( رجل الثلج)

كانت مجرد كلمات اثقلها التعب...
فسقطت على الارض كاوراق الشجر المتساقطة في فصل الخريف، دهستها اقدام المارة فالطرقات وانتهى امرها في لحظات....
كانت مجرد انشودة عشق تطرب مسامعنا ..قصيدة غزل تلقى في الازقة والحارات...
نعم كنت وهما ضاع معه حديثي عن الامل والحب وضاعت معه اسعد الاوقات..
كنت قديسا يتلو تراتيل عشق مقدسة ثم يخرج بعدهاالى البارات و الحانات...
اتعلم ياسيدي بما ذا تذكرني كلما نظرت اليك...لقد كنت تذكرني دائما برجل الثلج الذي كنا قد صنعناه صغارا ونحن نلهو بين الثلوج في ليالي الشتاء الباردة
والتي كانت تكسو سفوح الجبال وتغطي اوراق الاشجار من حولنا...
فقدكنا نصنع كرات من الجليد ونحملها على عرباتنا الصغيرة وناخدها امام بيوتنا لنصنع معا رجلا جليدي يقف بعصاته الخشبية وقبعته السوداء فوق رأسه وكوفيته الحمراء ملتفة حول عنقه...ويقف مقفر الملامح متجمد الانامل....صامتا وحيدا...يخشى الامطار ويخاف اشعة الشمس حتى لاينصهر امامها وتضيع ملامحه وتطمس هويته...دموعه حينما تذرفها عيناه وتعود اليه من جديد لتشكله وتصبح جزاءا من تكوينه...
مااجمل الطفولة ...ومااجمل براءة الاطفال...كنا صغارا وكنا نحب رجل الثلج كثيرا فهو اول شئ كنا قد صنعناه بايدينا ...وسعدنا به ولطالما لعبنا معه والتففنا حوله في سعادة وفرح...
ربما اكون قد احببتك...لانك تشبه كثيرا ...فهو بارد المشاعر كما انت يقف ليراقب من بعيد متجمدا صامتا...كما انت تقف متجمدا باردا صامتا حزينا...تخاف الامطار وتخشى الظهور فالنهار وتكره فصل الصيف...
نعم ياسيدي ...لقد جعلتني ادرك الكثير من الحقائق التي لطالما غابت عني كثيرا ...
لاننا كنا صغارا وقد كانت لنا من السذاجة والبراءة مايجعلنا نصدق ونحب تلك الدمية البيضاء ونعشقها...لكننا اليوم ومع النضوج اصبحنا نرى وندرك مالم نكن ندركه في طفولتنا...
فاصبحت اكره ذلك الرجل فيك ..الرجل الذي يريد ان يحول ايامي كلها شتاء...ويكسو مشاعري بالجليد ...وبدلا من ان يمطرني حبا ...امطرني بَرَدا وأعاصير...
كل هذا يجعلني اقول لك...عفوا سيدي...
فانا امرأة صنعت من فاكهة الحب...وتزينت بازهار الياسمين..وتعطرت بعبق الورد...
مشاعري سنفونية تعزف بها اروع الالحان...ونرجسيتي تغرد من اجلها الطيور فوق الاغصان ...
امرأة دافئة كالشمس...
تعانق القمر وتنحني امامها النجوم ...وليس بقلبها مكانا لليأس
امرأة عندما ولدت حملها الاه العشق بين يديه وردد على مسامعها ترانيم وتراتيل العشق ...ودقت لميلادي اجراس الاعياااد...
لااستطيع ان اكون باردة كالثلج...او ان أقف لساعات تحت البَرَد في ليالي الشتاء الباردة المقفرة...
لن اكون كماتريدني انت امراة بلا احاسيس بلا شعور عندما تبكي تذوب ملامحها وتتشوه معالم انوثتها...
كل هذا يجعلني اعتذر لك...فقد قررت الرحيل عن عالمك المتجمد ولن اعود ...
لاني باختصار...
أعشق الحرية واعشق الحيااااة...
بقلمي،
رشا السحيلي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 29 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

160,457