حب وحنين وصراع ( الجزء الأول) ************** سلمى أحمد محمود بنت مصرية عراقية فوالدها مصري رجل أعمال ينتقل بين دول العالم تزوج من عراقية وأنجب منها بنتين وولدين وكانت سلمى ابنته الكبرى كانت جميلة ممشوقة القوام شعرها كستنائي ذات عينين بنيتين تجمع بين الجمال العراقي والمصري والكبرياء والكرامة . أرسلها والدها لتكمل تعليمها فى جامعة أمريكية لتدرس العلوم السياسة هناك . كان لها طبع خاص مثل بنات مصر والعراق فهي تربت تربية محافظة وكانت تقرأ كثيرا فى تاريخ الأمم لتتعرف على شعوب العالم. لم تستسلم للحياة المنفتحة في أمريكا حيث الحرية الاجتماعية ولم يكن لها صديق حميم مثل اى بنت في أمريكا ولكن كان يوجد صديق أسمه جوزيف(جوسيف) ويطلق عليه جو مثل كل الأصدقاء على ألنت وكان كثير المحاورة معها في كل الأمور حتى أنهما لا يستطيعان النوم إلا بعد إرهاق من المناقشة فهو يريد أن يفهم طبيعتها وفكرها فهو يعتبرها مثقفة جدا غير بنات أمريكا التي يرى فيهن السطحية في التفكير . وفى ظل المناقشة والضحكات وكائنهما أصبحا أمام بعضهما في الواقع وكانت لا تناديه إلا باسم يوسف فكان فى الأول يسألها لماذا تطلق عليه أسم يوسف فتقول له هذا اسم النبي يوسف باللغة العربية وأسم جوسيف أسم باللغة المصرية القديمة وهى تحب الاسمان لأنهما مصري و عربي .وكانا يضحكان ويقول لها ناديني بالاسم التي تريدينه ولكن فجاء قامت أحداث تدمير البرجان في أمريكا والتي افتعلتها أمريكا من وجهة نظرها لأنها ترى أن أمريكا تعطى لنفسها الحق في احتلال البلاد . وهنا بيداء جو بألإعتراض عليها ويتهمها بالمتخلفة لأنها مسلمة وإرهابيه مثلهم .وكانت ترى كل شيئا انقلب في أمريكا ضد كل ما هو عربي أو أسلامي. ولكن كان ترد عليهم بأن العرب والمسلمين والمصريين هم الذين علموا شعوب العالم وهم السبب في تطور البشرية للأفضل وكانت تقول لجو إن الحضارة المصرية والعراقية كانتا خير مثال في قيام التقدم في العالم في الوقت الذي كان يعيش العالم في ظلام دامس . فكان يقول لها أن اليهود من أقاموا الأهرامات في مصر وكانت ترد عليه بأن اليهود لم يتواجدوا في مصر إلا في الدولة الحديثة بينما الأهرامات بنيت في الدولة القديمة وهذا كذب وافتراء من اليهود والغرب تجاه التاريخ . وكانت تذكر له بأن العراق والمصريين أول شعوب الأرض وضعت القوانين والدساتير . وكانت تذكر له أسامي ملوك وعلماء في العراق ومصر ومدى التحضر فيهما . ولكن كان الإعلام الأمريكي يشوه صورة العرب والمسلمين وأصحت سلمى تعانى من الاضطهاد في بلد تدعى الحرية . اتخذت سلمى موقف مع جو ومع الناس التي تتعامل معهم على أنها تتجنبهم لأنها ترى فيهم أنهم أغبياء وأن الحكومة الأمريكية توظف إعلامها ضد العرب والمسلمين لغرضها السياسي وأن الشعب الأمريكي أصبح أجهل شعوب الأرض لا يعلمون شيئا غير الذي تبثه الحكومة من خلال الإعلام أرسل لها جو رسالة يقول لها انه سوف يجند في الجيش الأمريكي وسوف يحارب العرب والمسلمين المتخلفين . فردت على رسالته وقالت له سوف تذهب إلى الجحيم هناك شعوب لها عادتها وتقاليدها والشرف والكرامة أهم من حياتهم فأنت لا تستطيع أن تقف أمام جندي عراقي أو مصري أو سوري فأنتم أضعف أمامهم. قالت له صحيح تمتلكون الأسلحة الحديثة ولكن لا تملكون قوة وإيمان وشرف وكرامة التي يمتلكها الجنود هناك سوف تذهب إلى بلادنا وسوف ترى شعوب بسيطة ليس فيهم هذا الشر الذى تحملونها ضدنا . أنت تذهب وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ فلتذهب وسوف أذهب لدفاع عنهم فهم شعبي وأهلي . قال لها إذن سوف نلتقي هناك وتكوني بين يدي وتحت قدماي قالت له نحن نقول ألنصر أو الشهادة وإن وجدتني لا تجد غير أمرآة قوية وسوف تعلمك معنى الشرف والكرامة التي تفتقدونها في بلادكم. قال لها إذن نلتقي هناك. *********************** بقلم / كريمة دندش
.