فرط جمالي / محفوظ فرج
أراجعُ نفسي كمْ سواكَ رأيتُهم
... ... فلم يأسروا قلبي برغمِ التذلِّلِ
يستهويهمْ فرطُ جمالي
والسحرُ الكامنُ في عينيَّ الواسعتين
لم ينظرْ أحدٌ منهم إلا وتفانى
مثل تفاني طيرِ سنونو نحوَ الغرينِ
في ساحلِ دجلة كي ينعمَ في بسمةِ بعضِ قبولٍ مني
لكنْ ما اسطاعَ -على طولِ لقاءاتي - أحدٌ منهم
أن يغريَ قلبي بهواه
مرّوا مثلَ سرابٍ في ذاكرتي
وحين رأيتُك أوّلَ مرة
دبّتْ في كل خلايا جَسدي سوراتٌ لا أعرفُ معناها
لكنّي أشعرُ أنّي أجنحُ نحو بهائِك
غارقةً في فتنتك السحرية
وأراني يتناسلُ بي شوقٌ نحوك
تتزلزلُ منه جميعُ أحاسيسي
تهفو كي تتنسمَ من عبقٍ في أنفاسك
توهمُني نفسي أنَّك تحرقُكَ اللهفةُ نحوي
تتمنّى أن تخلوَ بي
وتحدِّثُنبي بالشجنِ البصريِّ النابتِ
في عمقِ جذور التاريخ
وأنا لا أتمنى أو أتخيلُ
تأخذُني في اللاوعي إلى منتجعاتٍ
لا يتخطّى أعتابَ مداخلها غير مجانين العشاق
تقولُ سنلقى مثلينا وَلْهى مَرْمِيين
على أكتافِ روافد
عَتَّقَها الحبُّ
يتساقونَ الخمرَ الأزليَّ عناقَ الأرواح
صرفاً نترامى أكراً مقسومة
حتى نصبحَ واحدة
محفوظ فرج