موقع الدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي

ترايفل

 

«الحب كله حبيته فيك، الحب كله، وزمانى كله،.....»

رنة من حبيبتى حنان، نظرت إلى هاتفى المحمول، نعم هى، فلقد اتفقنا على أنه عندما تكون فى طريقها إلى الشركة التى يمتلكها زوجها العربى، الذي استطاع أن ينتصر على، ويأخذها زوجة له، وقد خسرت المعركة، معركة القلب الكبير أمام المال الكثير، قالت حبيبتى صاحبة أجمل وجه ملائكى عرفته عيناى... لا يمكن أن يكون هناك في الكون أجمل منها...حتى اليزبث تايلور التي اعتبرها الكثير أجمل امرأة فى العالم، فان حبيبتى أجمل منها بآلاف المرات، يكفى أنها حبيبتى.... عندما يرن تليفونى المحمول برقمها، أحس بسعادة بالغة، ولكن هاهى تصعد إلى الشركة، التي لا يمكن أن كنت اعمل بها، والتي صاحبها هو زوجها العربى، الواسع الثراء، صاحب المشاريع العديدة، المستثمر الذي استطاع أن يستثمر قلب حبيبتى، فعندما تقدم لطلبها للزواج، أخذت تفكر وتبكى، وتؤكد لي أنني أحتل مكانة مرموقة فى قلبها، لم تعترف أنها تحبنى، ولكننى اعترفت لها مراراً وتكراراً، بأننى الوحيد الذي يصل حبى لها إلي درجة العبادة... نعم أحبها..أحبها.. فلم تخبرنى بهذا الحب، ولكنها ابتسمت قائلة، إنى أرى فيك أخى، ألا تعلم أن الأخوة إحساس أكثر جمالاً، وأكثر روعة، ومع هذا لم أيأس من ردها... فمراراً أكدت لها أننى أحبها، وفى مرات كثيرة، أكدت لها اننى سأحفر في الصخر حتي أكون جديراً بها، سأنتظر حتى أكون جدير بها، وانتظرت حتى أكون ذلك الفارس الذى يكسب حبها، وأخبرتها سأظل أنا الفارس الصابر، ولتعيشى حياتك، وسأنتظر نعم سأنتظر، حتي أحتل المكان الذي توافق عليه، سأحتل مركزى،  سأكون لكى... الفارس الأخير.

 ولكن مجئ الرجل العربى الذى مع إمكانياته المادية، لم تستطع الرفض، وكانت تبكى، وتبكى، وعندما سألتها عن سبب البكاء، وهى توافق عليه، أخبرتنى أن أهلها قد وافقوا عليه، ولم توافق ورفضت، ولكن أمام إصرار أهلها الذين لم يتركوا أى مجال، وظلوا يضغطون ويضغطون، حيث إنه كان لا يمكن رفضه، فهو شاب وسيم وغنى، وأكثر من هذا، فهو أستاذ في العواطف، لا يمكن لأى امرأة، أن تقف ككتلة خراسانية، أمام عباراته، فهو قادر على إذابة هذه الكتلة الخراسانية، وحتى لو كان جبل جليد، لا يتحمل سوى بضع دقائق، وبعدها تكون أداة طيعة في يديه....

وأمام إصرار الأهل، فشلت فى الرفض، وأخيرا وافقت، بعد فشل سلاح المقاومة، وأكثر من هذا عندما وافقت على الزواج منه، طلبت منى أن أوافق على توسلاتها لى، بان أبقى بجانبها، وأن لا اتركها، فهى فى أصعب لحظات حياتها، تريدنى بجوارها، تريدنى صديقاً، وأخا لها، وتريده زوجاً، وحاولت معها أن أذهب إلي أهلها، وأطلب يدها منهم، بكت، ورجتنى ألا أفعل لأنهم سيرفضون، وغضبت، وتوسلت بدموع عينيها، ولم يجعلنى أقبل طلبها بالبقاء بجوارها، إلا عندما اعترفت بأن حبها لي أكبر من حبى لها، ولكنها خجولة جداً، ولا يمكن أن تعترف لي إلا عندما وجدتنى أرفض أن أبقى بجوارها، وحاولت أن أقنعها بأن أذهب إلي أهلها، وأحاول معهم مره ومره، ولكنها أكدت لي أن صوت الحب، لن يستمعوا له، ولا تريد لي مهانة الرفض، وأنها متأكدة من إخلاص حبى لها، وأن قدرنا أن نحترق بحبنا ولم يكن مقبولا منى أو منها أى ارتباط بها دون موافقة أهلها، حبنا طاهر عفيف نرفع كلاً منا رأسه عالياً  في السماء، لا حب يدمر أصحابه، نعم لم أفكر في أن المس حتى يدها، ومع رجائها لى بالبقاء بجوارها، وافقت، وكيف أرفض طلباً لها، وأنا العاشق في معبدها، وافقت، وقد عرفتنى إلى زوجها العربى الثرى، بأنني مثل أخوها، وزميل دراستها، وكم قدمت لها من خدمات، وتريد رد الجميل... وبعدها بعدة أيام اتصل زوجها بى، واخبرنى بأنه يتمنى قبولى العمل في مجموعة شركاته فى مصر، وألا ارفض، لان خبرتى في مجال العمل مناسبة، ويريد الاستفادة منها، وانه يتركنى كي أفكر براحتى.

ثم أعقبها اتصال حبيبتى بى تخبرنى أنها طارت من السعادة، عندما اخبرها زوجها، بأنه يريدنى أن اعمل معه،  وأنها بذلك سترانى، وهذه أمنية، وأخذت تدعو الله ان يحققها لها، وقد وافقت، لأنها رغبتها وأنا الخادم المطيع لها، العابد في محراب صاحبة الحق الوحيد فى السيطرة على حياتى.

وافقت على العمل بعض الوقت، فكنت اذهب في أيام محددة بعد الظهر، وكانت تحضر الى المكتب، ويتعمد زوجها العربي أن يقبلها امامى كثيراً، وكنت احتفظ بثبات انفعالى.

وقد لاحظت أن زوجها صاحب عقلية جهنمية، ليس في جلب الأموال، ولكن عندما ترى عيناه أى امرأة، فانه يتحدث معها، فينفرد بعقلها،  ليكمل بكلماته على قلبها، فتجد أي امرأة، مهما بلغت من الثقافة والجمال مع بعض الوقت من الحديث معه، تراها تنهار، كما انهار برجي التجارة العالمي في أمريكا في أحداث 11 سبتمبر 2001، ولهذا فقد كانت لديه ثلاثة سكرتيرات المصرية بسمة، والسورية منى، والأمريكية هيلين، تحتل كل منهن مكتب خاص بها، ويفتح مكتب كل واحدة منهن باب مكتبها على مكتبه، ولا تستطيع الدخول اليه الا بالمرور على واحدة منهن، ولم أحاول أن ادخل إليه، إلا من باب السكرتيرة المصرية بسمة، وإذا لم تكن المصرية موجودة، فاننى اتجه إلى السورية منى، فالعرب أولى بنا، وأخيراً قد استعين بالأمريكية هيلين في نهاية المطاف، وبرغم ذلك لا يمكن ان تجرأ واحدة على الدخول إليه دون أذنه، ورغم اننى اعلم انه موجود بدليل سيارته التى تقف امام شركة الاستيراد والتصدير الا انه ليس موجود.

ربما يراجع اعمال هامة مع واحدة من السكرتيرات الخاصة، ويريد التركيز، ويطلب عدم الازعاج!!!!

رنة من حبيبتى اخذت على عاتقى ان انبه البيه العربى، أنها  فى الطريق، تصعد المبنى، تليفونه مغلق، والسكرتيرة السورية مني غير موجودة، ربما هى التى بالداخل، ذهبت إلى المصرية فوجدتها وجهها احمر، وقد طغى حمرة خجل غريبه، فأشارت لي بأنه مش ممكن أدخل الآن عنده شغل ومعاه السورية منى..... ولمحت في نبرتها حزن أو ضيق فأخبرتها أن زوجته تقريبا فى المصعد.

فقالت: الله ده فرصة حلوة امشى دلوقتى وخليها تشوفه.

قلت لها: تشوف مين.

ردت بصوت عالي: أتفضل يا أستاذ من هنا دلوقتى، أنا قرفت لازم  اشوف حل للمشكلة ده.

ونظرت الى الباب، فوجدت حبيبتى على  الباب، وابتسمت، فأدركت أن المشكلة واقعة واقعة.

 ماذا اصنع تحركت بسرعة، واتجهت فأمسكت بيدها، وقد فوجئت بانى أمسك يدها لأول مره، وانى أريد أن اخرج بها من مكتب السكرتيرة، وقلت لها باسماً: تعالى يا سيدتى افرجك على المكتب الخاص بتاعى،  واحمر وجه محبوبتى، وقالت: طب ما انت بقالك كذا شهر هنا أشمعنا النهاردة  عاوزني أشوف مكتبك، شكلك كده عايز حاجة........ فى ايه استنى بعد اذنك.

واتجهت حبيبتى الى حجرة زوجها المدير العربى، ولمحت ابتسامة على وجه السكرتيرة المصرية، التي اقتربت من الباب، لتفتح الباب بالمفتاح بسرعة لتدخل محبوبتى على زوجها وتجده...........

وجدت نفسى ادخل وراءها، لتجد زوجها الحبيب، وهو في أحضان سكرتيرته السورية، وهي شبه عارية، والتي لم تحاول تغطية جسدها العارى، وانهارت محبوبتى، وقالت بصوت عالي: أيه القرف اللى أنت عامله ده يا حيوان، وبتخونى مع مين، مع الزفته دى يا بيه.

لم يستطع زوجها الحديث، وراح يلبس ملابسه.

 وهنا تحدثت السورية بلهجتها: شو يا حبيبتى ده  إلى فيه متل ما إليك برضه بعلى، ولا مش هتقدر تقول لها، اسمعى يا مدام أنا متلك، وكان زواجنا لازم يعلن، ومفيش أحسن من كده فرصة.

شهقت السكرتيرة المصرية، وقالت: يا نهار أسود.

نظرت إليها السورية، وقالت: وأنت يا سكرتيرة الغبرة، عرفتى ليه كان بيحب يقعد يعقد اجتماعات معايا، طبعا أنت كنتى فكرانى مش مراته فكرانى أمراة لعوب.

لم تستطع محبوبتى أن تتحدث، ولم أستطيع أن أتكلم، ووجدت المدير المبجل يصرخ: اتفضلوا كلكم بره دلوقتى، ولا أقولكم أنا اللى ماشى وأسيبها لكم. وأسيبها ليه دا أنا صاحب الشركة، يا مدام حنان انتى طالق، ويا مدام منى انتى طالق، يا دكتور حسن أنت مفصول، ويا سكرتيرة الخراب يا أنسة بسمة أنت مفصولة، وكلكم بره... عاوز السكرتيرة الأمريكية هيلين.. هيلين وبس.

بكت محبوبتى، وارتمت على الأريكة، ولم أجد إلا يدى تمتد لالتقاط يدها، واقبلها في عطف، ونظرت في عينيها، التي امتلأت بالدموع ووجدتها تقول: شوفت يا حسن.

ساعدتها على الوقوف، وقلت لها: إيه رأيك نروح دلوقتى نأكل  ترايفل0

 ابتسمت في وجهي بصعوبة: يعنى واحدة لسه مطلقة، وأنت لسه مفصول، و دلوقتى عاوزنا  نروح  نأكل ترايفل.

حتلاقى عندي نفس لكده..... اخذتها من يدها، وهمست في أذنها ترايفل حتى آخر العمر.

 

تمت

 

المصدر: مجموعة قصصية " إيمان " تأليف دكتور " ناصر علي " الناشر مكتبة الآداب ، القاهرة ، 2009م
barki

مع خالص الود دكتور " ناصر علي محمد أحمد برقي "

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 292 مشاهدة
نشرت فى 20 مايو 2010 بواسطة barki

ابحث

تسجيل الدخول

الدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي

barki
هذا الموقع ... موقع الدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي »

عدد زيارات الموقع

85,649