رخصة بالزنا
***********
رحل
وحيدا إلى بلاد بعيدة
ليرتقى بمعيشته ومن فى رقبته من زوجة وأبناء
فقد ضن عليه وطنه بلقمة عيش حلال
وما كان يبحث إلا عن الحلال
فالحرام ما أيسره لمريديه
أما الحلال
فدروبه كله أشواك وحفر وأهوال
ورغم صعوبة دروبه إلا أن مريديه يعشقونه
لأنهم يعلموا حلا اللقيمات الحلال وحلها
طالت الغربة به
وأبعدته عن حضن زوجته الدافىء
الذى طالما حن إليه فما كان له إلا وطن
تهيج مشاعره ومتطلبات جسده
كلما رأى أقرانه يشترون المتعة الحرام بأموالهم الحلال
ولكنه
لا يستسيغ الحرام ولا يقربه
فكر كثيرا ماذا يفعل ؟
أرهقه الفكر كما أرهقته الغربة
فكان حمل زائد على نفسه لم يستطع أن يتحمله
فحسم أمره
و اتصل بزوجته
وبعد الأشواق
وسكب حنايا القلوب ولوعة الفراق
أخبر زوجته
أن جسده يثور عليه
ونفسه توسوس له بالمعصية
و أنه ما عاد يطيق العيش هكذا بلا امرأة
فاللجسد متطلبات لم يعد قادرا على كبح جماحها
وأنه لا يرغب فى الحرام
وطلب منها أن تسمح له بالزواج فى غربته حتى تعصمه عن طريق الحرام
فقالت له بهدوء
لست وحدك فى غربة عن الوطن
فأنت لى وطن
وأعيش فى بعدك الغربة القاتله
وكما طالت عليك غربتك عن أحضانى وقتلك الحنين
فأنا مثلك واكثر
فقد طالت على غربتى عن أحضانك وقتلنى الحنين
فأنا أنت
لا نرغب إلا فى الحلال
وما علمنا طعما غيره
وما طمعنا فى غيره
أيا زوجى الحبيب
إن كان الزواج سيعصمك من الحرام
فتزوج
ولكن
فكرا مليا قبل أن توافقنى
أنت الرجل القوى
لم تعد تطيق الصبر على ثورة الجسد
فما بالك
بامرأة ضعيفة وحيدة
والذئاب تحيطها من كل جانب
وفى كل لحظة تمر على
تطلب ما يتوق إليه جسدى
وما كان يشتهيه إلا منك
لذا
اسمح لى بالزنا
تامر ابوطالب