وحينها أدركتُ أن الشمس قد ماتت)) قصة قصيرة
بقلم/عمر خيرى....
فى صباحٍ من صباحات كانون الثانى حيثُ فعلت الشتا فعلتها بالارض وغلف الضباب اقطار قريتنا البهيه. .. كفستانٍ ابيضٍ لعروسٍ فى ليلة عرسها المنشود انتفض من نومتى واثباً من فوق سريرى حيث تدارك فى ذهنى انى سمعت احداً يتمتم بعض الكلمات على ما اذكر ...ان الشمس قد ذُبحت صَبيحةَ ذلك اليوم بسيوف الليل البهيم بعد أن ساءه ان يصبح مهزوماً كعادته ويدعها تطلع من مشرقها لتعلن للكون خبر وفاته وبشرى طلوع النهار كما تفعل يومياً .....قدذبحها الليل العاتى وكفنها الضباب الذى لم يستحى ان يكون فستان عرسٍ للأرض وكفناً لأجرام السماء وستدفن فى مقبرة الافق الباكى .....بعد سماعى كل ذلك وانا نصف نائم على ما اذكر انه كان صوت اخى .....انتفضُ إلى شباك الحجرة الغربية من البيت لأتبين حقيقة ذلك الأمر فهو بمثابة تلسكوبنا البيتى ....وأثناء نظرى إلى المشرق أرى برهاناً واحداً على موت الشمس وبراهين عده على تكذيب ذلك النبأ.... فبرهانُ التصديق ان السماء تبكى بكاءً شديداً ترتعد له انامل الأرض ويتساقط منها الأمطار التى تذيب تراب الأرض لتشاركها حزنها العميق.. وبراهين التكذيب حينما انظر الى ملف الجزيرى فأجد هذان الطفلان يسيران على جانب الوحل كعصفورينِ جميلين من عصافير الجنه وكوردتين على وشك التفتُّح .....كعنقودين من عنب البراءه ..كأجمل روايتين للبرتغالى جوزيه ساراماغو يحملان حقيبتان للدراسه ويسيران ببطء ساكن يبزغ منه جمال الطفوله كأنهما رفيقا سفرٍ فى رحلة الحياه يظهر على احدهما ملامح من الهلع المسبب عندما تنزل قطرات الأمطار فينظر الى رفيق دربه قائلاً "سامحنى والله منا اللى خدت القلم بتاعك " قالها بمطلق البراءة وقمة الأيمان الفطرى ...حينها يدب فى نفسى تكذيب موت الشمس...يثير ذلك عندى بعض التساؤلات الداخليه "الشمس لا يمكن أن تموت الآن لابد لها أن تحيا لأجل تلك البراءه والطفوله والايمان على ظهر الأرض ..لابد أن تحيا لتنير لهؤلاء الاتقياء الاتقياء كوكب الخداع...الان أُدحض لدى خبر موت الشمس لبرهات ....قبل أن ارى ذلك المشهد البشع ....اثنين من شياطين الانس ايضاً اطفال اظنهم فى الحادية عشر وما احزننى انهم اطفال ..يتمايلون تمايل الشياطين هو نفسه تمايل راقصى الراب الامريكان على موسيقاهم الهابطه
..يغنون بصوتٍ مرتفعٍ بعضاً من كلام سفهاء هذا الزمان "كيد النسا...البت شافتنى وهى طالعه...كيد النسا ...البت شافتنى جالها صرعه " ....قد غابت هاهنا براءة الطفولة واندثرت كل معانيها الجميله....وذهب الإيمان الفطرى إل طرقاتٍ بعيده ...لقد احتضرت الإنسانية الصادقة على ذراع الحياه ...فلم يعد شىئاً على الأرض يستحق ان تطلع لأجله الشمس والسبب فى كل ذلك هو مجتمعا الفاسد الذى ا فسدناه بأيدينا وليست فطرتنا النقيه....حينها ادركت ان الشمس قد ماتت!