موقع الدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي

مشهد 1:

المنظر:

تمشى كليوباترا السابعة فى حديقة القصر الملكي ، وتشير بيدها الى الحراس ليبتعدوا ، ولا يتحركوا ، فتنظر إليهم بابتسامة وكأنها رسالة معناها ، أنها ستكون بأمان لا داعي للقلق .

( وفجأة تظهرمن خلف الشجيرات القصيرة فتاة ترتدى ملابس عصرية ، وتحمل في يدها تليفونها المحمول ، وتضع على كتفها حقيبة تحمل فيها الكمبيوتر المحمول الخاص بها ) .

وتقترب بحذر من كليوباترا التى تنظر اليها من أعلى إلى أسفل ، وتتحدث إليها الفتاة بصوتها الرخيم : مولاتى كليوباترا .

كـلـيـوبــاتــرا :

من أنتَ ، وكيف وصلت إلى هنا ، وكيف تخطيت كل الحرس ، وماذا تريدين ؟

تنهدت الفتاة ، ووضعت يدها على صدرها .

الــــفـــتــاة :

لا تخافى يا مولاتى كليوباترا ، أنا مصرية من القاهرة ، واسمى إيمان .

(كليوباترا تنظر إلى الفتاة وتدور حولها) . 

كـلـيـوبــاتــرا :

القاهرة ماذا تعنى بها ، ولماذا ترتدي هذه الملابس الغريبة ، وهذا الاسم الغريب.

 (تتجه إيمان إلى كليوباترا ، وتحاول أن تسلم عليها ، وتمسك بيدها لتحيتها).

إيـــــمــــان :

لا تخافى يا أيتها الملكة العظيمة ، أنا مواطنة مصرية ، وكثيراً ما قرأت عنك فى الكتب والروايات .

كـلـيـوبــاتــرا :

( تضحك ) ... مما أخاف ، وإذا كنت تعرفيني ، فهل تعرفين اننى لا أخاف  ، فأنا كليوباترا السابعة الخوف هو الذى  يخاف منى.

إيـــــمـــان :

معذرة يا مولاتى ، لكننى قرأت عن مواقف فى حياتك يشيب لها الولدان حتى مشهد النهاية .

كـلـيـوبــاتــرا :

نهاية  .. ايه نهاية ... نهايتى ... اعتقد انه ليس هناك من يعرف نهايته ، فكيف تعرفين انتى نهايتى ، هل أنت تعملين عرافه ، أو ما شابه ذلك ؟

إيـــــمــــان :

لا ... أنا دكتوراه فى الآثار ، وأقوم بالتدريس لطلاب جامعة القاهرة .

كـلـيـوبــاتــرا :

مرة أخرى تذكرين القاهرة ... من تكون القاهرة ومن الذي قهرته لتكون بهذا الاسم .

إيـــــمــــان :

لا القاهرة عاصمة مصر .

كـلـيـوبــاتــرا :

عاصمة مصر هى الاسكندرية ، أم أنك من بلد اسمها مصر مثل مصر بلدنا.

إيـــــمــــان :

لا يامولاتى ، مصر بلدنا التى نقف على أرضها الآن .

 ( تنهدت إيمان وفكرت كيف تشرح للمكلة كليوباترا ، كيف أنها من القرن الحادى والعشرين ، وأنها استطاعت باستخدام التكنولوجيا أن تصنع برنامج مالتيميديا تخيلى يجعل الفرد يستطيع أن يسافر عبر عجلة الزمن ليصل إلى عصور قديمة جداً ، وكل هذا بفضل التكنولوجيا الحديثة ) .

إيـــــمــــان :

مولاتى ... يبدو أن الموضوع كبير جداً ، ويستغرق وقتاً طويلاً .

( ابتسمت كليوباترا ونظرت إلى وجه إيمان ) .

كـلـيـوبــاتــرا :

عيناك جميلة يا فتاة ... ليست فقط عيناك ، ولكنك جميلة جداً .

( أحمر وجه إيمان بفضل عبارات كليوباترا ، ونظرت في الأرض) .

إيـــــمــــان :

شكراً يامولاتى ... فجمالي هذا لا يصل إلى درجة جمالك الطاغية ، فكل كتب التاريخ تبرز جمالك بصورة غاية فى الروعة .

كـلـيـوبــاتــرا :

يبدو اننا سوف نصبح اصدقاء .... تعالى نجلس سوياً فى هذا المكان الجميل.

( وتحركت كليوباترا وإيمان ، وجلستا في ظل شجرة كبيرة ، وجاء اثنين من الحراس إلى كليوباترا ، ووقفا أمامها ، ويبدو أنهما لا يريان إيمان) .

كـلـيـوبــاتــرا :

انظرى يا إيمان الحراس لا يحسون بوجودك على ما يبدو ، ايها الحراس الا ترحبون بصديقتى .

احد الحراس "اسكندر" :

أين هى تلك الصديقة التى ترغبين أن نرحب بها ، أنك يامولاتى تجلسين وحيدة .

الحارس "سيلوقس"    :

ماذا اصابك يامولاتى... لقد كنت آيه فى رجاحة العقل.

كـلـيـوبــاتــرا :

لا أدرى ماذا أقول .... أرجوك يا إيمان تحدثى حتى يسمعك الحراس .

إيـــــمــــان :

للأسف يامولاتى ... لا يستطيع أحد أن يرانى أو يسمعنى غيرك ، أرجو أن تعذرينى ، فلم نصل بالتكنولوجيا إلى درجة متقدمة أكثر من ذلك .

( لا يزال الحارسان ينظران فى ذهول إلى ملكتهم وهى تحدث إيمان ، ومن تكون ، ولماذا تنظر إلى هذا الفراغ ) .

كـلـيـوبــاتــرا :

 

هكذا ... أيها الحراس لقد كنت اختبر مدى يقظتكما ... لقد احسست أنكم تشربان الخمر ، وقد تفقدا التركيز ، فأردت أن أتأكد من أنكما لا تشربان في النهار ، وبالمناسبة فأنا سأختبركما من الحين وألآخر ، وستروني أتحدث في غير وجود أحد ، أرجو عدم مقاطعتي ، لأني أفكر وأتحدث بصوت عالى فى موضوع خطير . 

الـحـارس "اسكندر" :

كان الله فى عونك يامولاتى ، فالملك الأب يبدو أنه مرهق ، وتصرفاته أصبحت محط القيل والقال .

الـحارس "سيلوقس" :

عفواً يا مولاتي ، فزميلي لا يقصد ذلك ، فالملك بخير الحمد لله ، ولكنه يقوم كل يوم تقريباً بمسابقة كبيرة فى العزف على الناي ، ويهزم كل المتسابقين ووصل الأمر إلى أننا أصبحنا نخاف على مصالح الدولة من خطورة انشغاله بعزف الناي .

الحارس "اسكندر"       :

يامولاتى معذره فيما سنقوله ، نرجو منك أن تجعلي أبيك الملك يراجع نفسه ، ويحاول أن يمنع نفسه عن ممارسة مسابقات الناى ، فهو يهتم بها أكثر من اهتمامه بشئون الدولة ، أرجوك يامولاتى ، فالدولة أحوالها غير مستقرة ، وكما تعلمين الرومان يضعون أعينهم على مصر ، وينتظرون اللحظة المناسبة .  

كـلـيـوبــاتــرا :

 

اعتقد أنكما حارسان مخلصان لى ، وسوف اتخذ اللازم لكى اضع حداً لسلوك والدى ، واشكركما على اهتمامكما بأمور الدولة ، واحيطونى علماً بما يحدث ، والآن اتركوني مع إيمان ... أقصد بمفردى مع السلامة .

إيـــــمــــان :

يبدو أننى وصلت قبل توليك الحكم .

كـلـيـوبــاتــرا :

أريد أن أعرفك كل شئ عنك ، فأنا لا أعرف كيف لا يراك أحد غيرى ، وماذا تعرفين عما سيحدث ، وماذا يحدث في المستقبل .

إيـــــمــــان :

لا تقلقى فالمستقبل مشرق لكى يامولاتى .. هناك بعض الأحداث السيئة ستمرين بها ، ولكن ستنجين منها .

كـلـيـوبــاتــرا :

اخبرينى أكثر بما سيحدث فى المستقبل .

( إيمان تحاول أن تهرب من الإجابة ) .

إيـــــمــــان :

لن يصدق أصدقائى سلمى وإيهاب وطارق أننى أجلس معكى فى القصر الملكي ، فكم رويت لهم إننى أراك فى احلامى ، وأتحدث معكى ، فكانوا يضحكون ، ولا يصدقون ، وقالوا لى كل ما تقرائى عن كليوباترا تزدادين ولعاً بها وحباً لها، نعم أنى أحبك ، فكم تمنيت أن أكون صديقتك .

كـلـيـوبــاتــرا :

 

صديقتى كلمة جميلة حتى أختى برنيكى لم تحاول أن تقولها لى ، فهى دائماً معزولة عنى , أنها تغار منى ، ربما لأنني أجمل منها , أو ربما لأنني أكبر منها .

إيـــــمــــان :

أو ربما لأنك ستحظى بشهرة كبيرة فى العالم , وتحتل قصة حياتك مساحة كبيرة فى التاريخ .

كـلـيـوبــاتــرا :

التاريخ سيكتب عنى ، أنا ... (وضحكت) .

إيـــــمــــان :

نعم اتعرفي يا أيتها الملكة الجميلة كليوباترا .

(تقاطعها كليوباترا وتقول) .

كـلـيـوبــاتــرا :

لماذا تنادى بالملكة... أنا لازلت أميرة ، وأنني أحبك ...أرجوك قولي لي يا كليوباترا .

إيـــــمــــان :

شكراً يا ... كليوباترا. كم أنا سعيدة لتواضعك معى ... وكم سأفرح ، وأنا أرى مدى غضب سلمى وإيهاب وطارق أصدقائى من مقابلتى لكي ، وتحقيق حلمي بالحديث معك .

كـلـيـوبــاتــرا :

والآن من أنت ؟ وكيف حضرت إلى هنا ؟

إيـــــمــــان :

أنا أسمى إيمان ... أعيش في القرن الحادي والعشرين ، ودرست الآثار الفرعونية ، وأكملت دراستي وحصلت على الدكتوراه ، واتقنت اللغة الانجليزية والفرنسية والكمبيوتر .

كـلـيـوبــاتــرا :

هل الانجليزية والفرنسية والكمبيوتر لغات ثلاث .

(ضحكت إيمان وقالت) .

إيـــــمــــان :

لا يا كليوباترا ...الانجليزية والفرنسية لغتان , أما الكمبيوتر فهو جهاز يسمى باللغة العربية الحاسوب... انظري..

(وتقوم إيمان بإخراج الكمبيوتر المحمول من حقيبتها لكى تراه كليوباترا) .

كـلـيـوبــاتــرا :

ما هذا الشئ العجيب ؟ ، وماذا يصنع ؟ ، وهل هو ضار أم نافع ؟ .

إيـــــمــــان :

لا تخافى يا كليوباترا أنه مثل المكتبة .

كـلـيـوبــاتــرا :

لدينا مكتبة الأسكندرية الكبيرة . فهل هذا معقول ، أن هذا الجهاز هو مثل المكتبة الكبيرة , كيف هذا ؟

إيـــــمــــان :

كل الكتب هنا تعرض على الشاشة التى أمامك ، واذا كنتى تريدين أن تقرأيها ولكن بشرط الا تنفذ البطارية .

كـلـيـوبــاتــرا :

البطارية .... وماذا تكون ؟

إيـــــمــــان :

هى مصدر الطاقة التى يعمل بها الجهاز، فأنا لا أعتقد أن لديكم شاحن هنا.

كـلـيـوبــاتــرا :

شاحن !!!... ما هذا الكلام الغريب .

(أخذت كليوباترا تنظر إلى الكمبيوتر ، وتشاهد إيمان ، وهى تعرض عليها مجموعة صور للاسكندرية) .

كـلـيـوبــاتــرا :

لمن هذه الصور .

إيـــــمــــان :

أنها لمدينة الاسكندرية .

كـلـيـوبــاتــرا :

هذا غير معقول ...لا يمكن أن تكون هذه مدينة الإسكندرية .. كيف هذا ؟ .

إيـــــمــــان :

يا كليوباترا .... هذه قصة طويلة ولكن أريد أن أعرف عنك الكثير ، برغم أنني قرءات عنك معلومات كثيرة .

كـلـيـوبــاتــرا :

ومن كتب عنى كل هذه المعلومات , أنا أبسط من كل هذا , أنا مجرد أميرة فى قصر البطالمة , وأبى بطليموس الثاني عشر , والشهير بالزمار .

إيـــــمــــان :

اعرف ذلك.. وسيكتب وصية ويتركها لدى روما ، لكي تقر حكم مصر من بعده لأخيك بطليموس الثالث عشر وأنتى معه أخته وزوجته الملكية .

كـلـيـوبــاتــرا :

ماذا تقولين سيترك وصية لدى روما ؟

إيـــــمــــان :

نعم .

كـلـيـوبــاتــرا :

لقد احترت فى أمرك يا إيمان ، من أنت ؟

إيـــــمــــان :

لقد أخبرتك من قبل أننى مصرية من نفس هذا البلد ، ولكنني من المستقبل. 

كـلـيـوبــاتــرا :

وماذا يحدث فى المستقبل .. اخبريني ؟ .

إيـــــمــــان :

يبدو أن شحن الكمبيوتر الشخصى كاد ينفذ ، والاتصال الالكتروني سيتوقف ، اعتذر يا كليوباترا الجميلة . ولكنني سأحاول أن أحضر إليك مرة أخرى . أنا الآن سأنصرف (وتختفي إيمان من المسرح).

كـلـيـوبــاتــرا :

 

انتظرى .... انتظرى

اين تذهبين ... لقد احب�

barki

مع خالص الود دكتور " ناصر علي محمد أحمد برقي "

  • Currently 62/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
22 تصويتات / 731 مشاهدة
نشرت فى 10 يونيو 2010 بواسطة barki

ابحث

تسجيل الدخول

الدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي

barki
هذا الموقع ... موقع الدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي »

عدد زيارات الموقع

90,098