إنّ طفل التّسعة أشهر في تنقّل دائم، وسيستعين بكلّ ما في متناوله لبلوغ هدفه. يلجأ طفلك إلى كلّ أنواع الحيل, فيستعمل الخشخاشة للوصول إلى الكرة الّتي تدحرجت تحت الأريكة أو يستعمل يده لدفع عربته الصّغيرة واللّحاق بها زاحفاً. وهو يستكشف كلّ محيطه ومستعدٌّ لتجربة كلّ شيء. لذلك من الضّروري ألاّ تدعيه يغيب عن ناظريك وأن تراقبيه بشكل دائم. أصبح خلال الشّهرين الماضيين أكثر تمكّناً من قدرته على الوقوف والتنقّل. وفيما هو يحسّن هذه القدرات الجديدة, قد يصبح فوضويّاً بعض الشّيء وأقلّ قدرةً على السّيطرة على بعض القدرات التي كان يمتلكها كإطعام نفسه أو النّوم خلال اللّيل. لا تيأسي, فإنّ هذه الانتكاسات المؤقّتة تحصل لأنّه يعمل جاهداً لتطوير قدراته الجديدة على التنقّل.
الانتقال من مرحلة إلى أخرى تشكّل بداية الزّحف خطوةً مثيرة جدّاً في نموّ طفلك إذ أنها تمكّنه من الانتقال إلى مستوى جديد من الاستقلالية. لكن لا يختبر جميع الأطفال هذه المرحلة. فإنّ بعضهم يكتفي بالجلوس جنباً وبتأمّل محيطهم بهدوء استعداداً للوقوف والمشي، فيما يطوّر آخرون طرقاً مختلفةً وغريبة للتنقّل، فيختارون أن يجرّوا أنفسهم على مؤخّرتهم، أو على بطنهم على طريقة الجيش، مستعملين ذراعيهم لجرّ أجسادهم. ويختار آخرون أن يتنقّلوا كالكابوريا الصّغيرة جاثمين على يديَهم ورجليَهم! وقد يستهلّ الزّاحفون إلى الأمام هذه المرحلة بالزّحف إلى الوراء في معظم الأحيان! مهما كانت الطّريقة الّتي يعتمدها صغيرك للتّنقّل، ستدهشين عند رؤيته ينتقل بفعالية وسرعة من مرحلة إلى أخرى عندما يبدأ بالتّنقّل.
ساحة النقاش