الثالثة بعد منتصف الوجع
رواية من تأليف عصام قابيل
الحلقة الأولى
*****************
كانت الساعة تدق الثالثة عصرا ودق جرس الباب ولم يكن "مخلص " في حالة تسمح له ، لاهو ولا زوجته بفتح الباب ، فقد كانا في حالة بكاء شديدة ويبدو عليهما التأثر الشديد ، ولكن الطرق علي الباب ورنين الجرس لم يتوقفا .
كفكف مخلص دموعه وذهب يفتح الباب ، وإذا بصديق عمره عارف وزوجته وفاء اللذان كانا في الخليج منذ حرب الخليج ومر ت خمسة أعوام على غيابهما ولم يكن قد حضرا حفل زواج مخلص ولم تكن زوجته وفاء تعرف زوجة مخلص أيضاً مما زاد الموقف حرجاً.
إرتبك مخلص وزوجته صافي من المفاجأة ومن الحالة التي كانا عليها ، وحاولا قدر المستطاع أن يخفيا حالهما ولكن عارف وزوجته لاحظا ماهما فيه وبادر عارف مخلص بسؤال :
مالك يامخلص انت وزوجتك فيه ايه؟
تعفف مخلص عن البوح فقد كانت الفترة الزمنية التي مرت في بعادهما كبيرة ، ولم يكن الإنسجام وروح التأقلم قد سنحا بعد لكليهما أن يشرحا ماهم فيه ، ولكن عارف بادره ثانيه :
- مالك يامخلص ، اوعي تكون الزيارة مش مناسبة ياصاحبي ؟
تملك الحرج مخلص تماماً وقال:
-أبداً ياعارف ماتقولش كده ده بيتك ومطرحك ، وانت عارف غلاوتك عندي ، دي زوجتي صافي انتي ماشفتيهاش قبل كده، يالا اتعرفوا على بعض انتي ومدام وفاء ياصافي.
اصطحب مخلص عارف إلى شرفة شقته والتي تطل على شارع عين شمس بالقاهرة ليجلسا في الهواء الطلق وأعد مخلص كوبين من العصير بنفسه ،وكان القلق قد ارتسم تماما على وجه عارف الذي عبس وجهه خشية أن يكون فاجأ مخلص بالزيارة فبادره سائلاً مرة أخرى :
- لو ماقلتليش مالك يامخلص هامشي ، مش هاستني
رد مخلص مقاطعا :
- لالالا ياعارف ، إنت صديق عمري وهاحكيلك.
نظر مخلص إلى زوجته التي إنهمكت مع وفاء زوجة عارف في حديث آخر ، وبدأ موجها حديثه لعارف :
#عصام_قابيل