((بـيـت الـد يــن قـلــب ووطـــن))
ــــــــــــــــــــــــ
جعل الله (سبحانه وتعالي ) المكان مقرا / وجعل الزمان مـظلا/ وجعل القلوب له محلا
وتلك بيوت الإيمان في المؤمن / فالقلب محل عقيدته (وهو بيت الصلة ) والمكان محل رياضته ( وهو الرضــا والـسـكـن ) والزمان مـظـلة عـمره (وهوغدوة السعي والعبادة )
ولا يمكن للإيمان أن يولد وينمو ويثمر إلا في بيوته ــ أرأيت فكرة تطير في الهواء أو
تحلق في اللازمن أو تنبت في غير عقل / كذلك الدين لابد له من قلب يحيا فيه وزمن يعبر فيه ومكان يحتمي فيه / والقلب قد يضيق فلا يسع من الإيمان إلا اسمه وقد ينشرح فيسع الإيمان وربه (ماوسعتني أرضي ولا سمائي وإنما وسعني قلب عبدي المؤمن ) (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ) / والزمان قد يطوي فيحبس علي جيل وقد ينسأ فيصير عمر دنيا (وما يعَمّر من معَمّر ولا يُنقص من عمره إلا في كتاب )
/ والمكان قد يضيق فيصبح شِعبا بين جبلين وقد يتسع فيصبح وطنا بحجم قارة (وجعلنا بينهم وبين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين )
(فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور )
وبيت القلب يعيش زمانه ويعيشُهُ زمانُه ويُثمرُ مكانه ويُثمِرُهُ مكانه فحفنة التراب إن سلمت من
كرهنا أسلمت وإن شربت من بُغضنا أكفرت (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ) والأوطان ليست مجرد حفنات من تراب يعبث بها الريح ففيها من بيوت الله مايوجب الموت في سبيلها (وسبيل الله سبيلها ) وفيها من عبرات قول (لا إله إلا الله ) ما يكفي لتأويب جبالها ووهادها فضلا عن مائها ومروها (المرو هو الحصي) وعن ريح كالمسك يأتينا من صالحيها وأوليائها وعن وصية تقرع الآذان والضمائر تأتينا من فم من أمن أرضها وبارك جندها سيد الأنام نسيب أجدادها (محمد)(صلي الله عليه وسلم ) فهل يكون مصيرها رأيا أو رؤية يخضعها من يظن أن الهوي يغيرالنوي وأن عشرات السنين تكذب إرث القرون والألفيات (إن يتبعون إلا الظن وما تهوي الأنفس ) (وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ) ذلك شأن من يفرط أو يهين وطنه وشأن من يهدر أويهين زمنه وشأن من يخلي للغير قلبه (ومن يهن يسهل الهوان عليه ـــما لجرح بميت إيلامُ ) (عبد الحليم الشنودي)

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 28 مشاهدة
نشرت فى 19 يوليو 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

160,400