.قصه قصره بعنوان حنتيره والعفريت
بقلم سيد عبد المعطي
..... قبل سرد هذه القصه أتوجّه بالشكر والتقدير الي الكاتب المتألق عبد السلام القطري لأنني تم إستلهام هذه القصه بعد قراءتي لقصة ميت فزيقياً للكاتب الكبير عبد السلام القطري.
...... سأل الأبن أبيه قائلاً له يا أبي لماذا يلقبوك وينادوك بإسم حنتيره وأنت إسمك الحقيقي إبراهيم هنا صمت الأب وضحكت الأم ضحكة عاليه وقالت لأبنها أترك أبيك سوف أقص عليك حكاية هذا الإسم .
..... قالت الأم منذُ أربعون عاماً كانت هذه القريه قريه بداءيه لا يوجد بها ماء سوي سنبور واحد في آخر القريه نقوم في الصباح الباكر حتي نأخذ دورنا في ملاء المياه التي تكفينا وكانت القريه أيضاً لا يوجد بها كهرباء وذات مرة جلست أنا والأطفال من بينهم أبيك في ليلة قمريه تحت شجرة الصفصاف بعد صلاة العشاء نلعب ونتسامر وكل واحد يقوم بسرد قصه عن العفاريت والجن قد حكاها له جده أو جدّته وكان الدور علي عمك رزق مدرس الثانوي الذي يدرس لك الآن هل تعرفه قال نعم أعرفه يا أمي فقال رزق وهو طفل صغير سوف أقص عليكم قصه حدثت تحت هذه الشجره فقد قالت لي جدتي يا بني منذُ عشرة سنوات كان يوجد رجل مسكين يسأل الناس فيعطوه وفي نهاية اليوم يأتي الي هذه الشجره ليمكث تحتها وينام فهو لا يملك بيتاً وفي ليلةٍ كان برد الشتاء فيها قارصاً فحفر العم حنتيره حفره تحت الشجره ووضع فيها الخشب وأخرج من كيسه القماشي الكبير زجاجتان زجاجه بها ماء وزجاجه بها جاز أبيض فوضع علي الخشب بعض الجاز الأبيض وقام بإشعال الخشب ففي خلال دقيقتين دقة النار في الخشب فجلس لينعم بدفإ النار وأخرج شيشته الصغيره لينعم أيضاً بشرب حجر الشيشه وأخذ يكركر في شيشته وسرعان ما أمسكت النيران بجلباب العم حنتيره فأسرع العم حنتيره ليقوم بإطفاء النيران التي أمسكت بجلبابه فبدلاً من أن يمسكب بزجاجة الماء أمسك بزجاجة الجاز الأبيض فإشتعلت النيران بكل جسده وفي خلال خمسة دقائق مات العم حنتيره حريقاً وقد أشاع أهل القريه إنهم في نهاية كل شهر بعد منتصف الليل يسمعون كركرة شيشة العم حنتيره ويرون عفريته وعندما قصّ علينا رزق هذه القصه دخل الرعب قلوبنا جميعاً وذهبنا مسرعين الي بيوتنا .
..... وبعد عدة أيام نادي جدكم علي أبيكم وهو طفل صغير وقال له خذ هذه النقود وإشتري لي علبة سجائر من محل البقاله الذي في آخر القريه وإذهب مسرعاً قبل أن يغلق دكانه فقد تجاوزت الساعه الواحده بعد منتصف الليل وسوف أكافأك مكافئة كبيره سوف أعطيك عشرة قروش علي الفور أخذ أبيكم النقود وذهب ليشتري السجائر لأبيه طمعاً في العشرة نقود وحدث شيئاً لم يصدَّق فعندما وصل أبيكم الي شجرة الصفصاف التي لم تبعد عن بيته سوي عدة أمتار وجد رجل جالس تحت الشجره وسمع صوت كركرة الشيشه وهنا تذكر أبيكم قصة صديقه رزق فإهتزت الأرض من تحت أقدامه وتسمرت قدميه في الأرض وحاول العوده الي بيت أبيه فلم يستطيع وكأن الزمن قد توقف فإستجمع أبيكم قوته وشجاعته ونادي بصوت مرتف يااااااااا أبي يااااااااا أبي وهنا خرج أخيه الكبير وعندما رأه أبيكم وقع علي الأرض مغشيّاً عليه فحمله أخيه الكبير من علي الأرض وذهب به مسرعاً الي البيت وقد تبوّل في سرواله من شدة الخوف فقام بإفاقته بوضع الماء علي وجهه وعندما أفاق ردد هذه الكلمات لقد رأيت شبح العم حنتيره وهو يكركر بشيشته الصغيره وهنا تذكر أخيه الحكايه التي حكاها لهم صديقهم رزق فضحك ضحكةٍ عاليه وحمل أخيه إبراهيم الي الشجره فوجدوا العم ماهر جالساً ليحرس مواد البناء التي وضعها تحت الشجره خوفاً من سرقتها فغداً سيأتون عمال البناء ليقومون ببناء بيته وهنا أطمئن قلب إبراهيم عندما علم يقيناً إنه لم يكون هذا شبح العم حنتيرره إنه العم ماهر ومن هذه اللحظه أطلق كل أهل القريه علي أبيكم أسم حنتيره وهذا الإسم يلازمه حتي الآن فإنطلقت الضحكات من الجميع .
...... وشكراً مع تحياتي (سيد عبد المعطي )(كما أوجه الشكر والتقدير لأُستاذي عبد السلام القطري .
نشرت فى 6 نوفمبر 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
160,426