authentication required

سعادة الحزين
.
.
تراه مبتسماً ضحوكاً غير عابئ بهموم الحياة يمازح هذا تارة ويضحك مع الاخر تارة اخرى والكل يحسده على عفويته ولامبالاته وتبلد مشاعره وكأنه يقول للدنيا انتي اخر اهتماماتي وربما سخروا منه او استهزأو به فتارة يصفوه بعديم الطموحات ومرة يعايروه بالفاشل والكسول ومرة يطلقون عليه ملك السلبية واخيراً وليس اخرا يصفوه بالهامشية ومكانة الصفر على الشمال ومع ذلك هو يتقبل كل شئ برحابة صدر وباستغباء وتغافل ويتصنع الغباء وهو يعرف كل صغيرة وكبيرة ويملك ذكاءاً حاداً وعلى صدره جبال الانديزمن الحمل الثقيل لكلمات وعبارات تختزنها تلافيف ذاكرته بكل التفاصيل رغم ادعاءه النسيان وعدم المعرفة والجهل ولكنه لاينسى ولايعاتب ولايجادل ولايماري يدعي السعادة حرصا على مشاعر الاخرين رغم قسوة الكلمات وقوة العبارات فالبشر لاترحم والالسنة لاتهدأ والمشاعر اخر شئ يهتم به البشر فالمعدة وماتحتها اهم عندهم من المشاعر والاحاسيس ومع ذلك هو يستمر في رسم الابتسامة على شفتيه رغم عبوس ملامحه والاخاديد التي ترتسم بوضوح على جبهته وينصت ويستمع ويداعب ويمزح ويستعد يوميا لتلقي سيل الكلمات سواء السام منها والمفيد والداء دائما يطغى على الدواء ومع ذلك هو يستيقظ يوميا بكل نشاط وعلى اهبة الاستعداد لتلقي صدمات البشر ولكمات عديمي الاحساس وركلات الحمقى والدهماء والسفهاء على وعسى ان يجد في خضم هذا الزحام سعادة تفرح قلبه الحزين الذي يقطر فرحا للاخرين من شرايين الحزن التي تضخ له العبارات القاسية من السنة لاتعرف الرحمة ولا الاحساس فهل يحصل هذا الحزين على سعادته وهل تصل طيور النورس الى جزيرتها الجميلة وتنعم بشئ من الهدوء والراحة والاستجمام .
.
.
من وحي الخيال بقلم احسان الصالحي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 40 مشاهدة
نشرت فى 30 أكتوبر 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

160,418