الفيس بوك ليس الوسيلة الوحيدة للتواصل
.
.
صديقتنا تعرفت على الفيس بوك عن طريق الصدفة ودخلت عالمه العجيب من باب التواصل مع اقاربها والاطمئنان عليهم والتعرف على اخبارهم باعتباره احد وسائل التواصل الاجتماعي وخلال وولجت بوابته العظيمة وتغلغلت في عالمه العجيب وتعرفت خلال رحلتها فيه على احد الاشخاص واحبته رغم بعد المسافات بينها وبينه لكنها خاضت تجربة الحب عن بعد معه لما احسته في شخصيته من أدب جم واخلاق رفيعة وتواضع كبير واحترام راقي وفي نفس الوقت بادلها هو نفس الحب لإعجابه بشخصيتها الراقية واخلاقها العالية واستمرت قصة الحب بينهما فترة طويلة لكن صديقتنا العزيزة بدأت تعاني من ويلات الفيس بوك وتطلفات الجماهير عليها واختراقات شعب الفيس لخاصها وخصوصيتها وتعليقاتهم السخيفة تارة والعقيمة تارة اخرى عليها فسبب لها ذلك حالة نفسية قاسية وتعب نفسي شديد للغاية اثر ذلك سلباً على صحتها وادائها وحالتها الاجتماعية والصحية والنفسية في نفس الوقت وتسبب لها في اوجاع والالام لم تحسب لها اي حساب ومرد ذلك كله لرقتها المتناهية وحساسيتها الشديدة تجاه اي كلمة تتلقاها حتى لو كانت مجرد كلمات في الانترنت وفي الواقع الافتراضي لاتضر ولاتنفع ولكن اصحاب الاحساس العالي والمشاعر الراقية هذا هو حالهم وهذا هو ديدنهم يتألمون حتى من الهمسة ولكن في صمت وبهدوء وبدون اي ازعاج او ضوضاء فحالهم عجيب ومشاعرهم رقيقة للغاية أرق من خيط دودة القز الذي تنسج به شرنقتها الحريرية لكي تصبح فراشة رائعة الالوان واستمرت في مقاومتها لهذه الهجمات الشرسة فترة طويلة اكراماً لخاطر من تحب ومن تعرفت عليه لكنها لم تصمد كثيرا امام سيل هذه الهجمات القاسية فأعلنت استسلامها الفوري الهادئي والانسحاب السلمي بدون اي شروط او قيود رغم خسارتها الفادحة من جراء انقطاع تواصلها مع اهلها واخوتها واقاربها ولكنها بذلك كسبت صحتها وراحة نفسها وهدوء روحها والاهم من ذلك تمسكها بمن تحب ومن تعرفت عليه عن طريقه لانه في نظرها اعظم مكسب واكبر كنز حصلت عليه من هذا الموقع العجيب الغريب والذي بسببه تحملت الكثير والكثير فداء لحبها وتضحية لمحبوبها فالاناث عادة الوفاء لديهم غريزة طبيعية اكثر منها لدى الرجال والانثى عندما تحب تعشق بكل مشاعرها دفعة واحدة وبعنف وبشدة وبدون وعي او ادراك مما يجعلها مثل الطفل الرضيع في حضن امه ومثل الغريق الذي يبحث عن قشة واتخذت قرارها الصعب والمهم بترك الفيس بوك الى غير رجعة والانشغال بتحصيلها العلمي ومستقبلها العملي والتركيز على حياتها الواقعية اكثر واكثر في ظل حبها الذي حصلت عليه من الفيس بوك والذي يعتبر اجمل شئ حصلت عليه في حياتها وأعطاها الامل في حياة جميلة واحلام سعيدة ومستقبل مشرق واهداه اليها موقع الفيس بوك .
.
.
من واقع الحياة بقلم احسان الصالحي
نشرت فى 26 سبتمبر 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
161,005