=بسمة الصباح
بشر وحضارة-------
يقولون بأن الحضارة تنعش عقل الإنسان فتدفعه إلى ابتكار الخير –كما يقولون بأن التطور التكنولوجي يسبب سعادة خاصة في بعض جوانب الدنيا –وأيضا يصرخون بأن العلم والقراءة تنمي الجمال فتؤدي إلى عالم العد ل والقانون
ولكن ما نراه في وقتنا الراهن مقارنة بماضي حياتنا يجعلنا نقف لحظة من التأمل والتفكر حول أقوال مأثورة صحيحة بمنطقها مغلوطة بتطبيقها ---وقد يسأل أحد
ما سبب تلك الهرطقة ونحن في مركب يغوص بالوحل ---فمن المسبب لذاك التطور والإ نحدار --فلكل زمن تطوره الخاص ولكل مرحلة إنسانها وبالتالي لا تجدي المقاربة او المقارنة –نعم في كل مرحلة معينة من الدنيا هناك تطور وتقدم يتلاءم معها وهناك رجال يتوافقون مع زمنهم ولكن ينبغي ألا ننسى بأن صانع كل حضارة هو فكر وعقل إنسان وبالتالي ينبغي أن تتناسب الأمور بمنطقها العقلاني وهذا ما شهدناه في تاريخنا الماضي وضاع عنا في وقتنا الراهن--- ولكن في كل الأزمنة وفي كل مكان نجد الانسان هو مفتاح كل جدل وحوار وقبل ان نقرأ الحياة يجب علينا أن نقرأ الفرد والأخلاق في شخصه ---وهذه هي نقطة الفصل في قولي وسؤالك ايها السائل واثباتا لذلك دعنا نذهب في رحلة إلى حاكم بابل ومشرعها القانوني الملك حمورابي لنقرأ شيئا عن حضارته وقوانينه وواقعه الاقتصادي مقارنة برجال من عظماء القانون في الوقت الراهن لنرى الفرق ولنؤكد بأن الحضارة لا تؤدي إلى الخير والسعادة في بعض الاحيان خاصة لو تشرذمت الاخلاق من حياتهم وارتقوا بالأنانية مكانا والتمسوا غباء جهل في نشر آليات القول والرؤى ----وجميعنا يدرك ويعلم بأن حمورابي قد عاش قبل الميلاد وكانت مملكته من أهم الممالك العادلة –مملكة صاغها فكر مضيء بالعدل فكتب مائتي وثمان وخمسون مادة من مواد القانون ونشرها في مسلات عالية على أبواب المدينة حتى يراها الزائر والخارج ويعلم حقوقه وواجباته –تشريع حضاري قام على مبدأ فطرة الأخلاق مواد استطاع أن يلبي منها كل احتياجات الدولة بكل أفرادها وارتأى بأن تكون المواد الخاصة بالعقاب من نفس الفعل حرصا على النظام والقوة فمتلا هناك مادة تقول العين بالعين وهذا يعني بأن الجزاء من نفس الفعل فالتصرف السلبي ينتج عنه عقاب سلبي يطبق على من يخرق القانون وهذا ما يسمى بالوقت الراهن بالقانون الجزائي ----والجديد بالذكر بأن حمورابي لم يكتفي بالتشريع وإنما وضع آلية صحيحة لتنفيذه من مبدأ المساواة ومن باب الحزم والعزم على إطلاق الأحكام على الصغير والكبير السيد والعبد فكلهم أمام القانون متحدون متساوون في الميزان –فهل نرى الآن قانونا يحكم الفرد بأخلاق وعدل كما كان في زمن حمورابي بالرغم من الفرق الهائل بين الزمنين من كافة النواحي –نعم قد يكون في زمن حمورابي قسوة وقهر وهوان ووووووو ولكن يجب أن نتذكر بأن حوارنا هو عن الحضارة والتطور وأثرهما على الإنسان ومدى انعكاسها على الحياة ----يجب أن نتذكر بأن الإنسان هو الجدل الاكبر في كل زمن ومكان –هو من يكتب الحياة والخير سواء كان بدائيا أو متطورا ويجب أن لا ننسى بأن التطور قد يؤدي إلى الخراب لو امتلكته يد للشر هي راحلة
------------صباح الإنسان
---------- المحامية رسمية رفيق طه –سورية
نشرت فى 17 نوفمبر 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
160,884