الوفاء بالعهد قصة قصيرة
بقلمي/ خالدالمنصوري
انطلقت الزغاريد تدوى عاليا الانوار معلقة بكل مكان تصاحبها اصوات اطلاق اعيرة نارية و البيت الكبير امتلأ بالاهل و الجيران و الاصحاب الكل تعلو وجهه ابتسامة الكل يعبر عن فرحته كيفما يشاء الا هى نعم ارتدت الابيض لكنها ارتدته رغما عنها و جلست مكانها
وانزوت داخل نفسها و فتحت صندوق ذكرياتها تتذكر . تتأمل . تتحسرعلى ما ضاع منها
اين انت يا حبيبي ؟ ولم تركتنى ؟ كيف اليوم اتزوج غيرك ؟فاين انت لاستمد منك قوتى؟
كم حاولت جاهدة كم خاطبت الرحمة فى قلب ابيها و الشفقة فى قلب امها حتى سقطت منهكة القوى يالها من تقاليد بالية حكموا عليها بالاعدام لم يشعروا بما تعانيه ساقوها للزواج مرة اخرى ومن من؟ اخو حبيبها باى قلب تكون لغيره و قد عاهدته على الاخلاص ان يمسها التراب و لا تمسها يد رجل غيره
انسابت دموع صامتة على وجنتيها دعت ربها بقلب موقن بالاجابة ربى انقذنى فانت حسبي
وكما كان حبيبي زوجى فى الدنيا اجعله زوجى فى الاخرة و رحلت بعيدا مرة اخرى مع شريط ذكرياتها وصل المأذون ليتمم عقد القرآن وحانت لحظة طلب موافقة العروس على الزواج اسرع والدها لينال موافقتها اسرع ليرضى التقاليد ويرفع راسه بين الناس
وكأنها كأرملة وصمة عار لطخت ثوبه فكيف لها ان تكمل حياتها وحيدة
ارتفع صوت الزغاريد عند قدومه توجه اليها يحدثها عيونها شاخصة اليه اخبرها ان الماذون ينتظر الموافقة لكنه لم يحصل على اجابة فكرر السؤال بصوت يمتلىء قسوة
كان يشعر ان كل العيون تتطلع اليه خاف من الفضيحة ان رفضت فقد كانت حملا يثقل كاهليه . سارعت امها تحثها على الجواب وجدتها ساكنة باردة ترتسم على شفتيها ابتسامة رضا و قد توقف قلبها و سكن نبضها و حلقت روحها فى السماء لتلحق بحبيبها
انطفأت الانوارارتفعت الاصوات بالبكاء و العويل لماذا يبكونها الان لقد حافظت على وعدها لقد تحررت من عقول مريضة و قلوب تخلو من الاحساس .
الوفاء والاخلاص في الحب
المحافظة علي العهد مع من نحب
الاجبار علي شيئا ما خاصة في الزواج قد يؤدي الي ماساه كبيرة.