أمرأه لا تعرف المستحيل
كانت فاطمه متزوجه من رجل يعمل على ذراعه أى يعمل يوم بيوم يوم فى الوكاله يوم فى الزراعه يوم فى التجاره وعنده من الأولاد 4 وجميعهم فى مراحل التعليم المختلفه فى التعليم الأساسى وكانت فاطمه على قدر من الجمال وكانت تساعد زوجها فى متطلبات البيت كانت تتاجر وتبيع ملابس مستعمله وجديده تذهب الى المحله الكبرى وتحضر الملابس وتلف بها على الشقق لتبيعها وكانت تحضر الخضار وتبيعه مخصوص لبعض سكان العمارات الفارهه حسب طلباتهم وهى وأسرتها كانت تقيم بالأسكندريه فى أبيس وكانت تذهب كل يوم من مسكنها الى سموحه وسيدى جابر تتنقل بين الشقق لتبيع الخضار لهم وبين الحضره والنزهه لتبيع الملابس لسكانها فى الشقق بالتقسيط وكانت تجد مضايقات كثيره من بعض سكان العمارات الفاخره ومن بعض سكان أبيس ولكنها كانت تعمل وتكد مع زوجها متولى وكانت تصحوا مبكرا مع زوجها تجهز له الفطور ولأولادها وتلبسهم ملابس المدرسه وبعد ذلك تخرج الى العمل هنا وهناك وتمر الأيام ويتوفى زوجها بمرض الكبد نتيجه التليف الكبدى الوبائى وتجد فاطمه نفسها وحيده ومسؤله عن أسره ولا أحد يعاونها وتضاعفت المسؤليه عليها بعد وفاه زوجها وكانت لا بد ممن العمل والعمل كى توفر لأولادها الطعام والشراب والملبس والتعليم والدروس الخصوصيه التى لا غنا عنها من التعليم الأبتدائى بل من الحضانه وكانت فاطمه تخرج يوميا الى الكد والعمل ليل نهار لتوفير سبل العيش الكريم وطلبت من النسوه التى تحضر لهم الخضار أن يجدوا لها عمل أضافى من تنظيف شقق أى شئ المهم تحصل على المال الازم لتربيه أولادها وأقارب زوجها لا يسألون عنها وحتى أقاربها كذلك لا يهتمون ألا بأنفسهم ولا يزورنها وكانت تسكن فى شقه فقيره بأبيس دور أرضى وكانت تتعرض لمعاكسات كثيره من بعض الرجال الذين أعتبروها صيد سهل المنال لترملها ولحاجتها للمال ولكنها كانت تصد كل من يحاول التقرب لها ووجدت نفسها الكل طمعان فيها حتى بعض رجال من ساكنى الشقق الفارهه فقررت فاطمه أن ترتدى زى الرجال فقامت فاطمه بشراء جلباب رجل على مقاسها وشال وتركت وجههابلا تنظيف مثل ما تقوم به الستات ولبس نظاره سوداء وكان ما يساعدها على التخفى هو رشاقه جسمها وقررت عدم الذهاب لتنظيف البيوت حتى لا ينكشف أمرها وأكتفت بتوزيع الخضار على السكان والملابس والذهاب الى الوكاله للعمل فى أوقات الفراغ بالنسبه لها حتى قرب ميعاد قدوم أولادها من المدارس ترجع الى الشقه وتجهز له الطعام الذى تعده ليلا ويكون جاهز على التسخين فقط وتراعى أولادها وكانت تعود من الشقق الفارهه ببعض المأكولت التى سيلقونها فى الزباله وسميت نفسها على أسم زوجها عم متولى وكان الناس ينادونها يا متولى روح يا متولى تعالا وهى كانت ترد بصوت خشن وقليله الكلام حتى لا يكشف أمرها أحد وتمر الأيام ويكبر أبنائها واحد تلو الأخر وكان أبنها الكبير لها أدخلته المدرسه الثانويه العامه رغم المصاريف والدروس الخصوصيه التى يأخذها كانت لا تنام وتعمل هنا وهناك وكان يدعى أدهم فقالت له يا أدهم أنت شايف الحال أريدك أن تتفوق وتنجح حتى تحمل معى مسؤليه أخواتك فقال لها .
أنا معاكى يا أمى وسأعمل معك شوفى لى أى حاجه أعمل بها كى أساعدك فقالت له أنتبه فقط لدروسك حتى تنجح فقال لها لا تقلقى يا أمى وأستمر الحال حتى جائت نتيجه الثانويه العامه ونجح أدهم وكان من المتفوقين ودخل كليه التجاره وأعفى من المصروفات لتفوقه وكان باقى أخواته فى مراحل تعليم مختلفه ورائه وكانت فاطمه (متولى ) تذهب الى الوكاله تعمل هناك ثم تأخذ الخضار وتذهب الى العمارات لتوزيعها مقابل عموله وبعض فوائض الطعام والملابس لأولادها وكانت تحضر الملابس من المحله كل يوم جمعه لبيعها هنا وهناك وتلف وتدور والناس ينادونها يا عم متولى وكان ظاهر عليها الشقاء وتشقق أيديها وأرجلها وكانت لا تهتم بشكلها نهائيا وسعت وكافحت حتى تخرج أدهم من الكليه ومن ورائه أخواته من دخل كليه تربيه ومن دخلت كليه حاسبات وقال لها أدهم أريد أن أريحك يا أمى وأشيل الحمل عنكى وأنا أبحث عن عمل وكان أدهم يلف طوال اليوم على عمل هنا وهناك وقالت له هسأل فى العماره التى أوزع فيها الخضار عى محمود بيه راجل كبير وله كلمه يشوفلك شغله وفعلا ذهبت فاطمه (متولى )الى شقه محمود بيه وأنتظره أمام الشقه حتى خرج ووقف أمامه متولى وأمسك بيده وقبلها وقال له يا بيه أبنى أتخرج وأريد أن تجد له شغله أنا تعبت فقال له محمود بك يا متولى البلد مفهاش شغل الأن وأن شاء الله أول فرصه هشغله فرجعت فاطمه مكسوره وقالت ياه مفيش شغل أه لو كنت بن فلان كنت أشتغلت وأن فى الكليه يا أدهم وبكت ورجعت مكسوره على الأمل الذى أعتقدت أنها سترتاح بعد تخرج ولدها الأكبر وأدهم يلف ويدور هنا وهناك وفى يوم قال لها فيه ورشه حداده تسمى ورشه ظريفه ذهبت لهم وقال لى الأسطى تعالى باكر وسأعطيك 50 جنيه فى اليوم بعد ما أشوف شغلك ومعملك فقالت له يا بنى هتعمل فى ورشه وأنت معاك كليه فقال لها ماذا سنفعل يا أمى الموجود أليس أفضل من مفيش .
فذهب أدهم صباح اليوم التالى باكر الى الأسطى وظل يعمل بالورشه وعاد أخر اليوم وهو مجهد وملابسه غير نظيفه ووجهه عليه شحم فقالت له أمه ما هذا يا أدهم أنا شقيت عليكم علشان أعلمكم وفى الأخر تبقى عامل فى ورشه فقال لها ماذا سنفعل يا أمى فقالت له لا لا تذهب الى الورشه مره أخرى أنا لسه بصحتى سأعمل عليكم حتى تجد عمل مناسب فقال لها أدهم يا أمى مفيش حد شغال بشهادته يا أمى كله كده فقالت له لا والف لا
وفى اليوم التالى ذهب متولى أى فاطمه يلف ويدور يبحث عن وظيفه لولده ويطرق جميع الأبواب ولكنها ملقه فى وجهها وقالت والدموع تلئ عينيها يا حسرتاه علمت ولدى على الفاضى يا رتنى وديته ورشه من صغره كان بقى معلم الأن وريحنى ورجعت تجر أقدام الخيبه والحسره على تعبها الذى راح وجلست على الرصيف تبكى ولكنها ترتدى زوب متولى فوقف رجل بجوارها ونادى عليها يا رجل ما يبكيك فقالت له سيبنى فى حالى يا عم فأصر الرجل أن يعرف فقالت له أبحث لأبنى عن عمل كى يريحنى فقد تعبت والأبواب كلها مغلقه فى وجهنا لو كنا من الناس ال فوق كان أشتغل فطبطب عليها الرجل وقال له لا تحزن خذ هذا الكارت وأذهب الى شركه فلان وسيعينه لك
وقال هو أبنك معا أيه فقالت له كليه تجاره فقال لها الرجل كويس بس شاطر ولا شهاده ملهاش لزمه فقالت له من الأوائل على دفعته فقال لها تما خليه يذهب غدا باكر وأنا هقول لهم فى الشركه فقالت له شركه أيه فقال لها شركه مواد غذائيه فقامت ومسكت يد الرجل وقبلتها وجلست تدعى له والرجل يقول لها الف شكر يا حاج الف شكر ورجعت فاطمه وهى تنط من على الأرض دخلت الشقه وتنادى أدهم يا أدهم فقال لها ماذا يا أمى فقالت هتشتغل يا حبيبى وأعطته الكارت وقالت له غدا تذهب وستحصل على الشغل أن شاء الله
وأستيقظت من الفجر تصلى وتدعى لأبنها ى تكون الوظيفه من نصيبه وذهب أدهم الى الشركه وكان مقرها برج العرب مسافه كبيره بين أبيس والبرج ولكنه قال برج برج وهناك وجد أدهم شباب كثيرين متقدمين للعمل وأنتظر حتى جاء دوره للأختبار وقال فى نفسه يا ربى كل هؤلاء ولكنه كان أفضله لتفوقه فى دراسته ولغته وفعلا حصل أدهم على الوظيفه وتم تعيينه ورجع لأمه يخبرها وكانت فرحه عمرها وجلست تزرغد من الفرحه كأنها نجحت فى الأختبار ولكنها كنت تعمل أيضا المنوال كما هو حتى لو كانت مريضه كانت تجىء على نفسها حتى يتخرج باقى أبنائهاوفعلا أستر هذا الحال لسنوات حتى تخرج جميع أبنائها وهى ترتدى لبس متولى والكل يعلم أنها متولى وعلمت أولادها وتخرجوا وكلهم ذهبوا للعمل هنا وهناك ولم يبقى معها ألا بنتها فقط التى تخرجت أيضا من الجامعه وكان الكل يحسد متولى على أبنائه الذين يفوقوا أولادهم سواء فى التعليم والأدب والأخلاق وجهزت بنتها وزوجتها ويوم الفرح وعلى منصه الفرح وقف متولى يكشف عن نفسه أمام الناس ويقول اليوم سأخلع ثوب متولى الذى أرتديته 25 عاما وأرجع لثوبى ثوب فاطمه زوجه متولى بعد أن أديت ما على ووضعت أولادى على طريق النجاح والعمل وكانوا أولادها يعلمون ذلك وألتفوا حولها يقبلونها ويحملونها الى أعلى والناس تصفق وتهتف فاطمه فاطمه فاطمه وكانت مثالا لكل سكان المنطقه وأصبحت فاطمه قصه يحكيها كل السكان وكل من يعرفها وكانوا يقولون ست بمليون راجل ..........؟
بقلم كابتن |سعيد عد الهزيز الحاجه
نشرت فى 19 أغسطس 2016
بواسطة azzah1234
عدد زيارات الموقع
165,482