قصيدة بعنوان " سأحتفي غداً بعينيكِ "
سأحتفي غداً بعينيكِ بكاملِ حُزني
لأنني أحبكِ بكل أنواعِ التعبْ
أصبُّ النبيذَ في يديكِ و ألعَقهُ كالحمامِ
أصيرُ ضيفَ شرفٍ على الشذا
أسير خفيفاً عفيفاً على كاهلِ المرايا
أنفضُ الغبارَ عن كلامكِ أُمي
و أُجري حديثاً سريعاً مع المعري في سجنهِ
و أقطعُ الطريقَ أمامَ الإستعارةِ
كي لا تجفل فراشةً تنامُ في منامي
أكانَ لابد أن يحملَني على كتفيهِ الضجرُ
حين تتعبينْ ، لأكملَ الطريقَ بعدكِ
فلا لُغتي انتصرتْ على لغَتي
و لا قمرٌ قرطبيٌّ غداً أضاءَني فيكِ
لكي يشملَ بكاملِ عطفهِ
رحلةً أحرقَ جناحَيها الرحيلُ
لو كانَ أبي نوحُ تزوجَ امرأتينِ
لأهديتكِ قلبي بكل برودةٍ
و اقتطعتُ من بابلَ حديقةً
فلم يعدْ في الجرحِ متسعٌ للأغاني
عيناكِ عصفورتانْ
لكنهما مغرورتانْ
و أنا ما كنتُ لائماً إياكِ سيدتي
لولا أن الألمَ ثارَ في وجهي و وبخني
فأنا لا أملكُني لكي أقولَ أحبُّكْ
لكنني سأتسلقُ عمري جرعةً جرعةً
أُصفقُ للقلبِ الذي يُشجعُني
و يرفعُني بيديهِ كي أُقبلَ خدَّكْ
ربما اتسعَ غداً ليلُنا القليلُ
علميني كيفَ أُكلم في المهدِ إناثَ الزَّيزفونْ
و كيفَ أثأرُ لقلبي
لِلَيلايَ التي سرَقوا من جسمِها الندى
قالتْ ألاَ إنَّ النوارسَ التي حملتْ بدلاً عنكَ وجعي
لا خوفٌ عليهِم و لا همْ يحزنونْ
ليتَ قيسُ عادَ كي يقيسَ بغربتِنا نبضَهُ
و هو يصعدُ بنا عالياً دُرْجَ السرابِ
فلا القصائدُ صفا ذهنُها
لكي أقولَ يا أنا أنتَ معدنُها الصقيلُ
عيناكِ سجنُ كريمٍ و قصرُ مُختلِسِ
وحدَهُما تعيدانِ لي مجدَ سمرقندْ
و أنتِ تنظرينَ لارتباكِ قلبي الفقيرِ
و هو يُعِد لكِ فاكهةَ الحبِّ صباحاً
فمنْ تكونُ أمي بعدَهما ...!
فعيناكِ عاصمتا حُزني و وحدَهُما أندلُسي
رأيتُ أُمَّنا رهنتْ كُحلَها النبويَّ
و اليماماتُ التي ورِثَتْها طارتْ
و على مُشتقاتِ حزنِها رمى ظِلَّهُ النخيلُ
و يخذُلني قلبي في امرأةٍ
كدَّستِ الزنابقَ في ضحكَتِها
و تربعتْ يداها على مَخمصَتي
لكنني مصابٌ أنا بعدوى الحلمِ
و لا شأنَ لي بعدكِ بقسوةِ القيامةِ
فلا تلتفتي ياحبيبتي إلى مخاوِفنا
إلى ما نكونُ قد نَسينا
وجعاً يبحثُ عن مرضعةٍ أخرى
قالتْ ألهالُ يدِبُّ في عروقِ قهوتِنا
و أنتَ سيدي لا غيرُكَ وارثُها الجميلُ
الشاعر أحمد بوحويطا أبو فيروز
% المغرب %