الشاعر زهير الدجيلي مؤلف ( أفتح ياسمسم ابوابك نحن الاطفال) يودع الحياة في الغربة
بقلم: سيدمحمد الياسري
.........................................
لم يعد سمسم يفتح ابوابه ، فقد اغلق مؤلفه العراقي ابن الشطرة البار ، عينيه في الكويت وهو لم يرَ ابواب العراق مفتوحة له ،بل بقت موصدة قرابة ٤٦ سنة من الغربة ، قضى منها ٣٦ في الكويت ، و١٠ في السعودية ، هُجّرت عائلته من الدجيل لتسكن في الناصرية ، وفي قضاء الشطرة ولد الشاعر زهير الذي لم يأخذ من الدجيل غير اللقب وعاش تحت دفء شمس الشطرة ونام حين يغفو الصباح على نهر الغراف ، بدأ بسن مبكرة بالحركة الوطنية بعمر ١٦ ربيعا فكان متشبع بذكريات القضبان ، حين سجن لاول مرة سنة ١٩٥٦ ، لتتلو سجون بعد سجون فلم يأتِ نظاما الا ونام فيه في سجنه وغنى خلف قضبانه احلى أغانيه
يا طيور الطايرة مري بهلي
وهي الاغنية التي منعتها السلطات لسنين عديدة والتي غناها سعدون جابر ، لم يترك السجن الا ويعود له ويترك لنا اغاني جديد ليقول (( المرأة التي اتغزل بها هي الوطن)) ليعود :-
على هودلك هودا ليه
والشمس من الله من الله طالع عليه
فينقل الى سجن بالرمادي وبعد سنة ومعه الشباب المسجونين يتأثر بهم الجنود وضابطهم وتقرر السرية ان تهرب معه الى سوريا في زمن رئيسها شكري القوتلي ، فيتيهوا بالصحراء ليعودوا الى نفس النقطة التي بدأوا بها ويمسكو مع نقيبهم ، ليسجنوا في الشعيبة في البصرة بسجن تحت الارض مملوء قملا وجدرانه مبتلة من الرطوبة ، وبعد ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ في شهر كانون الاول من نفس العام يخرجوا من السجن بقملهم وملابسهم الرثة ليلتقي بهم عبدالكريم قاسم في وزارة الدفاع ويخطب بهم ثم يكرمهم ١٠ دنانير ويطلق سراحهم ليكون الصحفي الاول بالاذاعة وفي الفنون ، ويقدم برامج لللاذاعة الا انه في المشاكل بين الشيوعين والبعثيين والقوميين والاكراد خرج بمظاهرة ليسجن هو وتسجن زوجته التي خرجت بعده بمظاهرة من اجل الاكراد ، وكانت في آخر ايام عبدالكريم قاسم حتى انقلب عليه البعثيون بقى في السجن وخرج البعثيون الذين كانوا قرب زنزانته ، في سجن بعقوبه وانتهى حكم عبدالسلام عارف بموته ويأتي حكم عبدالرحمن وهو في السجن لينتهي حكم عبدالرحمن ويخرج بزمن احمد حسن البكر عندما سأله متصرف ( المحافظ) ديالى لقد انتهت حقبات من الحكام وانت في السجن فمن انت؟ عين بالاذاعة بعدها ثم بالتلفزيون كذلك كتب باسم مستعار عبود البيدر وعندما عين رئيس تحرير قالوا له عينا عبود البيدر وليس زهير الدجيلي ، كتب المسلسلات والتمثيليات العراقية منها: عبدالقادر الحسيني ، زقاق في العالم الثالث ديوان الزير، ديوان السبيل ، زمان الاسكاف ،فيكرم من قبل البكر ويطلب من الكتاب الحذو بحذو زهير الدجيلي ليتضيق عليه فيما بعد من قبل لطيف نصيف جاسم ، وفك الضيق عنه بمساندة احمد حسن البكر، ثم سجن من قبل عزة ابراهيم الدوري ، واخرج بأمر نعيم حداد مسؤول صدام حسين في الحزب وكان من اهل سوق الشيوخ وقد اطلقه بقوله لعزة الدوري: لو كان تكرتيا ما سجنتوه!؟بعدها بلقاء صحفي مع النائب صدام حسين اختلفا ، فأضمر له الاخير ، الا ان زهير الدجيلي هرب الى الكويت ، وعاش هناك وكتب البرنامج الرائع افتح ياسمسم وسلامتك ، وقف، وكثير من المسلسلات منها، الى جدي مع التحيات، الاخطبوط ،ضيعة أم سالم ، كانت له علاقة مع طلال بن عبدالعزيز ال سعود فكتب للسعودية برامج تربوية بخمسين رسالة ( أطفالنا أكبادنا) وعلاقة مع سلمان بن عبدالعزيز ، اهتم به طلال كثير وكذلك ولده الوليد وشكروه على البرامج التربوية، وكان له وقفة مع السعودية ضد العراق ، انتقد مذكرات ، شوارتسكوف وخاصة في مذكراته حول تحرير الكويت فألف فيلم ذكر فيه القوات السعودية بأن لها الدور الأول وليس لامريكا ، بناءا على طلب سلمان ولي العهد حينذاك ثم عاد ليستقر بالكويت ٣٦ سنة ليكتب كثيرمن الاغاني ١٨٠ اغنية كانت الحصة الاكبر الى سعدون جابر منها : يانجوى هلج وين ، ياطيور الطايرة ، على الهودلك ، البارحة ، كما غنى له كثير من المطربين منهم ياس خضر : مغربين ، نظرة للغنية العراقية الحالية(( أغنية ملهى لانها تبتعد عن الوطن))
له الجنسية الامريكية
جواز سعودي مفتوح السفر وكذلك كويتي
عائلته اكتسبت الجنسية الكويتية
بقى يحن الى جذورة ولم ينسى مناهله الأولى وبقى بذاكرة السنين القديمة ( عكد الهوى) شارع الحبوبي في الناصرية الان الذي يتغنى به وبفوح عبقه وروده ليذكّر زوجته ام علي بعشقه لها ليذكرها بلقاءه الاول فيه ، رفيقة الدرب التي انجبت له بنته الكبرى في السجن ، بقى يحن لكل شيء من طفولته وشبابه ليقول عن الشطرة(( أحلى ناس وأشرفهم))، وليكتب للبلد من بعيد
ردت وطن
أحلى وطن
مو أرض مهجورة
يسكنها قطاع الطرق
وكلاب مسعورة
لتكون آخر امنية يدخل العراق وأول مكان يزورة قبر أمه بدمعة يذكرها فزارت روحه روحها والتقت الارواح بالوطن وظلت الابدان في غربة
نشرت فى 25 سبتمبر 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
160,418