رحلتي إلى طيبة
انطلقت من جدة متوجها تشوقا
إلى المدينة المنورة
المسافة تقريبا أربعمائة كيلو مترا
على جانبي الطريق جبالا سوداء وحمراء
تُسبح عطشا للزائرين
ولا تخلو الأودية من بعض الأشجار الشوكية
ومناطق بها قليل من القرود
الوقت يمر بطيئا
والشوق يزداد لهيبا
ونقترب من أودية النخيل في حضن الجبال
نتحسس مشاعرنا
القلوب تخفق
حبا وصدقا
تتوقف السيارة بين عمائر شاهقة
نسير في طرقات سار فوقها
حبيبنا أفضل الخلق وأصحابه
أقدامنا وجلة متأرجحة
أيعقل أننا في طيبة الطيبة
هنا
مشى أبو بكر وعمر وعلي
اقتربنا
مظلات كهربائية تغطي المساحات الفسيحة
وعشرة من المآذن
يرتفع منها الآذان إلى عنان السماء
ورأينا القبة الخضراء
فوق الحجرة النبوية
دخلنا من باب السلام
كأنني لهب ناداه من السماء منادي
صليت ركعتين
وفي ركوعي طال انتظاري
وفي السجود يا ويلتي من قلة زادي
وبعد صلاة الظهر
دخلنا أفواجا لروضة الجنان
وما بين المنبر وقبر الحبيب حناجر تنادي
هنا روضة من رياض الجنة يا أحبائي
هنا الخشوع والبكاء
ومناجاة الحبيب
هنا تتجلى الدموع في الانسكاب
هنا طهر المكان والرجوع لسالف الأزمان
هنا تُختصر الأزمنة
ونعود إلى سيرة خير الأنام
ما يزيد على ألف وأربعمائة عام
والشعور تجمد هنا
والإحساس عجيب وحلو المكان
الأقدام متسمرة لا تريد الخروج
وجباهنا ملتصقة بأرض الجنة يا رفاقي
وعطر الروضة يفوح في الأرجاء والقلوب في خفقان
هنا نزل جبريل بسورة الحشر وآل عمران
وخرجنا من الروضة لنسلم على خير الأنام
أمواج الزائرين تزأر بالبكاء
وأنظارنا إلى قبر المصطفى
السلام عليك يا شفيعي يوم تزال الأقدام
السلام عليك يا أبا بكر
السلام عليك يا عمر
هنا تستعيد التاريخ
هنا أرض الغزوات والبطولات والتضحيات
ونخرج من باب البقيع
لتزور شهداء المعارك العظام
وزوجات الرسول وذويه الكرام
وفي المدينة قمنا بجولة للمزارات
مسجد قباء وهو أول مسجد بني في الإسلام
وصلاة ركعتين تعدل عمرة مع حبيب الرحمن
ومسجد القبلتين
وجبل أحد يحبنا ونحبه
وتتذكر غزوة أحد وجبل الرماة
حيث يرقد جثمان سيد الشهداء حمزة
هنا مدينة السلام والأمان وقراءة القرآن
وندعو الله أن يرزقكم زيارته وحسن الجوار
شاعر فلسطين صالح إبراهيم الصرفندي
نشرت فى 15 نوفمبر 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
160,605