من المجموعة القصصية (أرنوب مفكر عظيم )
أرنوب ..وليلة رعب فى ليلة شتاء ممطرة .رقم 7
قصة الأديب / صلاح سيف
وبعد تناول العشاء, جلس أرنوب يشاهد فيلما مرعبا على شاشة التليفزيون, ومن شدة تعب والده فى العمل دخل حجرته ينام , جلست الأم والأخت مع أرنوب تشاهدان الفيلم معه, وبعد فترة وجيزة قامت الأم والأخت لوجود مشاهد مرعبة بالفيلم , لكن أرنوب كان منجذبا جدا مع أحداث الفيلم المرعبة. انقطع التيار الكهربى , قام أرنوب و ودخل حجرته لينام , لم يستطع النوم بسبب الأرق فى تلك الليلة , وظل مستيقظا لمدة طويلة من الليل بسبب البرد أيضا . سمع صوتا قادما من الشرفة (البلكونة) , التيار الكهربى لا يزال مقطوعا , أحضر المصباح الكهربى (الكشاف) ثم تو جه نحو الشرفة , فلم يسمع الا صوت الرعد والبرق ونزول المطر , ولكن الخوف كان يتملكه فتوجه نحو باب الغرفة ولم يجد شيئا. عاد أرنوب الى فراشه لينام , ولكنه سمع الصوت مرة ثانية,كأنه بكاء طفل , أضاء المصباح (الكشاف) وفتح باب الغرفة وصوب نور المصباح الى أسفل الشرفة . فرأى مصدر الصوت قطته السيامى , التى نسيها بانهماكه فى مشاهدة الفيلم , حينئذ انتابته حالة من الحزن الشديد , بسبب ما لاقته قطته من عذاب وألم بسبب , المطر والرعد ونسيانه تقديم الطعام لها. تذكر أرنوب قول مدرس اللغة العربية فى درس التراحم : ارحم الحيوان لأنه يحس كما نحس ويتألم كما نتألم و يبكى من غير دموع . أسرع أرنوب وفتح باب الشرفة وحمل القطة الى غرفته . وأحضر فوطة ونشف جسم القطة وشعرها من المطر , ثم وضع لها الجبن الرومى , وأحضر لها اللبن فشربت وارتوت فحمد الله. ثم أغلق باب الغرفة وعاد الى فراشه ونام بعد أن أطمأن على
القطة وتذكر درسا تعلمه بينما رجل كان يمشى فى الصحراء فاشتد به العطش فوجد بئرا فنزل وشرب منه فحمد الله فوجد كلبا يلهث من شدة العطش فنزل البئر وملأ خفه وسقاء فشكر الله وحمده وتذكر حديثا عن امرأة دخلت النار فى قطة حبستها ولن تتركها تشرب او تأكل زماتت من الجوع والعطش