أرنوب …. وأميرة العلم

قصة الأديب / صلاح سيف

يحكي أن فتاة غنية بنت أحد الأمراء، كانت تميل إلى الكسل، وتحب الراحة، وتكرة العمل، لأن عندها الخدم الذين يقومون بعمل أي شيء تطلبه، تعطي الأوامر وتنفذ هذه الأوامر وإلا يلقي صاحب المهمة المكلف بها ألوان من العذاب.
أدرك “أرنوب” وكان يعمل عند والدها أمير البلاد معلماً للفتاة، إن تركها على هذه الحال اعتادت الكسل وشبت تكرة العمل، وفي هذا ضرر لها في مستقبلها.
تعلمت الأميرة الصغيرة على يد المعلم “أرنوب” المعلم وأصبحت تقرأ وتكتب وتجيد الحساب ولكنها نشأت تجد من يقوم بالعمل في قصر والدها.
وفي ذات يوم قال لها المعلم “أرنوب” إنك الآن تستطيعين العمل، فأعملي أي شيء تحبينه حتى تعتادي العمل من الصغر.
ولكن الأميرة الصغيرة قالت له: أرجو أن تبعد هذه الفكرة يا أستاذي.
رد قائلاً: أن لم تعملي فلا تصلحين أن تكوني أميرة لهذه البلاد.
خرجت الأميرة ذات يوم كى تتمتع بمناظر الطبيعة الجميلة حتى وصلت إلى أطراف المدينة، ولكنها تاهت عن العودة إلى القصر.
مشت في طريق آخر إلى مدينة أخرى، وعندما أدركها التعب جلست في حيرة من أمرها.
كان المعلم “أرنوب” عائداً من عمله، فقصت عليه قصتها.
فربت على كتفها، ثم قال لها تعالي معي.
ذهبت الأميرة مع المعلم “أرنوب” إلى مدينة العمل حيث أراد “أرنوب” أن يعلمها درساً عملياً، تركها وسط مجموعة من الفتيات اللاتي تعملن.
سألتها فتاة: من أنت؟
قالت: أنا أميرة بنت أمير.
قالت لها الفتاة: وماذا تعلمين؟
قالت الأميرة: لماذا أعمل وعندي الخدم.
قالت لها الفتاة: إذن لست أميرة.
نظرت الأميرة إلى فتاة أخرى وسألتها: وأنت ما عملك؟
قالت أنا أميرة الغزل، أقوم بغزل الصوف وأصنع منه الملابس لأهل المدينة.
ونظرت لفتاة أخرى وقالت لها وأنت:
قالت الفتاة: أنا أميرة الخبز، أقوم بعجن الدقيق وأصنع الخبز ليأكل أهل المدينة.
ونظرت لفتاة أخرى وقالت لها وانت:
قالت الفتاة: أنا أميرة السقي، أقوم بمليء خزان المياه من ماء النهر ليشرب أهل المدينة.
قالت الفتيات في صوت واحد: نحن الأميرات أما أنت فلست أميرة!
فكرت الأميرة ثم قالت: تعالوا معي، أحضرت الأميرة سبورة وطباشير، وطلبت من الفتيات أن تردد وراءها.
كتبت على السبورة
( أ ) ثم قالت قولوا بعدي ألفُُ ُ، ( ب ) باءُ ُ، ( ت ) تاءُ ُ، هيا نقرأ يا “شيماء” وبعد فترة وجيزة أصبحت الفتيات تقرأن وتكتبن.
وبفضل ذلك قالوا لها: الآن أنت “أميرة العلم“.
رجعت الأميرة إلى مدينتها بصحبة المعلم “أرنوب”، وطلبت من والدها بناء مدرسة يتعلم فيها أبناء مدينتها وعملت مع المعلم “أرنوب” معلمة بالمدرسة، وأصبحت تلقب بـ “أميرة العلم"

أعجبني

تعليق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 22 مشاهدة
نشرت فى 13 يوليو 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

160,916