حينما ينزف الورد
قصة بقلم عصام قابيل من المجموعة القصصية شئ في كلبي
الحلقة الثانية
*************
التقي الغريمان على سماعة الهاتف
صاح "مهند" بأعلى صوته :
- من أنت ؟ ولماذا تتكلم مع زوجتي في الهاتف ؟
رد زوج صديقة فاتن :
- أنت من تتكلم ياجبان ، وماذا تريد ؟
إلتفت "مهند " إلى زوجته وصفعها على وجهها صفعة قوية تركت آثرًا على وجنتيها ، ثم أغلق الهاتف .
وإلتفت زوج الصديقة صدفة إلى زوجته وأخذ يركلها برجله ويضربها بكلتا يديه حتى إنهارت ، وأغشي عليها وأصابها نزيف حاد ، ولم يدر ماذا يفعل بها ؟ إلا أنه اتصل بالإسعاف ؛ فجاءت وأخذتها الي المستشفى .
أخفت "فاتن" وجهها بين يديها ، وأجهشت بالبكاء في حالة هيستيرية ، ثم هاج عليها مهند مرة أخرى ، وظل يضربها حتى هربت منه وفتحت باب الشقة مسرعة ، وهرولت على الدرج ثم خرجت إلى الشارع ، وهي بثياب البيت وعبرت الشارع دون أن تنتبه لسيارة مسرعة، صدمتها فطارت في الهواء ثم هوت على الأرض
في تلك الأثناء كان "مهند" قد نزل على باب البيت ،ورأى "فاتن" وهى تهوي على الأرض ، صرخ صرخة مدوية وجرى نحوها .
وطلب المشاهدون للواقعة الإسعاف ، وتحركت السيارة مسرعة إلى المستشفى .
قاموا بالإسعافات الأولى لفاتن ، وظلت في شبه غيبوبة حتى جاء الليل ، واستردت وعيها قليلا ، أفاقت ونظرت حولها ،فإذا بمهند يقف إلى جوارها باكياً ، أشاحت بوجهها عنه ، فقد كانت في قمة الألم النفسي علاوة على آلامها من تلك الصدمة الرهيبة .
كانت تتأوه ، ولم تكن تدري أيهما أشد إيلاما ، هل مافعله زوجها ؟ أم تلك الصدمة المروعة التي تهشمت فيها عظامها ؟
لم يلح عليها "مهند"بل تركها فقد كان يعلم خطورة ماهي فيه ،
ذهب ليكمل إجراءات دخول فاتن إلى المستشفى
قلبت "فاتن" رأسها يمينا ويسارا تستطلع المكان الذي رقدت فيه ، وفجأة لمحت على سرير إلى جوارها صديقتها "صدفة "
فركت عينيها فلم تكن تتخيل أو تتوقع أن تجدها في هذا المكان
نادت عليها ، وهى تتألم ولايكاد صوتها يظهر:
- صدفة
- صدفة
إنتبهت "صدفة" إلى صوت "فاتن" ، واعترتها الدهشة هي الأخرى من وجود "فاتن" إلى جوارها ، ولكنها لم تكن أقل تألما من صديقتها
قالت في صوت ضعيف :
-ماذا أتي بك إلي هنا يا "فاتن" ، وماذا حدث؟
قالت "فاتن" بصوت منهك أيضاً :
- ألم تكون معي على الهاتف ماذا حدث؟
ردت "صدفة" وقالت :
- وأنت أيضا ، ألم تكوني معي ؟
قالت "فاتن" :
- خطف "مهند" مني سماعة الهاتف ظناً منه أنني أكلم رجلاً ، ولاأدري ماذا حدث بعدها .
ردت صدفة :
- وأنا أيضا حينما صرخت فيكي إعتراضاً على مافعلتي جاء "حسام" يجري وخطف السماعة ليرى مع من أتكلم .
بكت فاتن وشعرت أن مهند قد يكون له حق في ثورته ، ولكن أين الحب الذي كان ؟
أين الثقة التي بلا حدود ؟
إن الإنسان إذا أحب بصدق فلابد أن يثق بحبيبه ؛ مهما كانت الإختبارات
وإنه لمن الألم أن يعلن الإنسان عن نفسه كل ساعة ، وخاصة لأقرب الناس له .
خنقت تلك الأفكار التي ماجت برأس "فاتن" صدرها ، ودخلت في نوبة بكاء هيستيرية .
ولم يكن ذلك إلا إيحاءاً لصدفة أن تنفجر هى الأخرى في البكاء .
جاء "مهند" مرة أخري وووجد "فاتن" في تلك الحالة ، ولم يدر ماذا يفعل ولم يلبث قليلا ؛ إلا وتسمرت عيناه لتلك المفاجأة ، واعترته الدهشة !
#عصام_قابيل

أعجبني

تعليق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 12 نوفمبر 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

159,834