ور هادى
شاعر الفردوس
يكتب :- ( اللقاء المرتقب )
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
اللقاء المرتقب
إذا أتاكِ يومٌ لم تعرفيننى فيه
فهذا لقاؤنا والمستحيل
وهيهاتَ أنْ يكونَ بلا أزاهير
عنقاءُ المدينةِ والنوارسُ والعصافير
تحاكيكِ عنى والثمارُ
تقصُّ مزاميرَ الغرام
وانتسامةُ الصِّياحِ تُلقى
تباريحَ السلام
وتنثرُ الحنينَ والآهاتِ بالجِمار
كلَّ صباحٍ برُسلِ الانتظار
تراقصينَ النخلاتِ الخضرَ بالجُمَّار
من تشرينَ لنيسان
بجناحينِ مكتظينِ بتغاريدِ
البلابلِ واليمام
فأنا المشوقِ بالعراقِ شقيق
بعيدٌ وغريبٌ وغريقٌ وشفيق
وحقيقٌ بالنضار
.................................................
يا عراقُ
آهٍ من سجعِكَ بالمرام
و هديلكِ يا سجاحُ بالسحاق
ورحيقُ قلبى من أيلولَ لكانون
يلعقُ الصبرَ المقيمَ فى بغدادَ
بالحزنِ الأليم وبالشقاق
ليومٍ أمعنتَ فيه النظرَ بالنجاح
يومَ كادَ السفَّاحُ ومسيلمةُ الزنيمُ
الكذابُ أشِرًا بالسفاح
ولامستكِ فراشاتى بصدى الأمنياتِ
وجدائقُ المنفى تطاردُ الزمنَ المستباح
وتجوبُ وريقاتُ العمرِ المرتهنِ بالكفاح
بساحاتِ الدمارِ وَ راياتِ النكاح
وشراعُكَ قُبلتُنا ولواؤنا البراق
........................................................
با عراقُ
يلاحقُنا الموتُ الزؤام
فى كلِّ مكان بالكباح
نصرًا وَ نصرًا وجلدًا واحتمال
وهمساتُ القدرِ الحالمات
تنادينى كُفْ عن هذا الغرام
المدججِ بالسلاح
الا يكفيكَ القتيلُ المستهام
ستعرفينَ لونى فى الليلِ البهيمِ
بجداولِ أناملِك ومحرابِ الضياع
وَ ثغرُك المجنونُ بالويلِ والانتقام
ووجهُكِ الشامُ الذى عنكِ لاينام
ووجهتى الغمامُ والترياقُ والعِناق
ويقتلنى الحِمامُ و َالدواءُ كالشواءِ
لظىً فى كبدى لا يطاق
وماءً عكِرًا لا يُراق
................................................
والعراقُ
كمدًا بالبغاءِ والقتال
متشردٌ يذبحُ البغام
ويترك أنثى النعام
كنتِ ستريننى نيزكًا حالمًا
بالشعاع بينَ النجومِ
والكفورِ والنجوعِ والقرى والضِياع
أو شهابًا مرفرفًا مع الحَمام
يكره الأوجاعَ والضِباع
تنهشُ لحمى والضباب
والسباعَ تأكلُها الذئاب
كنتِ ستشعرينَ بجلدى
وما سكبته ألوانُ البهاق
إذا لم تعرفْ حوافِ القهرِ يداكِ
إن الخوافى قوةٌ للقوادِمِ وَ العظام
كنتِ ستسمعينَ لحنَ قيثارى
وعزفَ عودى للفسيفساءِ والنضال
وللنقاءِ مركبُ ريحٍ وبساطُ فحيحٍ وَ ثيرٍ
وسيوفٌ وسهامٌ للنزال
ونفحاتُ البقاءِ لا تُضامُ بالنفاق
.......................................................
يا عراقُ
بمصيرى المحتمِ و المحتدم
خذنى إليكَ وَ لو أسيرًا مُعاقًا
يجرجرُ فى الخُطا البقاع
بخيطِ عنكبوتٍ ومَسرَى
يَسرِى الدمُ فى النخاع
أمدَّ إليكَ بصرًا وبصرا
أنزُّ شوقًا عليكَ وقهرا
وأخرُّ نزِقًا فى الطرقات
وبمسيرى فى العناء
شوكٌ وقتادٌ وحريقٌ ورماد
وزراتٌ وترابٌ وسمادٌ وعناد
وأنينٌ وبكاءٌ وصراخٌ وبِعاد
وشوشاتٌ وعنجهاتٌ وسنديان
من نبض آبٍ لآزارٍ لزمهرير الشتاء
وكنتُ شامخًا للقاء
.....................................................
يا عراقُ
صبرًا وَ صبرًا فالحملُ مال
اسكنِ النبضَ لبعضَ وقتٍ فى العنان
وارسل الروحَ فى الصفحةِ البيضاء
حتى يكتملُ بناءُ القصيدة
شيئًا فشيئًا فى العراء
كالعقدِ الفريدِ للخريدة
وتعودُ للوطنِ عذريتَه الوحيدة
وتلافحنى أنثاىَ الطريدة
وتنفثُ فى الأفقِ نارًا بالوصال
كتنينٍ تهواه توأمتى العنيدة
وتألفنى غربةُ الظلام
فلا يحيا فينا السكوتُ
ولا يموتُ فينا الكلام
----------------------------------------
بقلمى :- نور هادى
شاعر الفردوس