قصه جن
تاليف: مي عادل
بدا محمد ﺣﻜﺎﻳته ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻭهو ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﻋـﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺣﻴﺚ ﻛان ﺣﻴﻨﻬﺎ يسمع ﻭيتابع ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻭﻯ
ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﻦ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺮﺍﻓﻪ ﻭﺃﺳﺎﻃﻴﺮ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺁﺧﺮ ﻳﺠﻌله يفكر
ﻭيسال ﻧﻔسه ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﻬﻢ ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺷﻲﺀ ﻳﺠﻌله يسرح ﻓﻲ
ﻣﻠﻜﻮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺕ ﻣﻊ ﺍﻷﻫـﻞ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛان ﺑﺄﺣﺪ ﺃﺳﻮﺍﻗﻬﺎ ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮه ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻟﻠﻜﺘﺐ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﺠﻦ ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﺤـﺮ ﻟﺘﺴﺨﻴﺮ
ﺍﻟﺠﺎﻥ ﻓﺎﺷﺘﺮاه ﻭ ﺃﺧﻔاه ﻋﻦﺍﻷﻫﻞ ﻭﺑﻌﺪ ﺭﺟﻮﻋه ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﺪﺃ يقرا
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﺴﺎﺀ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻄﻠﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﻪ ﻓﺄﻃلع ﻋﻠﻰﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﺃﻣﻮﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ يعرف ﻟﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﻭﻛان يضحك ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺃﺛﻨﺎء
ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺑﺪﺃ ﺣـﺎﻟﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺪﻯ
ﺷﻘﻴﻘﺎته ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺘﺎﺑﺘﻬﺎ ﻣﻮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺼﻴﺢ ﻭﺗﺒﻜﻲ
ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﻪ.. ﺇﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ
ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﺣﺎﺩﺓ ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺻﺮﺍﺧﻬﺎ ﻭﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ
ﻻﻧﺠﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺻﻮﺩ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺣﺪ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻭﺍﻟﺪتها ﺗﻘﺮﺃ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ﻭﻣﺮﺕ ﻋﻠيهم ﻟﻴﻠﻪ ﺻﻌﺒﻪ ﻭﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻲﺃﺧﺬﺕ ﺃخته ﺗﺒﻜﻲ ﻭﺗﺼﻴﺢ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ.. ﺇﻧﻪ
ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺃﻻ ﺗﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﺃﺭﻯ ﻭﻧﺤﻦ
ﻻ ﻧﺮﻯ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﺸﻚ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺒﻜﻲ ﻭﺗﺤﺘﻤﻲ ﺑﺤﻀﻦ
ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻩ ﻭﺗﻜﺮﺭﺕ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﻪ ﻟﻤﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺛﻢ ﺃﺧﺬﻧﺎﻫﺎ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ
ﺑﺘﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺍﻟﻰﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺗﻌﻘﺪﺕ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﻪ ﻓﺄﺧﺬﻧﺎﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺦ ( ﺍﻟﻤﻄﻮﻉ ) ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺑﻜﺎﺅﻫﺎ
..ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛـﺔ ﺃﻳـﺎﻡ ﻣﺘﻮﺍﺻﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﻴﻪ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ
ﺍﻟﻰ ﺍن وﺟﻬﻬﺎ كان ﺷﺎﺣبا ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮ ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﺍﻟﻔﻀﻮﻝ
ﻋﻨﺪه ﻟﻮ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺑﻞ ﻧﺸﻂ ﺍﻟﻮﺳﻮﺍﺱ ﻭ ﺍﻟﺮﻏﺒﻪ ﻟﺪيه ﺑﺪﺃ
يتزﺍﻳﺪ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻓﻜان يسرق ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ
ﻭﺍﺧﺘله ﻣﻊ ﻛﺘــﺎبه ﻭيقرا ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻢ يجد شيئا ﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺮﺃ
ﻭﻋﺮف ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﻟﻄﺮﻳﻘﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺠﺎﺳﻪ ﻟﻜﻲ يتمكن ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻮﺹ
ﻓﻲﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻦ ﻭ ﺣﻘﻴﻘﻪ ﻟﻢ يفكر ﺑﺨﻄﻮﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﻪ ﻓﻲ ﻓﻀﻮله ﻫﺬﺍ
ﺣﻴﺚ ﻛان ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻋﻘله ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺪﺭﻙ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﻪ ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ
ﺍﺳﺘﻐﻞ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻭﺍﺧﺬ ﻳﻮﺳﻮﺱ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﺪﺭه ﻭﻳﺤﺜﻨﻲﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ
ﺍﻟﻐﻮﺹ ﻓﻲﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﻦ ﻭ ﺃﺟﺒﺮه ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺤــﺮﺍﻡ ﺣﻴﺚ
ﻗام ﺑﺄﺧﺬ ﻗﻄﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭوضعها ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﺷﻌﺮ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻊ
ﻛﺪﺑﻴﺐ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﺴﺪه ﻓﺪﺏ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺭﺟﻔﻪ ﻓﻲ ﻗـﻠﺒــه ﻭﻛﺄﻥ ﺣﺠﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻗﺬﻑ
ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻭ اصابه ﺑﻘﺸﻌﺮﻳﺮﻩ ﻻ ﺗﻮﺻﻒ ﻭﺟﻔﺎﻑ ﺭﻳﻖ ﻭﺑﺪﺃ يسمع ﺩﻗـﺎﺕ قلبه ﺑﺄﺫﻧﻲ
ﻭﺍﻧﺘﻔض ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﻪ ﻏﺮﻳﺒﻪ ﻋﺠﻴﺒﻪ ﻻ يستطيع ﻭﺻﻔﻬﺎ ﻓﺄﺧﺬ ﻗﻄﻌﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﺧﺮج ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺑﺴﺮﻋــﻪ وبكي ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﻪ احس ﻛﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﺨﺎﺻﺎ ﺗﺤﻮﻡ ﻭﺗﺪﻭﺭ
ﺣﻮله ﻭﻣﻦ ﻓﻮقه ﺗﻠﻌﻦ ﻭﺗﺸﺘﻢ فيه ﻭﻟﻢ يستطيع ﺃﻥ يرفع ﺭﺃسه ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭكله ﺇﺣﺴﺎﺱ
ﺑﺎﻟﻨﺪﻡ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﻷﻳﺎﻡ ﻋﺪﻩ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﺪﺃ ينسي ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺪﺃ ﺗﺤﻮﻡ
ﺣﻮله ﺃﺣﻼﻡ ﻏﺮﻳﺒﻪ ﻣﺮﻋﺒﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺃﻭﻝ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﺧﺮ ﻭﻛان يسهر ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﻣﻊ
ﺃﺧﻮته ﻭﻛان يسمع ﺻﻮﺕ ﻃﻔﻞ ﺭﺿﻴﻊ ﻳﺒﻜﻲ ﺗﺤﺖ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﻪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﻻ
يجد ﺷﻲﺀ ﻭاختفي ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﺇﺫﺍ ﺭجع ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺟﻠﻮسه ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺼﻮﺕﻏﻴﺮه ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ يكون ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻭﺣﺪه ﻓﻲ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ يشعر ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺃﺣﺪﺍ امامه
ﻛﺎﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﺻﻮﺕ ﻳﻘﻮﻝ ﺁﻩ ﺁﻩ ﺁﻩ ﻛﺼﻮﺕﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﻭﻗﻔﺰ ﻭﻫﺮﺏ ﺣﻴﺚ ﺃﺧﻮته ﻭﺗﺘﻜﺮﺭ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺮﻛﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﻪ ﻭ هم ﻣﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﺳﻤﻌوا ﺣﺮﻛﻪ ﻟﺸﺨﺺ
ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺼﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﻘﻔﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺤﺮﻳﻚ ﻣﻘﺒﺾ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺩﻓﻌﻪ
ﻭﻓﺘﺤﻪ ﻓﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﺗﻪ ﻭﻟﻢ ﻧﺤﺎﻭﻝ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻞ ﻛانوا ينادون ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ يجلسون
ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺐ عليهم ﺃﺣﺪ ﺑﻞ ﺗﺮﻙ ﻣﻘﺒﺾﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻘﻂ وهربوا ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻔﺮﺍﺵ ﺩﺍﺧﻞ
ﺍﻟﻐﺮﻓﻪ ﻭتركوا ﺍﻟﺼﺎﻟﻪ ﻭﺗﻜﺮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﻪ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻭﺷﺎﻫﺪﻭﺍﻟﺪﻧﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﻪ ﻣﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻻﺷﻲﺀ
ﻫﻮ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻓﻘﻂ ﻃﺒﻌﺎ ﻫﻮ ﻳﻬﻮﻥ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﺭﻭعهم ﻭﻓﻲ ﻟﻴﻠﻪ ﺷﺘﻮﻳﻪ ﻏﺎﺋﻤﻪ ﻭهو يتجول ﻓﻲ
ﺣﻮﺵ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻈﻬﺮ ﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻟﺸﺨﺺ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻴﺪ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﺍﻟﻰ
ﺣﺪ ﺍﻟﻜﻮﻉ ﻭﺑﺎﻟﻮﺻﻒ ﻳﺪ ﻣﻠﺴﺎﺀ ﻧﺎﻋﻤﻪ
ﺣﻨﻄﺎﻭﻳﻪ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺩ ﻫﻞ ﻫﻲ ﻟﺒﻨﺖ ﺃﻡ ﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺎ
ﺳﻠﺴﻠﻪ ﺫﻫﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻢ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﺧﺬ يدﻋﻚ
عينه
ﻭيغمض ﻭيفتح ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻓﺼﺮﺧﺖ ﺑﻪ يخرج ﻣﻦ ﺧﻠﻒ
ﺍﻟﻨﺨﻠﻪ فهي تشاهده ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﺍﻟﻴﺪ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻨﺨﻠﻪ ﻓﺬهب
ﻷيري ﻣﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺨﺘﺒﺊ ﻓﻠﻢ يجد ﺃﺣﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻢ ﺍنطلق ﻛﺎﻟﺴﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ
ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺨﺘﺒﺊ ﻓﻠﻢ يجد ﺃﺣﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺛﻢ انطلق ﻛﺎﻟﺴﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ
ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻓﻲ ﺧﻮﻑ ﻭﻫﻠﻊ ﻭﺗﻜﺮﺭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻣﺮﻩ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻴﻮﻣﻴﻦ
ﺣﻴﺚ ﺷﺎﻫﺪ ﺃخيه ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻏﺮﻓﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺤﻮﺵ الاﻣﺎﻣﻲ
ﻓﺄﺧﺬ يناﺩﻳﻪ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ عليه ﻓﺪخل ﺍﻟﻐﺮﻓﻪ ﻭهو ﻏﻀﺒﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ
ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻭﻟﻢ يجد ﺃﺣﺪ ﻓﻬﺮب ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻓﻲﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ
ﺷﺎﻫﺪ ﺃخيه ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻊ ﺃخته ﻳﺪﺧﻼﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺮﻓﻪ ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﺼﻪ ﻟﻢ
يجد اﺣﺪ ﻓﻠﻢ يجلس ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻮﺵ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ،ﻭكان ﺍﺣﻴﺎﻧﺎ يجلس ﺑﺎﻟﺤﻮﺵ
ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﺎﻟﺼﺒﺎﺡ فيجد ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ منه
ﺩﻭﻥ
ﺧﻮﻑ ﻭﺗﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﺸﺎﺋﺶ ﺍﻷﺭﺽ فكان يقطع ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭيرمي ﻟﻬﺎ ﻟﺘﺄﻛﻞ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻭﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺳﻬﺮﺍﻥ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﺷﻘﺎئه ﺑﻌﺪ
ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻛانوا يجلسون ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻟﻠﺘﻬﻮﻳﻪ ﻓﺈﺫﺍ
ﺑﺸﻲﺀ ﺛﻘﻴﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ شجرهم ﻭيسمعون ﺗﻜﺴﻴﺮ ﺃﻏﺼﺎﻧﻬﺎ
ﻭﺿﺮﺑﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻫﺰﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺛﻢ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻣﺸﻲ ﻗﻮﻳﺔ ﻭ ﺳﺮﻳﻌﻪ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻮﺵ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ ﺛﻢ ﺗﺪﺧﻞ عليهم ﻧﻔﺤﺎﺕ ﻫﻮﺍﺀ ﻛﻬﺒﻮﺏ ﺍﻟﺮﻳﺢ
ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ ﻓﻮقف هلعا وخوفا ﻣﻊ اخيه ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﻊ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺛﻢ ﻟﻢ
يشاهدوا ﺃﺣﺪ ﻭوقاموا ﺑﺎﻟﺪﻭﺭﺍﻥ ﺣﻮﻝ ﻣﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﺎﻟﺤﻮﺵ ﻣﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﺃﻧﻪ
ﺣﺮﺍﻣﻲ ﻓﻠﻢ يجدوا ﺷﻴﺌا فذهبوا ﻟﻠﻨﻮﻡ ﻭﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺀ ﺑﺎﻟﻠﺤﺎﻑ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃغلقوا ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﺎﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻟﻌﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ
ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺗﺘﻜﺮﺭعليهم ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﻟـﻰ ﺇنه ﺃﺩﺭك
ﺑﺈﺣﺴﺎﺱ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺇﻧـﻪ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺫﻩ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ في ﺩﻭﻻﺏ ﻣـﻼبسه ﻓﺄﺧﺬه ﻭاتجه ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻮﺵ
ﻭﺭفع ﻳﺪه ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ تائبا وقال (ﻳﺎ ﺭﺑﻲ ﺃﻧﻲ ﺗﺒﺖ ﺇﻟﻴﻚﻓﺴﺎﻣﺤﻨﻲ) ﺛﻢ
ﺃشعل ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﺣﺮق ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻛﺎﻥ
ﻭﻋﺎﺩ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻟﻤﻨﺰﻟهم ﻭﻋﺎﺩﺕ ﺃخته ﻟﺤﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﻪ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﻩ
ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﺮﻋﺐ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﻕ.....!
أعجبنيإظهار مزيد من التفاعلاتتعليق