عبد الحليم الشنودى
((بـغــــدادُ ـ ـ ـ ثَـوبُـكِ الـفُـصـحى )) (رائـيَّـةُ الـشاعر/ عبد الحليم الشنودى)
بـغـدادُ يـاأمَّ عُرؤبتى ــ لا تسألى الأشعارَ :هـل مـن غَـيرِكِ الـشِّـعـرُ؟
لـكنْ سَـلى الـنَّهـرَالذى نضَجَتْ عـلى مـِّرالـزَّمـانِ عـروسُـهُ الـبِـكــرُ
وسـلى القصـورَ وقـد مضَـتْ بعـرائـس ــ فى كُـلِّ يـومٍ زَفَّـها قَـصْـرُ
بـغـدادُ ما لِـلْـفُـرتِ غـيـرالـنـيـلِ من أزَلٍ كَــواهُ الـجــرْفُ والـنَّــحْــرُ
بـغــدادُ إن مـرَّتْ عـلَـيـك قـصـائـدى فـاسْـتَـأذني أن يُـعْلَـــمَ الـنَّــهــرُ
كـى تَـسـتقِـيمَ لها الـحُـروفُ ويـستوى فى الـقَـدِّ منها الوزنُ والـبحــرُ
واسـتَأذنـيهـا في الـرَّحـيـلِ لــدارِهـا لــن يُـجْـدِهـا طَــوفٌ ولاسَـفَـــرُ
فـهُـنا الـمـيـاهُ لِـمَـوجِـهـا قِـيـثـارةٌ واللـحـنَ يَـهـطِـلُ عـازفـــا مَـطـــرُ
بـالله يا بـغــدادُ لا تَـنْـسَـىْ لِـفُصــحى إن رمـاهـا في غَــــدٍ دهــــرُ
أيـــامَ عِــــزٍّفى عُـصـورٍ لـم تَـقُــــمْ إلا عـلى أبـيـــاتِـكِ الـنــــــــهـرُ
أرحــامُـكِ الـخَـصْـبى مُــحَـصَّـنَـةٌ فـلا عُـقْـمٌ يُـواتيـهـا ولا عُـقْـــــرُ
لا تُـنْـجِـبى شـعْـرا كَـحـاضِـرنـا فَـحاضِـرنـا جَـفاهُ الـشـعرُوالـنَّـثـــرُ
فُـصْـحـاكِ يا بـغـدادُ من صـبح سـما للشَّـمـسِ لـمَّـا غـازَلَ الـقـمَـــرُ
فالغُـصنُ صُبحا يـرتوى من أحـرُفٍ والحرفُ من نَـضرٍهو الشجـرُ
والـشعرُ من فُـرتٍ غـدا نَـهرا يَـعى والنـهرُ من نبـضٍ غـداالـشـعــرُ
فُـصـحاكِ يا بـغـدادُ بَـعـضٌ مـن دمـى في كُـل عِــرقٍ نابـضٍ قـــدرُ
لا تَـحـسبوا الـشُّريانَ يَـجرى فى جُـسومٍ يَـسـتقـيـه القـلبُ والصَّــدرُ
لا ـ إنَّـمـا هُـوَ أطْـلَـسٌ وأنـا الـخـريــطُ يَـضُـمُّـنا فى نَـبْـضِــهِ عُـمْـرُ
هـو أفـرعٌ فـيـهِـا الـدِّمـا مُـمـتــدَّةٌ ــ هُـوَ جــدولٌ يـجرى بـهِ الـنَّـهـرُ
مـن يَـسْـتُـرالـفُـصـحى وقـد نَـزَعـوا ثِـيـابا ألـبَـسَ الـقُـرآنُ والـدَّهــرُ
لُـغَــةٌ لِأهــلِ الـخُـلـدِ فَـضَّــلَـنـا بِـهـا ربٌّ لـهُ فـى شَـــأ نِـهـا أمـــــرُ
هِـىَ قـاسِـمُ الـدَّارَيْـنِ (دُنـيـا) نَـبْـتَـغـيها ثـمَّ (أخرى) إن حـنـا قَــــدَرُ
لـولا الإلـهُ لـمـا دَنَــتْ أثْـمـارُهـا سِـــرُّالـكِـتـابِ وإن هـموا نَـكَـروا
لـولا نَـبِـىٌّ مـن شَــذا أسْـحـارِهـا لاخْـتَـلَّ فـيـهـا الـوزنُ والـبـحـــرُ
ربِّـى قَـضى أن تُـكْـتَـسى ثَـوبَ العُلا لـما قَـضى أن يُحفَظَ الـذِّكْــرُ
والـيـومَ جـاءت تَـشْـتَـكى أبـنـاءَهـا ـ خَـلَـعوا وَلَـمَّـا يُــثْـنِـهِمْ أمْــــرُ
ثَـوبَ الــفـصـاحَةِ وارْتَـدَوا مَتـثُورَةً لـم تُـكْـسَـها مَـعْـدٌ ولا مُـضَــرُ
فَـخُـذى الـرِّيـادَةَ وانْصُرى فُـصْحى تُواجِهُ هجْمةً يَـنْدى لها العصرُ
لا تَـتْرُكيهـا وحـدَهـا فَـبِـدونِـك ــ أُمَّ الــعُلا لـنْ يُـرْتَـجـي الـنَّـصْـــرُ
ـــــــــــــــــــــ(أشعار/ عبد الحليم الشنودى /فى 8 /9 /2016)

أعجبني

تعليق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 26 مشاهدة
نشرت فى 8 سبتمبر 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

160,514