لشعبي اهدي قصيدتي
((حكــــــــــومتي ))
الشاعر ابومهدي صالح
----------------------------------------------------------------------
مُسْــتَـنْفِعٌ قَــدْ يَرَى مَافِي حِيـــَازتِنَا
مُلــْكٌ لَــهُ وَالنّاسُ كُلُـــهُم تِبـــــَّعُ
مَاجَـاعَ مِصْـرانُهُ فِي بَيْــــتِهِ أَبـــداً
مَادَامَ مُصْــــراننا في فمهِ رِضَّعُ
لاتَسْمَحُ النَّارُأَنَّ المَاءَ يَشْـــربُ مَنْ
مُـوقدِها إِلاَّ فِي قـَهْــــرهِ تَنْقِـــــــعُ
فَالظـَّالِمُ مَهْــــما تَطـُـولُ يَــــدُّهُ فِي
طـغْيَانِهِ يّأتِي يَــــوماً لِتُــقَـفَّـــــــعُ
أَوْصَلّنِي فِي مَشْربِ العراقِ هَـوى
فَالنّارُ تَكْــوي مِنّي الضَّلعُ وَتَلْسِــــعُ
للهِ دَرَّ العـــراقِ كَـم عشـــــاقه في
فَــمِّ الرّدى حَسْرةً والمُوتُ موجّـــعُ
مُجرَّحُ في الفــؤادِ كَــبدهُ كَـــــوِعَ (1)
آهٍ تُصــارعُ فِي شـــَهيقِها أضْلــــــعُ
رأيْتُ في النَّاسِ عَــدْلاً مَا أكْــذَبهُ
والكــــذبُ أن يحكمَ فَالشّرُّ يُوَسِّــــعُ
مَابَــالَ حُكـْمُ الطُّغَاةِ فِي حَيَـــاتِكُمُ
ثَوبٌ سِــمَالهُ مِنْ أبْدانِكُمْ مـوضِـــعُ
أَخَالُ مِنْ صَمْتِ الدّيُوثِ صوتـكُمُ
وَمِــنْ خنــاثـتهِ ثِيَــابُــكُمْ رِقـّـــــــــعُ
متّى يُصَامُ على الدِّيْنَار شَهْركُـــمُ
صَارَ الصّــومُ على سِفَاحِها مُـرضِعُ
أدْمَعْتَ عَيْني مُصْطَفَى(2) ومَادَمعتْ
إِلاَّ رأيْتُ الحُسَـــــيْنَ فِيْكَ قـَــدْ بِضِّـــعُ
كَأَنَّ زَيْنَبَ بأَرْضِ الكُوفةِ حَمَـلتْ
فَلّوجةَ اليومَ تَطْغَى في غَـــدٍ شِــــيّـعُ
يَبْقَى دَمُ مُصْطَفى مَنَارةً وهُـدى
يُنِيْرُها للتَشَيّعِ كَالــكُوفةِ مَرْجـــــــــعُ
جَاءتْ إَليها داعشُ عَاهــــــــرةً
بِنْتُ السِّفاحِ ومِنْ بِنْتِ الزِّنا تَجْـــــمِــعُ
تَزْنِي هنا ثُمَّ فِي غير المكان ترى
ذَبْحاً على مُلّةِ سوّاعها تَصْـنـــــــــــعُ
في سَاعةِ المُوتِ أَنْتَ غَيرسَائِلِهِ
وَالحشْرُ ذاكَ بِها كُويْتُها تـَدْفِــــــــــــعُ
قـَدْ لايرى مَنْ لَمْ تَسلْ دِمَاءَهُمُ
عَيْنٌ وقلْبٌ حُسَيْنانِ الهوى تـَـدْمــــــــعُ
أسْـــلَمْتُمُ الرُّوْحَ للبَاري صَائمةً
للهِ درّكُــــــمُ أرْواحــــكُمْ خُشـّـــــــــعُ
هـذا يريد بنا شــفاء من حقـــــدٍ
يَشْـفى بِسَمْعه سبـــــَّي وما يَســــْمِعُ
وذا يَلُــوحُ بِـكــــفـِّهِ متى بِـكُـــمُ
يَحِلّ مــــــوتُ عليَّاً أو بِكُـــمْ يَشْــنعُ
عَليُّ جُرْحٌ صَارفي خاصــرتي
حينَ الجــــراحِ بهامهِ هوى موضعُ
وفيهِ زينـبُ يومها بـكوفـتـــــها
بالســـلب وعـداً وفي حسينها قِطَّـعُ
أهٍ على صدر الحســــين ياأبتي
حينَ الخيــــول مهشمات لهُ أضلـــعُ
عليُ جرحك حين مسّـه ملجمها
صارت يد الحــقِّ بنينوى بلا أصبعُ
آهٍ على زينبان حين لا يَـجِـــــدَا
خَـداً يقبّـــلُ أو صدراً به يَمْـــنِــــــعُ
شــريانه نازفٌ فتلـــــثمُ الدم من
عـــــنقٍ تخاطبه : أكـلـكم صــــــرّعُ ؟
فما بَقِىَّ لنا في دار آل محـــــمْ
مَدٍ على هاشـــمٍ الباكي والمدمـــــعُ
قُلْنا : لَبِيْكَ حُسَـــينُ يَا شَاهِـــدنا
علـى قِتَــالِ البُــــغاةِ مالَـهُـم مــرْتعُ
ياسيّدي فيك الأصــيل منــــتخيا
لبــيك ياسيدي وفيـــــك مَن أســـــنعُ(3)
ريحانة المُصطفى وسيّدٌ عربي
ما بال مَنْ يكره اسمك العُلى صنْتعُ(4)
لأُمّــِه يرســـلُ ســــؤاله فـلـــها
تُجيبه كيف صار؟ أيُّ ذا المضجعُ ؟
حكومتي نهْجُ الحسينِ لا عِوجُ
من زاغ عنها وأن زاره لا يَشْفــــعُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- كَوِعَ : من مشي على الرمال في حر الصيف حافيا
2- مصطفى العذاري الذي اعدمه داعش في الفلوجة
3- اسنع : الشريف العالي
4- صنتع : الظليم ذكر النعامة
---------------------------------
نشرت فى 23 سبتمبر 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
160,414