السياسي والسروال
قصة بقلم عصام قابيل
الحلقة الأولى
***********
في بغداد , تلك المدينة الكبيرة و الجميلة , كان يعيش عفت
.....عندما كان يلهو تحت قدمي أمه كانت تناديه: " عفت السعيد " . . ثم كبر وصار شابًا جميلًا , وذكيًا , وغنيًا . . غنيًا جدًا . واشتغل بالسياسة يغوص في دروبها ويعشق نتائجها
ولم يكن شيء ينقصه والفتيات يتهافتن عليه ويرتمين عليه . ومع ذلك فقد قرر ذات يوم أن يتزوج .
وما أن قال حتى فعل .....و خطب أجمل فتاة في المدينة.....كانت..... . . كانت . . كلًا . إن الكلام يعجز عن وصفها.
وباختصار , كانت جميلة مثل حبيبتك يا سيدي . .ومثل حبيبتك أيضًا , ومثل حبيبتك يا سيدي العزيز ( وبهذه الطريقة , أتمنى أن أرضى كل الأذواق ) فقد كانت تناسب كل الأذواق ...
ودعا عفت بغداد كلها إلى وليمة . وكانت فرصة برهن فيها طباخو المدينة الأسطورية على أنهم يعتبرون بحق في طليعة طبّاخي العالم .
وبين قطعان الأغنام , انتشرت شائعة نحس تقول:
" لقد حانت نهاية العالم , فقد عقد عفت العزم على القضاء على كل الخراف , وأن يحشوها بالفستق , ويقطعها شرائح لضيوفه . . "
وفي ذلك الزفاف البهيج , الغني , الفخم , ذرفت النساء دموعًا رقيقة من الغيرة , في الوقت الذي اتخمن بالشراب , والفطائر , والمربى المزينة بزهور الخوخ , والجوز , والمشمش . .
أما الصبايا , فلم يأكلن إلا مربّى الليلك , والياسمين المعقودة بالسكر , وقد أقسمن ألا يذقن شيئًا آخر غيرها , حتى يوم زفافهن .
دارت الرأس بالكثير من ألوان أناشيد البنات وأغانيهن. . أما الشبان , فقد كانوا يقفون على أرجلهم بصعوبة من كثرة ما رقصوا . وثملوا من الخمر , التي يحرمها القرآن الكريم , ولكنها صرعت الشيوخ وكبار السن , مثل عبد رقيق ارتمى على أقدامك ليقبلك . .
وأخيرًا جاء منتصف الليل . . الساعة المنتظرة . النساء اصطحبن العروس إلى غرفة نومها البديعة . وبين الضحكات والصيحات الرقيقة المكتومة والهمسات الخاجلة , خفّفنها من ملابسها , ووضعنها فوق سرير العروس , المزين بستائر الدنتيللا . .
#عصام_قابيل

 

اكتب تعليقًا...
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 54 مشاهدة
نشرت فى 31 أغسطس 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

159,985