( طلب مني الصديق الجميل أن أكتب خاطرة يهتز لها القلب جمالاً ويطرب لها الشعراء كمالا .) بحيث تدخلني التاريخ من أوسع أبوابه ومن ذات الباب الذي دخل منه عمالقة الزمن الجميل . تبسمت له وضحكت أمامه وتعجبت من طلبه ! ثم قلت له : يا صديقي أنا ( وأعوذ بالله من كلمة أنا ) اذا جاز تعبير البسطاء من الناس الذين أنتمي اليهم . أنا أدرج كالقطا وأمشي كالسلحفاة وأغرد كالبلبل لكنني لا يروق لي أن أنعق كالغراب . المهم عندي أقصد غاية الأهمية أن أكتب ما يطيب للعقلاء فهمه والرضى عنه . وأن يفهمه البسطاء مثلي ولا يرون فيه تعقيد معنى ولا وحشة لفظ . ولا يمكن بحال أن أخاطب الناس : أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي ! بل أنا الذي أحب الناس فأحب أن يكتب اليهم ليس إلا ليس إلا . فمن رضي عن خواطري وأدبياتي فنعمّا هو وان لم يرض أحدٌ فكم أتمنى أن يوجهني الوجهة الصحيحة كي أكتب ما يحبه ويرضاه . بالنسبة للتاريخ وبابه وأبوابه ونوافذه فطالما أنه يدخل منها اللآن المجرم ويسمونه بطلا فلا أبغي تاريخاً مزورا ولا يشرفني أن أطرق بابه فأنا ممن يأبى الدنية وأنا أول من عابه ! قال صديقي : لم أفهم منك ما ترمي اليه .! قلت له : ارجوك متى فهمت ذلك أن تخبرني كي أفهمه ! المهم أقصد غاية الأهمية أنه تبسم لي وضحك أمامي ولم يتعجب من جوابي كما تعجبت أنا من سؤاله ! ( الأديب وصفي المشهراوي )

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 14 مشاهدة
نشرت فى 5 سبتمبر 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

160,253