يامن ثوبها أخضر ــــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ــــــــــــــــــــــــــــــ 21ــــ 10 ــــ 2016م
مالت تعاتبني في ... ثوبها الأخـضـرْ
والوجهُ منها ... كنجـم الصبح قد نوّرْ
والشعرُ في همسات الليلِ ... يبهـرني
حتى غــدوْتُ كأنّي ... تائهُ المنـظــرْ
والعودُ في ومضات الصبحِ يسحرني
كأنني بعيـــون الغيْـــر ... لا أظهــرْ
سهمُ العيونِ ... تصدى في ملاحقتي
حتى شعـرتُ بقـلبي ... نبضـهُ أكثـرْ
مـالي أردّدُ في نفـسي ... محاسنــها
هـل الجـمالُ ... بعمق القلبِ قـد أثّرْ
*****
هـذا العتابُ ... أتى قلـبي يحيّـرُني
هوَ التواضعُ ... ممن تعـتلي المنبرْ
والروحُ تسرحُ . في غيْبوبة الأملِ
والعقـلُ تاهَ بأفــكاري ... لها كبّــرْ
كنـتُ أظــنُّ بأنّي ... في جــداوِلها
كأيِّ إسمٍ لشخصٍ ... شأنُهُ أصغـرْ
حتى سمعتُ عتاباً ... فيـهِ بسمتها
بل الكلامُ أتى للنفـسِ ... قـد أبهـرْ
والصوتُ فيهِ حنينٌ زادَ من شجني
أغمضتُ عيني كأنّي جالسٌ أسكرْ
*****
قلتُ لها ... وأنيـن النايِ يطربني
إنّي أحبـكِ ... يا من قلبها أطهـرْ
كنتُ أشكُّ ... بأنّ الحـبّ مستتـرٌ
حتى ظهرتِ كبدرِ في السما نوّرْ
أنتِ أتيتِ ... كماء القدسِ أرشفهُ
أو خبزِ يافا كريح المسكِ والعنبرْ
أو في الخليلِ تجلّى موسمُ العنبِ
والحالُ يكتمُ أنفاسي ... أتى يقهرْ
هـذا العـدوّ ... أتى يُملي أوامرهُ
ويستفــزُّ شــباباً ... همّهـمْ أكبـرْ
*****
هـذا العتابُ أيا من همّها قدَري
ماذا أقولُ سوى قوْلي بما أشعرْ
إنّي أحاربُ مـن يأتي يحاربني
إن لم يكنْ بسـلاحٍ ينتـقي عنتـرْ
فبالثبات على أرضي لنا شرفٌ
مهما تمسّكّ بالأوهامِ لا نضجرْ
هذا التجبّرُ لن يثني ... عزيمتنا
وأن نكونَ لما يجري لنا أصبـرْ
أيا فلسـطيـنُ جاءت لي معاتبـةً
هذا العتابُ مع الأهوالِ فد يكبرْ
*****
أنت الحبيبةُ يا عمري ويا قمري
أنتِ الحبيبةُ يامن ثوبها أخضرْ
أنت الحبيبةُ يا من حسنها أملي
يا من تعشعشُ في عقلي لها اسهرْ
أنتِ السفينةُ في بحـرٍ مصـائبهُ
فيهِ العواصفُ قد تأتي لنا أبكرْ
والحوتُ في جنبات البحرِ يحصرنا
حتى غدونا نعاني يومنا الأغبرْ
لكنّ قدْرةَ رب الكـوْن ننشــدُها
حتى نجابه يوماً فد غدا أعسـرْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البحر البسيط