((عبد الحليم الشنودى)) ·
((فى أديـمِـكِ تَـجـرى عُـصـارَتـى )
((شــعر/ عبد الحلــيـم الشــنـودى))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَـضَـضّْـتُّ غِـلافَ قَـلْبِـىَ أبـتَتغى من دِفْـئِـهِ قَـدَحا
وكُـنْتُ نَـديـمَ لَــيْـلٍ كُـلَّـما طَـيـفُ الـهَـوى سـمَـحـا
وأعْـلَـمُ مُـذْ جُـفـيـتُ بِـأنَّ ظّـنَّـــا فـىَّ قّـد قّــدحـــــا
قَـدَحْـتُ الـعِـشْـقَ أشْـواقـا فَـما اشتَعلتْ ولا قَّـدَحـــا
وكـانَ الـقَـلـبُ مُـلـتاعا فَـما اسْـتَنْـدى ولا صَـدَحــا
وكـانَ الـقـلـبُ مُـنْكَسِرا ومن فَـرْطِ الأسى نَـضَـحا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عَـرَفْـتُ مَـداكِ مَنْزِلَـتى ــ فَـحُـبُّـكِ فـاقَ مَـقـدِرَتـى
وَحُـبُّـكِ فـاضَ فى كَوْنى ــ وَأنْـحـائى وَأشـرِعَـتـى
تَـمَـلَّـــكَـنى فَـــما أبْــقى ـــ مَـجـــالاتٍ لِـــافِــلَــتى
تَـنَـفَّـسَـنى فَـمـا خَـــللى ـــ رَذاذاتٍ لِـسّــوْسَـنَـــتى
تَـشَـرْنَـقَـنى فَـما خَــللى ـــ مَـسـافـاتٍ لأنْـسِـجَــت
تَـجَـــرَّدَنى فــمـا أبْـقـى ـــ تَـلا بِـبـا بِــأغْـلِــفَـــتى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولا اسْـتَـبْقى لِـعـاقِـبَتى ـــ بَـقـايـا مـن بَـقــايــــاىَ
فَـحُـبُّــكِ أمَّ نـاصِـيَـــى ـــ وَحُـبُّــكِ صارَ مَـبْـنـاىَ
وَحُـبُّكِ أضحى راحِلَتى ــ وحُـبُّكِ بـاتَ مَــعـنـاىَ
فـأنـتِ الـبَحْـرُأسـكُـبُــهُ ـــ بِـمَـجْـراىِ وَمَــرْسـاىَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فَكُونى فى المدى وصلا ـ يُروِّى ظَمأى أوتـارى
شَرِبْتُكِ نَخْبَ أفـكارى ــ شَرِبتُكِ روضَ أشعارى
شَـربتُكِ فَـيضَ أنهارى ــ فلا تَـخْشَىْ مـضامينى
فـأنتِ عُصارَتى تَجرى ـ فَـضُمِّـيهــا تَـضُـمِّـينى
أريـقى فِـىَّ روحـكِ واسْــــكُبى أمًّا تَـحــوطــينى
أَكـونُـكِ جَـدولا عَــذبـا ـــ وشُـرْيــانـا تَـكـونـيـنى
فـلا يَـبْـقى مِـنَ اثْـنَيْـنا ـــ سِـوى أصْـلٍ يُـرَوِّيـنى
سِـوى صِـنْوٍ من الأدَمِ ـــ حَوى صنْوا من الجينِ
مَـزيـجُ العِشْقِ وحَّـدَنـا ــــ مَـزيـجَ الماء والـطِّيـن
دَمـى مـاءٌ بِـــواديــــكِ ـــ ومــاؤُكِ فى شَـرايينى
فَـيـا مِصْـرَ العُــلاإنـى ـــ عَـلى عَـهـدٍ يُـنـاديــنى
إذا ما الـخَـطْـبُ نـاداكِ ـــ فَـمَـهـلا لا تُـنـاديـــنى
وَضُمى الصَّدرَفي رفق ــ فَـإنَّ الصَّدر يَـحْويـنى
وَمُسِّى الـعِشْقَ في حنوٍ ـــ فإنَّ العِـشْقَ من ديـنى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان(أعراس الشهداء/ عبدالحليم الشنودى)