوبــاتــرا : |
القاهرة ماذا تعنى بها ، ولماذا ترتدي هذه الملابس الغريبة ، وهذا الاسم الغريب. |
(تتجه إيمان إلى كليوباترا ، وتحاول أن تسلم عليها ، وتمسك بيدها لتحيتها). |
|
إيـــــمــــان : |
لا تخافى يا أيتها الملكة العظيمة ، أنا مواطنة مصرية ، وكثيراً ما قرأت عنك فى الكتب والروايات . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
( تضحك ) ... مما أخاف ، وإذا كنت تعرفيني ، فهل تعرفين اننى لا أخاف ، فأنا كليوباترا السابعة الخوف هو الذى يخاف منى. |
إيـــــمـــان : |
معذرة يا مولاتى ، لكننى قرأت عن مواقف فى حياتك يشيب لها الولدان حتى مشهد النهاية . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
نهاية .. ايه نهاية ... نهايتى ... اعتقد انه ليس هناك من يعرف نهايته ، فكيف تعرفين انتى نهايتى ، هل أنت تعملين عرافه ، أو ما شابه ذلك ؟ |
إيـــــمــــان : |
لا ... أنا دكتوراه فى الآثار ، وأقوم بالتدريس لطلاب جامعة القاهرة . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
مرة أخرى تذكرين القاهرة ... من تكون القاهرة ومن الذي قهرته لتكون بهذا الاسم . |
إيـــــمــــان : |
لا القاهرة عاصمة مصر . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
عاصمة مصر هى الاسكندرية ، أم أنك من بلد اسمها مصر مثل مصر بلدنا. |
إيـــــمــــان : |
لا يامولاتى ، مصر بلدنا التى نقف على أرضها الآن . |
( تنهدت إيمان وفكرت كيف تشرح للمكلة كليوباترا ، كيف أنها من القرن الحادى والعشرين ، وأنها استطاعت باستخدام التكنولوجيا أن تصنع برنامج مالتيميديا تخيلى يجعل الفرد يستطيع أن يسافر عبر عجلة الزمن ليصل إلى عصور قديمة جداً ، وكل هذا بفضل التكنولوجيا الحديثة ) . |
|
إيـــــمــــان : |
مولاتى ... يبدو أن الموضوع كبير جداً ، ويستغرق وقتاً طويلاً . |
( ابتسمت كليوباترا ونظرت إلى وجه إيمان ) . |
|
كـلـيـوبــاتــرا : |
عيناك جميلة يا فتاة ... ليست فقط عيناك ، ولكنك جميلة جداً . |
( أحمر وجه إيمان بفضل عبارات كليوباترا ، ونظرت في الأرض) . |
|
إيـــــمــــان : |
شكراً يامولاتى ... فجمالي هذا لا يصل إلى درجة جمالك الطاغية ، فكل كتب التاريخ تبرز جمالك بصورة غاية فى الروعة . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
يبدو اننا سوف نصبح اصدقاء .... تعالى نجلس سوياً فى هذا المكان الجميل. |
( وتحركت كليوباترا وإيمان ، وجلستا في ظل شجرة كبيرة ، وجاء اثنين من الحراس إلى كليوباترا ، ووقفا أمامها ، ويبدو أنهما لا يريان إيمان) . |
|
كـلـيـوبــاتــرا : |
انظرى يا إيمان الحراس لا يحسون بوجودك على ما يبدو ، ايها الحراس الا ترحبون بصديقتى . |
احد الحراس "اسكندر" : |
أين هى تلك الصديقة التى ترغبين أن نرحب بها ، أنك يامولاتى تجلسين وحيدة . |
الحارس "سيلوقس" : |
ماذا اصابك يامولاتى... لقد كنت آيه فى رجاحة العقل. |
كـلـيـوبــاتــرا : |
لا أدرى ماذا أقول .... أرجوك يا إيمان تحدثى حتى يسمعك الحراس . |
إيـــــمــــان : |
للأسف يامولاتى ... لا يستطيع أحد أن يرانى أو يسمعنى غيرك ، أرجو أن تعذرينى ، فلم نصل بالتكنولوجيا إلى درجة متقدمة أكثر من ذلك . |
( لا يزال الحارسان ينظران فى ذهول إلى ملكتهم وهى تحدث إيمان ، ومن تكون ، ولماذا تنظر إلى هذا الفراغ ) . |
|
كـلـيـوبــاتــرا :
|
هكذا ... أيها الحراس لقد كنت اختبر مدى يقظتكما ... لقد احسست أنكم تشربان الخمر ، وقد تفقدا التركيز ، فأردت أن أتأكد من أنكما لا تشربان في النهار ، وبالمناسبة فأنا سأختبركما من الحين وألآخر ، وستروني أتحدث في غير وجود أحد ، أرجو عدم مقاطعتي ، لأني أفكر وأتحدث بصوت عالى فى موضوع خطير . |
الـحـارس "اسكندر" : |
كان الله فى عونك يامولاتى ، فالملك الأب يبدو أنه مرهق ، وتصرفاته أصبحت محط القيل والقال . |
الـحارس "سيلوقس" : |
عفواً يا مولاتي ، فزميلي لا يقصد ذلك ، فالملك بخير الحمد لله ، ولكنه يقوم كل يوم تقريباً بمسابقة كبيرة فى العزف على الناي ، ويهزم كل المتسابقين ووصل الأمر إلى أننا أصبحنا نخاف على مصالح الدولة من خطورة انشغاله بعزف الناي . |
الحارس "اسكندر" : |
يامولاتى معذره فيما سنقوله ، نرجو منك أن تجعلي أبيك الملك يراجع نفسه ، ويحاول أن يمنع نفسه عن ممارسة مسابقات الناى ، فهو يهتم بها أكثر من اهتمامه بشئون الدولة ، أرجوك يامولاتى ، فالدولة أحوالها غير مستقرة ، وكما تعلمين الرومان يضعون أعينهم على مصر ، وينتظرون اللحظة المناسبة . |
كـلـيـوبــاتــرا :
|
اعتقد أنكما حارسان مخلصان لى ، وسوف اتخذ اللازم لكى اضع حداً لسلوك والدى ، واشكركما على اهتمامكما بأمور الدولة ، واحيطونى علماً بما يحدث ، والآن اتركوني مع إيمان ... أقصد بمفردى مع السلامة . |
إيـــــمــــان : |
يبدو أننى وصلت قبل توليك الحكم . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
أريد أن أعرفك كل شئ عنك ، فأنا لا أعرف كيف لا يراك أحد غيرى ، وماذا تعرفين عما سيحدث ، وماذا يحدث في المستقبل . |
إيـــــمــــان : |
لا تقلقى فالمستقبل مشرق لكى يامولاتى .. هناك بعض الأحداث السيئة ستمرين بها ، ولكن ستنجين منها . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
اخبرينى أكثر بما سيحدث فى المستقبل . |
( إيمان تحاول أن تهرب من الإجابة ) . |
|
إيـــــمــــان : |
لن يصدق أصدقائى سلمى وإيهاب وطارق أننى أجلس معكى فى القصر الملكي ، فكم رويت لهم إننى أراك فى احلامى ، وأتحدث معكى ، فكانوا يضحكون ، ولا يصدقون ، وقالوا لى كل ما تقرائى عن كليوباترا تزدادين ولعاً بها وحباً لها، نعم أنى أحبك ، فكم تمنيت أن أكون صديقتك . |
كـلـيـوبــاتــرا :
|
صديقتى كلمة جميلة حتى أختى برنيكى لم تحاول أن تقولها لى ، فهى دائماً معزولة عنى , أنها تغار منى ، ربما لأنني أجمل منها , أو ربما لأنني أكبر منها . |
إيـــــمــــان : |
أو ربما لأنك ستحظى بشهرة كبيرة فى العالم , وتحتل قصة حياتك مساحة كبيرة فى التاريخ . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
التاريخ سيكتب عنى ، أنا ... (وضحكت) . |
إيـــــمــــان : |
نعم اتعرفي يا أيتها الملكة الجميلة كليوباترا . |
(تقاطعها كليوباترا وتقول) . |
|
كـلـيـوبــاتــرا : |
لماذا تنادى بالملكة... أنا لازلت أميرة ، وأنني أحبك ...أرجوك قولي لي يا كليوباترا . |
إيـــــمــــان : |
شكراً يا ... كليوباترا. كم أنا سعيدة لتواضعك معى ... وكم سأفرح ، وأنا أرى مدى غضب سلمى وإيهاب وطارق أصدقائى من مقابلتى لكي ، وتحقيق حلمي بالحديث معك . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
والآن من أنت ؟ وكيف حضرت إلى هنا ؟ |
إيـــــمــــان : |
أنا أسمى إيمان ... أعيش في القرن الحادي والعشرين ، ودرست الآثار الفرعونية ، وأكملت دراستي وحصلت على الدكتوراه ، واتقنت اللغة الانجليزية والفرنسية والكمبيوتر . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
هل الانجليزية والفرنسية والكمبيوتر لغات ثلاث . |
(ضحكت إيمان وقالت) . |
|
إيـــــمــــان : |
لا يا كليوباترا ...الانجليزية والفرنسية لغتان , أما الكمبيوتر فهو جهاز يسمى باللغة العربية الحاسوب... انظري.. (وتقوم إيمان بإخراج الكمبيوتر المحمول من حقيبتها لكى تراه كليوباترا) . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
ما هذا الشئ العجيب ؟ ، وماذا يصنع ؟ ، وهل هو ضار أم نافع ؟ . |
إيـــــمــــان : |
لا تخافى يا كليوباترا أنه مثل المكتبة . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
لدينا مكتبة الأسكندرية الكبيرة . فهل هذا معقول ، أن هذا الجهاز هو مثل المكتبة الكبيرة , كيف هذا ؟ |
إيـــــمــــان : |
كل الكتب هنا تعرض على الشاشة التى أمامك ، واذا كنتى تريدين أن تقرأيها ولكن بشرط الا تنفذ البطارية . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
البطارية .... وماذا تكون ؟ |
إيـــــمــــان : |
هى مصدر الطاقة التى يعمل بها الجهاز، فأنا لا أعتقد أن لديكم شاحن هنا. |
كـلـيـوبــاتــرا : |
شاحن !!!... ما هذا الكلام الغريب . |
(أخذت كليوباترا تنظر إلى الكمبيوتر ، وتشاهد إيمان ، وهى تعرض عليها مجموعة صور للاسكندرية) . |
|
كـلـيـوبــاتــرا : |
لمن هذه الصور . |
إيـــــمــــان : |
أنها لمدينة الاسكندرية . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
هذا غير معقول ...لا يمكن أن تكون هذه مدينة الإسكندرية .. كيف هذا ؟ . |
إيـــــمــــان : |
يا كليوباترا .... هذه قصة طويلة ولكن أريد أن أعرف عنك الكثير ، برغم أنني قرءات عنك معلومات كثيرة . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
ومن كتب عنى كل هذه المعلومات , أنا أبسط من كل هذا , أنا مجرد أميرة فى قصر البطالمة , وأبى بطليموس الثاني عشر , والشهير بالزمار . |
إيـــــمــــان : |
اعرف ذلك.. وسيكتب وصية ويتركها لدى روما ، لكي تقر حكم مصر من بعده لأخيك بطليموس الثالث عشر وأنتى معه أخته وزوجته الملكية . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
ماذا تقولين سيترك وصية لدى روما ؟ |
إيـــــمــــان : |
نعم . |
كـلـيـوبــاتــرا : |
لقد احترت فى أمرك يا إيمان ، من أنت ؟ |
إيـــــمــــان : |
لقد أخبرتك من قبل أننى مصرية من نفس هذا البلد ، ولكنني من المستقبل. |
كـلـيـوبــاتــرا : |
وماذا يحدث فى المستقبل .. اخبريني ؟ . |
إيـــــمــــان : |
يبدو أن شحن الكمبيوتر الشخصى كاد ينفذ ، والاتصال الالكتروني سيتوقف ، اعتذر يا كليوباترا الجميلة . ولكنني سأحاول أن أحضر إليك مرة أخرى . أنا الآن سأنصرف (وتختفي إيمان من المسرح). |
كـلـيـوبــاتــرا :
|
انتظرى .... انتظرى اين تذهبين ... لقد احب� نشرت فى 10 يونيو 2010
بواسطة barki
أقسام الموقع
ابحثتسجيل الدخولالدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي
هذا الموقع ... موقع الدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي »
عدد زيارات الموقع
90,098
|