ستونَ عاما
الراقدونَ على المدامعِ والأسى
الصابرون على الهمومِ رقودا
ماذا بِرَبكَ قدْ مَنَحْتَ صُراخَنا
لا سمعَ تعطي أوْ يَداً ممدُودا
إنَّ الفقيرَ بمصْرَ أرهقهُ النوى
لا يلمسُ اللحمَ الثَّريدَ قديدا
وقوافلُ الأسعارِ تعلوا للذرا
الأيدِ منَّا والرقابِ قيودا
يا ناخسَ الأقواتِ قِفْ: قُمْ وانتَبِهْ
محدود دخلٍ؛ مَنْ لهُ المحدودا
قَتَلَ بحلْمهِ العيْشَ البسيطَ
بنارِها حِمَما لظى ووقودا
ستونَ عاماً والأسى صِنْوٌ لنا
والحزنُ باتَ بحوْلِنا تشْريدا
تقسو على نُدَبِ الجروحِ كأنَّهَا
للظالمينَ مَسامِرا ووجودا
لا تَتْرُكَنَّ الأمرَ يمضي مِثْلَما
حَصَدَ الحفاة تبرُّما ووعودا
قلبي على كَبِدِ الرغيفِ مُؤَرَّقٌ
واحذرْ لجوعِي إنْ طواني جِيدا
إنْ ثُرْتُ أخرى فاعلموا وَلْتَفْهموا
زِلْزَالُنا ماحي الحياة: مُبِيدا
سامح لطف الله