دلائل النبوة 
بقلم / محمد سعيد أبوالنصر 
من رحمة الله وحكمته أنْ أرسل الله رسله وأنبياءه إلى الأمم يدعون الناس إلى دين الله ويبينون لهم الحق ويوضحون لهم السبل إلى طاعة الله ورضاه، وإلى ما به سعادتهم في الدنيا والآخرة. وبهذا يتضح دور أنبياء الله ورسله في الحياة وأنَّه مِنْ أهم الأدوار، في تحقيق الغاية التي خُلق مِنْ أجلها الإنسان. ولما كان شأن الرسل بهذه المثابة فإنَّ الله سبحانه قد مدهم من دلائل النبوة وبراهين الرسالة بالشيء الكثير ليتأكد صحة ما يبلغونه عن رب العالمين.
1-دلائل النبوة:
إنَّ للنبوة أهمية كبيرة في حياة البشر، فالنبوة واسطة بين الخالق والمخلوق لتبليغ شرعه ، ودعوة من الرحمن الرحيم للبشر ليُخرجهم من الظلمات إلى النور، وينقلهم من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. ولما كانت النبوة بهذه المثابة ولما كان للأنبياء هذا الدور فإنَّه من رحمة الله عز وجل وعدله بعباده أنْ أرسل أنبياءه ورسله تترى إلى البشر، غير أنَّه كيف للبشر أنْ يعرفوا النبي الصادق من الدعي الكاذب، خاصة وأنَّ الشيطان قد زين لكثيرين ادعاء دعوى النبوة والتزي بزي الرسل من أجل ضلال العباد، فإنَّ الله عز وجل منح رسله وأنبياءه دلائل وعلامات هي من الكثرة بمكان ومن الوضوح بمحل تكفى الواحدة منها أنْ تكون سببًا ودافعًا لإيمان البشر بهذا النبي. هذا وإنْ كان أنبياء الله ليسوا في حاجة إلى هذه الدلائل ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ليس في حاجة إلى دليل يؤكد رسالته من الخارج ، بحيث إذا لم يوجد ذلك الدليل " الخارجي " بطلت - لا سمح الله - تلك الرسالة ؛ فهي رسالة دليلها فيها، ووجود البشارات بها في كتب متقدمة - زمنًا - عليها لا يضيف إليها جديدًا ، وعدم وجود تلك البشارات لا ينال منها شيئًا قط. فهي حقيقة قائمة بذاتها لها سلطانها الغني عما سواها، إنَّه دليل صدق الأنبياء كلهم. فكل الأنبياء مضوا ولم يبق من أدلة صدقهم إلَّا ما جاء في هذا الدليل " القرآن العظيم " حيث شهد لهم بالصدق والوفاء وأنَّهم رسل الله المكرمون..
2-مفهوم الدلائل والمعجزات :
الدلائل : يُقال: دَلَلْتُ عَلَى الشَّيْءِ وَإِلَيْهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَدْلَلْتُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَالْمَصْدَرُ دُلُولَةٌ وَالِاسْمُ الدَّلَالَةُ بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا وَهُوَ مَا يَقْتَضِيهِ اللَّفْظُ عِنْدَ إطْلَاقِهِ وَاسْمُ الْفَاعِلِ دَالٌّ وَدَلِيلٌ وَهُوَ الْمُرْشِدُ وَالْكَاشِفُ.
و"الدلائل" جمع " دلالة ": و(الدّلَالَة) الْإِرْشَاد وَمَا يَقْتَضِيهِ اللَّفْظ عِنْد إِطْلَاقه(ج) دَلَائِل ودلالات "و"الدليل" في اللغة: هو المرشد والكاشف، وما به الإرشاد. 
وُيعرف الدليل في اصطلاح العلماء بأنه : "ما يتوصّل بصحيح النّظر فيه إلى العلم بمطلوبٍ خبريٍّ ولو ظنًّا، وقد يخصّه بعضهم بالقطعيّ. وجاء في دستور العلماء والتعريفات قولهما عن تعريف الدلالة فِي الِاصْطِلَاح " كَون الشَّيْء بِحَالَة يلْزم من الْعلم بِهِ الْعلم بِشَيْء آخر" 
ومن الألفاظ التي تستخدم في الأدلة لفظ المعجزة 
(فالمعجزة) لها ارتباط بالدلائل، ومعناها : الحادث الخارق للعادة والقوانين التي يُجريها الله تأييدًا للأنبياء.
فمن رحمة الله بعباده الضعفاء أنْ جعل دلائل النبوة من الوضوح والكثرة بحيث تدعو الناس إلى الحق والخير واتباع أنبياء الله ورسله .
وهذه الدلائل والبراهين والبشارات والإثباتات على كثرتها لا تمثل في نظر من تأمل فيها أكثر من ومضة على الطريق أو شمعة في ضوء النهار ، فالحق واضح ورسولنا محمد خاتم الأنبياء والرسل .
3-الغاية من ذكر الدلائل :
دلائل النبوة لها فوائد كثيرة منها :
1- سعادة البشرية :
كانت البشرية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم تعيش في انحطاط أخلاقي وانهيار اجتماعي وتشاحن سياسي ، فحياتهم كانت أقرب إلى العتمة ،فشاءت إرادة الله أنْ يبعث الله الرسول الكريم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم قَالَ تَعَالَى : ﴿قدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ 15 يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [المائدة:15 – 16]. والدعوة إلى الإيمان بمحمد لا تقتصر على المسلمين وحدهم ولا يُخاطب بها المؤمنون فقط بل تمتد لتشمل العالم كله قَالَ تَعَالَى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ 107﴾ [الأنبياء: 107] وهذا يدعونا إلى التعرف على هذا الرسول العظيم وهذه الشخصية الفذة من الناحية الإنسانية فضلًا عن اصطفاء الله لها وإنزال الوحي عليها وتأييدها بالمعجزات التي تشهد بنبوتها ،وتؤكد على رسالتها ،وأنَّها مبعوثة من قبل السماء .

أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 41 مشاهدة
نشرت فى 30 نوفمبر 2017 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

159,799