قصه قصيره بعنوان الندم
بقلم سيد عبد المعطي
..... نظرت الممرضه الي مدير المستشفي نظرة فخر وإعجاب وقالت لزميلتها إنّ هذا الدكتور يتفاني في عمله ويتقنه فأنا أعمل بهذه المستشفي منذَ ثلاث سنوات وقد لاحظت إنه لم يأخذ أجازه يوماً واحداً ولا يفارق المستشفي ويواصل الليل بالنهار في إجراء الكشف وإجراء العمليات الجراحيه ما أروع هذا الطبيب ؛ مسكينه زوجته وأولاده فهم الذين يدفعون ضريبة نجاحه.
..... صمتت الممرضه عندما سمعت هذا الكلام عدة لحظات وتغير لون وجهها وظرفت من عينيها دمعه فقالت لها الممرضه ما الذي حدث لكِ ولماذ ظهر على وجهك الحزن ؟
فقالت لها الممرضه : لقد تذكرت يوم الحادثه تقولين حادثه نعم لقد كان يوماً صعباً لقد فقد فيها الدكتور زوجته وابنه الوحيد فقالت لها الممرضه صديقتها : ماالذي حدث؟
فقالت : منذَ عشرة سنوات كنت اعمل بهذه المستشفى تحت يد هذا الدكتور وقد كان دكتوراً مستهتراً كان يقضي وقته بالمستشفى في التحدث في هاتفه المحمول مع النساء الساقطات وكانت هوايته المفضله هي مغازلة النساء الجميلات اللاتي يقوم بتوقيع الكشف عليهن .
..... وذات مره كان يقوم بتوقيع الكشف على إحدى السيدات وكانت إمرأه جميله جداً فلاطفها بكلماته المعسوله فبادلته بنفس الكلمات وضحكت ضحكة عاليه وهنا نظر الطبيب إليّ وقال لي إنتظريني بالخارج وإغلقي الباب خلفك ولا تدخلي إلا عندما تسمعين جرس الطوارئ فخرجتُ وتركته يمارس هوايته المفضله ولم تمضي لحظات وإذ بسيارة الإسعاف تدخل مسرعه إلى المستشفى وبها إمرأه قد فارقت الحياة أثناء نقلها للمستشفى وطفل حالته خطيره جداً بين الحياة والموت فطرقت باب حجرة الطبيب ودخلت لإستعجاله حتى يدخل غرفة العمليات لإسعاف الطفل فصرخ في وجهي وقال لي الم اقل لكِ لم تدخلي الا بعد ان تسمعي جرس الطوارئ فغضبت وخرجت وبعد لحظات جاء رجل عجوز يسأل عن حادثة الطفل والسيده فقالوا له إنّ السيده فارقت الحياه أما الطفل فحالته حرجه فهو الآن في غرفة العمليات ينتظر الطبيب الجراح فصرخ الرجل أين الطبيب فقالوا له في حجرة الكشف يقوم بتوقيع الكشف علي أحد مرضاه فقال لهم ما إسم هذا الطبيب ؟ فقالوا له الدكتور أمجد فقال لهم إن هذا الطفل الذي بغرفة العميات هو إبنه .
...... علي االفور دخلتُ الي حجرته وأبلغتهَ بما سمعته فتزلزلت الأرض من تحت أقدامه وخرج مسرعاً الي غرفة العمليات وعندما دخل ليقوم بإسعاف الطفل حدث ما لم يكن متوقعاً فعندما دخل صعدت روح الطفل الي السماء فصرخ الطبيب صرخه مدوِّيه وقال إنّ دم إبني في رقبتي فأنا الذي قتلت طفلي ومنذً هذه اللحظه لا يفارق المستشفي ووهب حياته لمرضاه بين الكشف والعمليات ويتبرع براتبه كل شهر للحالات الفقيره ومن هذه اللحظه نري علي وجهه الحزن فهو لم يبتسم مطلقاً ودائماً يشعر بالندم .
...... وشكراً مع خالص تحياتي سيد عبد المعطي
نشرت فى 31 أغسطس 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
160,465