دقيقة ·
ــــــــــــــــــــــــــــ (( أ سـلـحـة ا لشـر الإ بـلـيـسـيـة )) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــ ( ا لـغـوايــة : حــر فـتـه وسـلــطـا نه الأ كـبر ) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالـي : (إنَّـمـا سلطانه علي الَّذيـن يَـتـولَّـونـهُ وا لـذيـن هم بـهِ مُـشـركـون ) وإذا كان (السحر) ريشة سلطانه فإن (الغواية) تاجه الذي أقسم بعزة الله عليه حين قال ( فبعِزَّتِكَ
لَأَغـوِيَـنَّـهم أجـمـعينَ * إلا عـبـادكَ مـنـهمُ الـمُخـلَـصـينَ ) وهوالذي يلمع في عيون أ تباعه
و (الغواية ) من (الإغـواء ) وهو جعل الأ مر غاية عند صاحبه ولأنَّ الـجـنَّـةَ هي الغاية التي أرادها الله للمؤمن ، والـنَّـارهي الغاية التي يـريـدها له إبليس فالإغواء هو صرف المسلم عن الغاية الأولي وتوجيهه إلي الغاية الثَّانية وسلاحه البـتَّـار في ذلك هو (الإغـراء ) الذي يصوِّرُهُ
الله في قوله عن الشيطان وهو يُغري (آدم وحـواء ) (فـدلَّاهما بـغُـرور ) أي وجَّـهَـهُـما إلي
البحث عن سبب منع الله لهما من تناول ثمار الشجرة التي حرمها عليهما حين قال لهــمـا
( ما نـهـاكما ربـكـما عن هذه الـشـجرة )؟؟ وهو سؤالٌ بدا لهما منطقي التَّـوجيه ولما تحـيَّرا
أسرع بالإجابة المَطـمُؤعِ فيها بالفطرة :خوفا من (أن تكونا ملَكَـيْنِ أو تكـونا منَ الخالدين )
ثم أ تبع ذلك التوجيه بالقسم علي نفي الغرض وقصد النُّصح والمصلحة (وقاسَمَهُما إنِّي لكما
لَـمـنَ الـنَّـاصِـحـين ) فكانت النتيجة (فعصي آدمُ ربَّـهُ فـغَـوي * ثم اجـتَـبَاهُ ربُّـه فتابَ عليهِ
وهـدي ) وليس معني هذا أنه كان لإبليس سلطان علي آدم وحواء أو أنهما ــ حا شا لله ـــ
من أتباعه فلم يكن الله قد أقـرَّ له سلطانا بعد وإنما أراد الله ذلك ليكون مجرد سبب لإنزال الجميع إلـي الساحة الحقيقية التي من أجلها خلق الله آدم (إنِّي جاعِلٌ في الأرضِ خـليـفـة )
وقد تكرر هذا الإغراء بطريقة أخري مع من توقع إبليس منه أن يكونَ سلا حه البشري
المؤَثِّر ( السَّـامري ) الذي كان نتاج نُطفة شيطانية وتربية ملائكية ـــ والذي أعتقد أنا أنه
هو المسيح الـد جَّـا ل الذي يأتي في آخر الزمان ـــ حين رآه يؤمن بموسي فذكَّره بأن بحوزته قبضة من تراب مبارك أخذها من أثر مسير جبريل وهي جديرة إن استخدمتها
أن تجعل منك إلها تُعبد (فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذ تها وكذلك سوَّلت لي نفسي )
ولم يُسند التَّـسويل إلي الشيطان بل أسنده إلي نفسه ليؤكد قدرته الذاتية ــ واحتال علي أتباع موسي بأن أقنعهم أن الحلي الذهبية التي استعاروها من المصريات ثم خرجوا بها إنما هي أوزار تلوثهم وإذا أرادوا التطهر فليلقوها أمامه (إنا حُـمِّلنا أوزارا من زينةِ القومِ فقذفناها
فكذلك ألقي السامري ) ثم نثر عليها بعضا من ترا به (فأخرج لهم عجلا جسدا له خُوارفقالَ
هذا إلهكم وإله موسي) فقاموا بعبادته ــ هذا والقرآن مليئ بألاعيب إبليس في الإغواء ما يكفي
للتدليل علي أن ( الإغواء ) حرفة إبليس وسلطانه الأكبرلكن ذلك والحمد لله لا يكون إلا علي الذين يتولونه (إنما سلطانه علي الذين يتولونه ) فهل يقبل عاقل أن يكون منهم أم يفضل أن يكون من الذين قال الله في حقهم (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) (عبد الحليم الشنودي )

أعجبني

تعليق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 13 مشاهدة
نشرت فى 1 أغسطس 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

161,032