حينما ينزف الورد
قصة بقلم عصام قابيل من المجموعة القصصية شئ في كلبي
الحلقة الثالثة
****************
فجأة وجد "مهند" الشاب "حسام" أمامه ، وهو من يعرفه والتقى به من قبل مرات عديدة
تصافح الرجلان وتسائلا
قال مهند :
- خيرا ، ماذا تفعل هنا ؟
تلعثم "حسام" ، وتمتم بكلمات غير مفهومة ،ثم أراد أن يختلق حالة عدم فهم وبادر هو "مهند" بسؤاله :
- ماذا بك هل أنت مريض ؟
ثم سمع صوت بكاء "فاتن" ، ونظر إليها ثم تسائل مندهشا
- خيرا ماذا بزوجتك ياأستاذ مهند ؟
قال مهند :
- صدمتها سيارة عند باب البيت !
قال حسام - مبديا أسفه - :
لاحول ولا قوة إلا بالله -
في نفس اللحظة لمح مهند "صدفة" وهي ترقد في سريرها ، ولم يضيع وقتا وقال لحسام :
- وأنت ماذا أصاب زوجتك ؟
قال حسام :
- لقد وقعت من البلكونه
إنزعج مهند وقال كيف ؟
وهنا ردت صدفه ونادت على مهند وقالت :
- ياأستاذ "مهند" أريدك بعض الوقت ،
نظر إليها "حسام" شذراً ، إلا أنه أسقط في يديه ، ولم يدر كيف يتصرف ؟
قال "مهند" لصدفة :
- حاضر ، لكن سأطمأن على فاتن وآتيك
لم يعجب الموقف حسام ، ولكن ماذا يفعل؟
انتبه لمهند ؛ وقال له :
- بعد أن تطمئن على زوجتك أريدك قليلا من فضلك !
لم يمض وقت قليل حتى إستأذن "مهند" من صدفه ، وأخذ حسام وذهبا إلى الإستراحة ، ثم لم يلبث حسام أن بدأ الكلام مع مهند قائلا :
- لقد كذبت عليك !
نظر مهند إليه - مندهشاً - وقال له :
- في ماذا؟
قال حسام بشأن مارويته لك من أن صدفه سقطت من البلكونة
نظراليه مهند مجدداً ، ولازالت الدهشة تعلو وجهه
إسترسل حسام قائلاً :
- لقد وجدتها تكلم رجلاً
فغر مهند فاه - متعجباً - ورد مفزوعا :
- كيف ؟
قال حسام :
- في الهاتف ، وجدتها تصيح بصوت عالي ، وكنت أعلم أنها تكلم صديقة لها ، ولكن لا أعلم من هي ، وأمسكت بسماعة الهاتف فوجدت رجلا على الخط الآخر ، لم أتمالك نفسي ؛ وانهلت عليها ضرباً ؛ حتى كسرت عظامها ، وأصابها نزيف حاد ، ولا أدري ماذا أفعل الآن ؟
قال مهند ، وهو تبدو عليه علامات الحسرة :
هل تصدق أن ماحدث معك ، هو نفسه ماحدث معي !
اعترت الدهشة حسام أيضاً ، وبادر مهند متسائلاً
- ماذا حدث؟ هون على نفسك ، وإن أردت أن تبوح بما عندك فليكن
قال حسام :
- إنها قصة طويلة .
أحببنا بعضنا البعض حباً ليس له نظير ، ولم أكن أتخيل يومأً أن يتكسر حلم هذا الحب أبداً على حوائط الفشل ، ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ، فلم تشاء الأقدار أن ننجب !
واسترسل مهند يحكي قصته ، وحسام ينصت إليه في إهتمام وشغف، حتى أفاقا على صوت جلبه ، وهرولة في الردهة، ذهبا يستطلعا الأمر فوجدا أن الكل يهرول نحو سرير فاتن .
*******************************
#عصام_قابيل