حوار مع الشيطان
فى تلك الليله التى كنت حزينا ويائسا وباسا من ظروف عده اتالم من غدر لاناس كنت اثق فيهم فمنهم من غدر بى ومنهم من خاننى ومن من ذاده الطمع غلا فيما هو عندى من الله
جلست وحيدا فى غرفتى اتأمل جدرانها واعيد شريط الذكريات عللنى اخطات فاعتذر لهم وبعد ماتملكنى اليئس فتحت نافذة الغرفه ونظرت الى السماء متأملا فاذا بالقمر والنجوم وظلمة السماء تحيطهم. وبعدما انتهيت اغلقت النافذه ولما استدرت فاذا برجل ضخم الجثه ملامحه تملأ القلب رعبا وفزعا له عينان ذو نظرة محرقه يرتدى من الثياب ابدعه فهو وسيم فى لبسه
سألته غاضبا من تكون وكيف دخلت غرفتى قال جئت لأرفع عنك ما بك من حزن وشقاء جئتك لأهبك ماتحلم به فعاودت السؤال من انت قال ساخبرك ولكن دعنا نتحدث سويا اولا واعتبرنى صديقك المخلص فحاولت النهوض حتى اشرب فاذا بكوب الماء يأتينى دون ان انهض من مكانى فكان فزعى عظيم من يكون هذا الرجل وكيف له ان ينظر الى الاشياء فتتحرك هل هو من الجن ام الملائكه ام ماذا فإذا به يبتسم ويقول سوف اخبرك عن مايجيش فى خاطرك قلت من انت بحق الله قال لاتذكر ذالك الاسم امامى قلت اى اسم قال لاعليك ياصديقى كيف اكون صديقك وانا لا اعلم من انت بالله عليك اخبرنى كنت كلما ذكرت اسم الله يفذع ويرتعدهنا علمت من هو فقلت له انك انت ابليس قال نعم انا هو من عرفت ماذا تريد منى قال انا لا اريد بل انت الذى تريد وكل ما تريده سوف اجعله بين يديك اذا كان مالا او احداهن من اجمل الجميلات او بعضهن اذا ارذدت انت و سلطان على الارض وكان من الطبيعى ان ارد ردا تلقائيا وما هو المقابل يا ابليس
قال لا شىء سوى ان نكون اصدقاء قلت له لن نكون كان رده جرب الصداقه معى ولن تندم فاخذت اضحك بصوت عال قال هل قلت انا ما يضحكك قلت له منذ متى ونحن اصدقاء انت عدوى الوحيد ايها اللعين انت من اخرجتنى من الجنه بعد ان كنت فى احسن تقويم مكانا وجسدا فاذا به يرد ويقول هل كنت تظن ان الله خلق ادم للجنه قلت نعم
قال مسكين انت يابن ادم
اذا اخبرنى انت لما خلق ادم قال هذا سؤال لن اجيب عليه الان ولكنى اعدك بعد ان تعدنى ان نكون اصدقاء ان اخبرك عن الرد على هذا السؤال فضحكت وقلت اعدك وعد الشيطان وعد المتبرئين من عهودهم فإذا به يقول وهذا مبدءيا يكفينى ماذا تريد منى قال لى انى سأكون داعمك فى الدنيا على ان تصل الى اعلى منزله فيها وتكون لى مطيعا لاننى اخترتك لتكون لى وسيله فاذا بى يهتز كيانى واخذت افكارى تتراطم ببعضها وتتسارع واخذت اقرأ بعض الايات القرأنيه فكان غضبه شديد وقال ان لم تسمعنى ستكون حياتك شقاء وعناء وفقر واشياءوحدها و بدونى سوف تدخل النار قلت له كيف قال ان البائسين امثالك يكفيهم بؤسهم حتى يخرجو عن الطاعه ومع البؤس لايجدون من يرفق بهم او يحنو عليهم فلما اجهد نفسى واوسوس لهم اسمعنى وبعدها خذ القرار فكان لى شرط عليه ان تكون الجلسه حواريه انى اسئاله ويجيب كما يسالنى بعدها اقرر اذا كنت سوف اكون صديقا له ام لا واتفقنا على اسلوب الجلسه
كان اول سؤال ماذا تريد منى قال عونك على مانت فيه من عناء وشقاءؤ وبؤس
انى لم اطلب منك مساعدتى قال انا لن انتظر طلبك فقد قررت مساعدتك
لماذا تريد مساعدتى
قال حالتك البائسه
فكان ردى انت اكثر بؤسا منى يا ابليس
قال كيف ومعى كل امانيك
هل تضمن ليه الجنه
ابليس/ ياصديقى سوف تكون جنتك هنا على الارض كل ماتريده من نساء وخمر ومال وولد ونعيم فلما تفكر فى الغد اذا
انا / لى عندك سؤال لماذا اخرجت ادم من الجنه قال لم اخرجه منها وانت تعلم ذالك جيدا انما وسوست له حدثته كما احدثك وظن ادم انى اخبرته كل الحقيقه
قلت له ملعون انت اخرجتنا من الجنه ونزلنا الى الارض للشقاء والعناء وكل هذا الالم
فاذا به يصرخ قائلا افهم ايها المخلوق الاقل منزلة منى ادم لم يخلق للجنه او لاعمار الارض او للعباده كما تظنون فان كفرتم جميعا لن تنقصو من الله شيئا وان ءامنتم جميعا لن تزيدو الله شيئا
سألته اذا ماهو ظنك فى خلق ادم قال هذا ليس ظن انما هو ايمان ادم خلق من اجلى
كيف يا ابليس خلق ادم من اجلك
قال /كنت طاووس الملائكه وكنت اعلاهم منزلة عند الله حتى اننى بدات اتكبر عليهم فى خاطرى وليس علنا وانت تعلم ان الله يعلم ماتخفى الصدور كان الله قادرا ان يسحقنى ولاكن كى لاتكون لى على الله حجه اراد ان يثبت لى بالدليل اننى لست افضل المخلوقات كما كنت اظن واننى اقل منزلة منك انت ايها الادمى الحقير
خلقت من طين من التراب كانت الارض تعيش عليها مخلوقات مثل الديناصورات والجن وكانو يتقاتلون ويسفكون دماء بعضهم وكانو ايضا يتبرزون ويبولون على تلك الارض فكيف يكون لى انا انا ابليس ان اسجد لمخلوق صنع وخلق من تلك القاذورات ولما قال الله لنا إنى جاعل فى الارض خليفه كنت اظن انه سوف يخلق مخلوقات اعلى منزلة منا نحن الملائكه لكنى رايت عذرائيل ياتى بقطع من الطين من اقصاها واوسطها واقصاها وصنع ادم من تلك القطع الطينيه فكيف لى انا ان اسجد لهذا رفضت وقلت لله لن اسجد له انا افضل منه خلقته من طين وخلقتنى من نار كان يعلم اننى من المتكبرين لذالك خلق ادم ادم لم يخلق لاى شىء سوى لاعلامى اننى لا اساوى شىء ولا املك من الله شىء لكنى اطمئنك ادم خلق ومعه الغريذه وهذه هى مدخلى له وسوف تكون ذرية ادم معظمها معى
انا انت واهم يا ابليس كنت مخطئا حين تكبرت ومخطئا الان اذا توهمت انك ستنتصر
اذا كنت تقول ان الله اساسا خلق ادم لتعلم انت انك لا تساوى عند الله شيئا وقد حدث ورايت انك اقل منزلة من ادم وابراهيم وعيسيى وموسى ومحمد
كان رده لاتنطق هذه الاسماء امامى
وكان يصرخ حتى انى لاحظت اهتذاذ جدران حجرتى من تلك الصرخات فاخذت ارتل ايات القران حتى تبدلت ملامحه الى ملامح قبيحه وثيابه الى ثياب باليه
وقلت له يابليس اذا كان الله قد خلق ادم ليخبرك انك لست الافضل ولا يجوز لك ان تتكبر على ملائكته او تظن نفسك ان الله قد جعللك من المقربيين لانك الافضل إن الله يصطفى من يشاء يعذ من يشاء ويذل من يشاء اخرج ايها الملعون وانا راض ببؤسى وشقائى المؤقت وظنى فى الله ان خاتمتى وحياتى الاخرى ستكون هى المتاع
واخذت اتلو ايات الله حتى خرج غاضبا متوعدا لى بالشقاء والعناء فى الدنيا
2/1/2014
بقلمى /السيد فرج الاخضر