(((((مقامة الباديه 5)))))
إذ سألني أبي-عن التمر والخبز والوجه المتلألئ-ولماذاخرجت متوضئ-قلت توضئي ﻷني مسبحا وللكتاب قارئ-وكما علمتني ان اكون دوما متطهرا مبرئ-وللتمر والخبز لست بجالبى-والعوده بهم اليك ليس بخاطرى- وسردت له بالحق ووصفت المنظرى-فقال يابني صدقت وماانت بكاذبا-وﻷبينن لك ماجرى-فلتكن لي يابني منصتا-أتذكر منذ اعوام عندما -اثمرت نخلتنا وفاض الكثير عن احتياجنا-فأهديت منه كل الماره واكرمت السائلا-وكان الطحين عامها بوفرة لم تعهدا-فاخرجت ذكاتها وتصدقت مجودا-خبذته امك طوال الليل ومن يومها والتنور موقدا-واخرجته لله غير مترددا-قلت ياابي العمل لله يعود بفوائده-وان تخرج الذكاة خير في موعده-عفوا ياابي إأذن لي أفسرلك الباقي بكامله-فأذن لي متبسما وبرم شاربه-فقلت ياأبي النجم وضي اميرتي فيض الوضوء بأحسنه-وشيخي الصديق تسبيحي ومن الكتاب ماأرتله-عفوا ياأبي هذا منك ماأعلمه-فهبت امي وضمتني بقلب أعشقه-قالت طاب نجلنا الحديث معكم ماأحسنه-وقالت ربنا يتمم علينا نعمته-ونري أوﻻدك قبل ان نصل بالعمر ﻷرزله-وتبسما راضين بغير تجهما -ثم طرق الباب وكانت طرقات لينا-فنهضنا إلي الباب كلنا-وإذا بشيخ ومعه فتاة في عمر السوسنا-فرحب أبي بهم وقال أنت ضيفنا-فما خطبكا وماذا لك عندنا-وجلست أمي وجوارها السوسنا-فقال الشبخ أريد ان أبرم شراكة بيننا-قال أبي فيما بالله دلنا-قال نوقك التي من اﻷمس تبيت بأرضنا -كلها إناث والذكور عندنا-فنظرني ابي متسهما-قلت ياأبي هذه فوائد إداعك عند ربنا-فقال له إذا الشراكه مع ابننا-قلت ياأبي انا ومالي ملك لك هذا نهجنا-فانطلقت السوسناقائله فلتبرما وتعلنا-قال الشيخ إنها ابنتي سنا بسبعة ألسنا-ابرمنا ودار الحديث بيننا-وتعلقت امي بسنا السوسنا-انفردن ببعضهن وطهينا لنا -و كأنهن متعارفنا منذ نشئنا-وقالت امي ﻷبي اشعر وكأنها بنتنا-فتداركن ماعلينا وما لنا-ذاهبين الي اﻹبل كلنا-وفي الطريق قبل وصولنا-مررنا علي المقابر وهي بين ارضهم وارضنا-
للحديث بقيه
قلم السيد شوقي