موقع الدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي

 

أجندتى

 

حضرت ندوة مركز الحقوق للبيئة والتنمية، بكلية الحقوق، جامعة عين شمس،  وبعد المحاضرة التي ألقاها د/ مصطفى الفقى، وركز فيها على أجندة إيران، وانه لابد أن يكون لنا أجندة، أخذت الأفكار تضرب في رأسى، نعم لماذا لا يكون لكل منا أجندة، ويسعى لتحقيقها؟..... ترن هذه الكلمة..... أجندة..... في رأسي، ورحت أبحث عما يجب أن يوجد في أجندتى.

أولاً: لابد أن أتزوج زوجة أخرى غير زوجتى الحبيبة، ولكن طالما هى زوجة وحبيبة، فلماذا أتزوج بأخرى، لأنني أحتاج إلى آخر يمد يده مع يدى من أجل بناء مستقبل زاهر.

وسألت نفسى: ما شكل الزوجة الجديدة التي أسعى للزواج منها، هل هى دكتورة مثلى، ولكن صوت صديقى العملى، عندما سألته عن ذلك ضحك قائلاً: لا... لا، القضية مش رسائل دكتوراه حتتجوز بعضها، لا يادكتور، أنا يوم ما أتجوز.. أتجوز فتاة عمرها 15 سنة، خفيفة لذيذة، لسه بخيرها، تداعبنى وتلاعبنى مش دكتورة تقول لى مشكلة الأسلحة النووية ازاى وليه، وإسرائيل حلال يكون لها برنامج نووى، وإيران حرام تعمل حتى مصنع حب أطالياً.

وصمت لهول الصدمة التي اعترتنى كيف يفكر الدكتور الصديق فى الزوجة الأخرى، وبرغم كونه حاصل على دكتوراه الفلسفة فى التربية، وتخصصه في الفيزياء، وتدريس الفيزياء إلا انه عبر بصراحة عن موقفه من الزوجة الأخرى فهى أن تكون بعبارة واضحة «محظية» دلع وهنا، وليست عقلية تحاوره على نفس القدرات العلمية والثقافية، إنه يريد «جارية»، ربما تلزم السرير، لتساعد مع المرتبة والوسائد في إسعاد المذكور.

ولكننى أنا عندما أفكر فى الزوجة الأخرى أجد نفسى في وسط ثورة من الحيرة. من أختار؟ دكتوراه أخرى تشاركنى همومي الثقافية والعلمية، يكون الحوار بيننا حوار عقول، ولا تختفى فيه مشاعر وأحاسيس القلوب، والمشاعر الناعمة، والكلمات الرقيقة، والأحلام الوردية، ويكون آخر المطاف فيه لغة الجنس بشكل أسبوعى لمرة، أو مرتين.

ماذا أريد؟

إما أن أفكر فى موضوع الزوجة الأخرى مثلما فكر زميلى، الباحث عن المتعة الجنسية، وتكون الزوجة الثانية ذات الخامسة عشر ربيعاً هى المأمولة. أو يكون اختيارى للزوجة الثانية أن تكون من نوعية أخرى، أى يكون المال سبب التفكير فيها، فيكون أبوها غنى جداً، وواصل إلى درجة لا يصدقها عقل.

وعندما اذهب لخطبتها يتم تعينى فى منصب هام، وبعد الخطبة أصبح مستشاراً كبيراً لإحدى الوزارات، وبعد الجواز أكون مسئولاً كبيراً جداً، وأحصد الأموال والمناصب، وطوال ما علاقتى جيدة مع تلك الزوجة، تكون رحلاتى وتنقلاتى سريعة، أصيف في مارينا، وأشتى في الأقصر وأسوان.

يا سيدى وأدلع نفسى ولا أبذل مجهوداً جباراً وأفضل متهنى ليل ونهار، وكل أحلامى تتحقق طول ما بنت الـ أيه مبسوطة، وواجبى الأول هو إسعادها وجعلها سعيدة، وكل ما تكون سعيدة أكون أنا أسعد...... ويا ويلى لو زعلت يوم منى، ممكن أروح ورا الشمس أو حتى أكون شحات تانى...... معقولة دى.

أجندتى يجب أن أخطط أجندتى.

ماذا أريد أموال، ولا سعادة جنسية، ولا بقاء الوضع الحالى على ما هو عليه، زوجة عطوف شاركتنى الحياة، وأنجبت لى أربعة أولاد، هم ثلاثة ذكور والرابعة عسوله، مقدرش يوم ما شوفهاش...... وسعيد أنا بيها وبأولادها.

وحياتى ماشيه غم في غم، كل ما أشوف نشرة أخبار أجد فيها عيال ونساء وشباب ورجال بتموت، في فلسطين والعراق وغيرها في كذا مكان. وبدل الدموع أتفرج والسلام، ولو تعبت أوى، أصرخ بعلو صوتى، علشان أمنع الظلم، وأصرخ بعلو صوتى، وأقول غيروا القناة، وانشغل المطربة دى جوزها خانها، واللاعب كذا، وصل ثمنه كام، وأحط على موبايلى، أجمل رنه، وانسى الدنيا وأريح بالى، وأخد بنصيحة الكاتب جمال الشاعر، وأعمل عبيط، معقول دكتور وعبيط، معقول كده، أتفوه على هذا الزمن.

طظ فى الأجندة، ما أنا زى الفل، مش محتاج حاجة تانية، وحياتى زى الفل، ولا محتاج محظية، ولا دكتورة، ولا بنت راجل غنى، تخلينى أنط فوق الكل....... أنا زى الفل.

وفجأة امتدت يد زوجتى تقول لى: اصحى يا دكتور الحوض بتاع الوش مسدود قوم صلحه يالله أوام..... ابتسمت في وجهها، الغير مبتسم، وقلت لها.... أنا زى الفل..... مش بقول أنا زى الفل.

تمت

 

 

المصدر: مجموعة قصصية " إيمان " تأليف دكتور : ناصر علي ، مكتبة الآداب ، القاهرة ، 2009م.
barki

مع خالص الود دكتور " ناصر علي محمد أحمد برقي "

  • Currently 75/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
25 تصويتات / 294 مشاهدة
نشرت فى 20 مايو 2010 بواسطة barki

ابحث

تسجيل الدخول

الدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي

barki
هذا الموقع ... موقع الدكتور ناصر علي محمد أحمد برقي »

عدد زيارات الموقع

85,806