ياسمين بلادي ــــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 12 ـــ 11 ـــ 2016م
إذ كيفَ لا أعشق الياسمين في وطني
ففي الصــباحِ يناديـني ... يصبّحــني
في كــلِّ يومٍ يحيــيني ... بمبــسمـــهِ
والقلــبُ يُصـــدرُ دقاتٍ ... تنبهـــني
والعينُ تنظرُ زهــراً ... في تفتّحـــهِ
كالحلْمِ يأتي ... وبالأشواقِ يعصفني
والنورُ من وجنات الوردِ ... منبعثٌ
كأنهُ البـدرُ في الظلماءِ ... يبهجــني
هوَ الياسمينُ ... إذا ما كنتَ تعــرفهُ
منـهُ النسـائمُ تأتيــني ... وتنعشـــني
*****
سميتها ... وبهـــذا الاســـمِ تحــملُهُ
فيها التشابهُ ... بالأوصافِ يعجبني
الوجهُ مثل ظهور البـدرِ ... مكتملاً
والشعرُ مثل سدول الليل .. يبهرني
أما العيونُ ... عيــونٌ للمـها حملت
في عمقها نظرات الحب تسحرني
وللقوامِ شمــوخ النخلِ ... أعشـــقهُ
والخصرُ فيهِ نحولٌ ... جاء يفتنني
هـذا الجـمالُ ... أتى للنـفس يفـتنها
لولا الحلالُ ... بشـرع اللهِ ينـقذني
*****
يا لائمي في الهوى أنتم هنا شبهي
من منكموا .. بجنون الحب ينقدني
من لا يحبّ صنيع اللهِ ... أمقتــهُ
هوَ الجهولُ . ولا بالجهلِ يقنعني
الحب في الأرض يأتي من ضمائرنا
لولاهُ ما حـظيَ الأطــفالُ باللبنِ
ولا السماحة تبـــدو من طبائعنا
والكوُن يصبـحُ أنهاراً من الفتنِ
فلتظهروا يا ولاة الأمرِ موقفكم
بالحب هذا يزول الشرّمن وطني
*****
والكرْهُ يصبحُ ذكرى في مجالسنا
إذا النوايا تصافى نهجها العلني
الانقسامُ بهذا الحالِ ... يضعفنا
والضعفُ يورثُ أجيالاً من الوهنِ
قلو نظرتً الى الياسمينِ موقعهُ
يعطيكَ رائحةً أحــلى بلا ثمنِ
ولو قطفتُ إلى المحبوبِ باقتهُ
ينظرْ إليَّ بأفـراحٍ ... يهنئني
يا ليتنا نأخذ الياسمين موعظةً
لكان الكلُّ يغني غـنوة الوطنِ
أما العدوُّ فلا يبغي مصالحـنا
فيستغلُّ خلاف الأهـلِ بالفتنِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البحر البسيط