جريمة شروع في الآمل
قصة بقلم عصام قابيل
الحلقة الأولى
مساء الأربعاء , وقبل رحيله إلى القاهرة ,تجول في أحد شوارع دمشق ذهب لمشاهدة فيلم ( جريمة حب ) . وعندما خرج من السينما ، تمشى طويلاً في شارع دمشق مفكرًا في تلك المدينة الشاسعة ، الدافئة ، والمزدحمة إلى حد كبير ، والتي سيتنزه فيها غدًا وقدل يكون لآخر مرة في حياته . لقد أجل هذه الرحلة أكثر من مرة ، لأن هناك مسألة كانت تقلقه: كيف سيقابل (حنان) ، التي أحبها منذ خمسة عشر عامًا ، في قرية هادئة على نهر النيل على مشارف القاهرة ، والتي تعيش الآن في القاهرة . . كان هو أيضًا وحيدًا ، ويقترب من الأربعين . وفي المساء ، غالبًا ما كان يفكر في موته ،فلم تعُ له حاجة في هذه الحياة... لكنه كان يعد نفسه بأنه لن يموت قبل أن يرى فيلم (الأمل الباقي)، وحبيبته القديمة (حنان) .
كان يتسائل أيضًا: لماذا يحلم بها كثيرًا ؟ لماذا تشبهها كل النساء اللواتي عرفهن بعدها ؟ لماذا كان سخيفًا معها لحظة الفراق ؟ إنها لم تغفر له قط ، وهو يعلم أنه على إثر محاولة انتحار منها ، ودخولها إحدى مصحات الأمراض النفسية ، قد فقدها وتركها وقد يكون إلى الأبد . .
تذكر كل هذا كحلم ثقيل ، ربما تزيله تلك الرحلة السريعة إلى القاهرة . ولأنه كان في بعض اللحظات إنسانًا رومانسيًّا ، فقد أقنع نفسه بأنه سيذهب ليلتقي في وقت واحد : بذكريات جميلة وامرأة ،أو بماضيه وموته . وفي لحظات أخرى ، كان يسخر من مراهقة أحلام يقظته ، ومن المجاملة التي عامل بها حياته ، والتي أراد منها أن يستدر الشفقة على نفسه . إنه - القارئ الوفي لإحسان عبد القدوس - كان يعتقد بأن المرأة إن لم تسيطر فلا حياة لها!
في القاهرة ، نزل في فندق (رويال) برمسيس. كان قد كتب منذ أسبوعين إلى (حنان) أنه سيقضي فيها ثلاث ليالي ، وأنه يتمنى أن يلتقي بها . أما هي فلم ترد . كما لم يكن في انتظاره بالفندق أية رسالة منها .ولكن وبعد أن استراح قليلاً
#عصام_قابيل
تعليق1 1