" مناجاة الوحدة "
بقلم : د أماني سعد ياسين / لبنان
يا غيمة القدر الخفية
يا رقصة الفجر السحرية
يا أنين الكهوف
يا ليل الحتوف
يا بعضي اللهوف
في وحدتي
تغصّ مني أوجاعي
وتعرِّيني أحزاني
وتُسائِلني أطيافُ أشجاني
وتهجرني في الليل أحلامي
ولا يبقى لي إلا الأنين
وظلاماتِ السنين
وليالي السهرِ الحزين
ذكرياتٌ تضجُّ بالآهات
فلا تملُّ الذكرياتُ
من الذكرياتِ
وتعتاد زحف الزفرات
آهاتٌ تتبعها آهاتِ
تنفِّس شجى العاشقات
الوالهاتِ عشقاً
والمقيمات
في ربوع الذكريات
وحدي أتركُ وحدي
لكي لا أبقى وحدي
في كتاب الذكريات
ألتمسُ نور السماوات
وتختبىء فيَّ لذاتّي
في معراج الدعوات
وحدي
أؤذن في اليُمنى وحدي
وأقيمُ في اليسرى
وحدي
في ملكوت الوحدة
واليوم
الذي لا بدّ آت
أرى الكواكب ماضيات
والأقمار منزجرات
والشموس طالعات
وأنا
في وحدتي
أسير على خطى العاديّات
وحدي
في غربةٍ
أسير وحدي
ماذا بعد
ومن ذا يأخذ بيدي
على طريق الصراط
رهبةٌ ما بعدها رهبة
أين أمّي
أين أبي
أين الإخوة والأخوات
أين من كان رفيقي
في الأيام الماضيات
وحدي
أمضي
وحدي
أقضي هذه الساعات
المرعبات الطويلات
هل من أحدٍ
هل من فردٍ
أتقاسم معه
رعب اللحظات
كلٌّ في حاله
همّه المضيُّ على الصراط
أنسيتُ أحداً
هل نسيتُ أحداً
في منامي كنت تأتي
إليَّ
ملاكاً تأخذ بيدي
تعبر بي على الصراط
ربّاه من لي غيركَ
ربَّ الأرض والسماوات
ربّاه إن لم تهدني
فمن يهدني الى الصراط
ربّاه من لي غيرُكَ
والأمر كلُّه بيدكَ
وأنا مولى الضعفاء
ربّاه
ثبِّت قلباً أرعبته العادِيات
واستيقظتُ
دمعي منهمرٌ
قلبي منفطرٌ
والرعبُ يملؤني
من يومٍ لا بدَّ آت
ربّاه ما لي غيرك
أي ربَِ
اهدني
خذ بيدي
أرني طريق الرّشاد