تأمليه فى رحاب آيات بينات من سورة يوسف
الحلقه الخامسه والعشرون
ملاحظه : المعروض هو رؤيه شخصيه من تفاعلى مع صدر السورة وهى غير ذات مرجع لتفسير بعينه ولا شيخ ولا رأى سابق ويسعدنى أى تعليق بل أرحب به زيادة تليق بما عليه الآيات من قدسيه
مر عام وبعدها أقام الملك حفلا ... نصب فيه يوسف وألبسه تاجا وأخرجه على الناس خروج بهاء وإشراق ... ليذكرنا بمن قالت أخرج عليهن ..ولكن يخرج يوسف لأمر مختلف وحشد مختلف أيضا ومهمام محسوبه وحذره .. وتولى يوسف أمر مصر وتحمل تبعة الأحداث والمخاطر المرتقبه ....
(وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ )
التمكين الثانى ... أشمل وأعم من التمكين الأول إسترسالا على ما بيناه عندما تبناه العزيز وقال لزوجته أكرمى مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وجاء فيه ...
وكذلك مكنا ليوسف فى الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
دعنى أتأمل سويا تفاصيل التمكين الأول ... يوسف يدخل قصر الحكم خادما ويصبح إبنا متبناً لعزيز مصر .... ونشعر بأنه تمهيد فى قول الله تعالى .... ولنعلمه من تأويل الأحاديث ... ولاحظ معى كلمة الأحاديث فهى وما تعنيه من شمولية إستقراء الأحداث والمضامين وليس الرؤى فقط أوسع وأعمق مفهوما ... إذن هو إعداد نبى ليكون داعيا ... ورجل دوله يتجاوز المحن.... ولذلك وكى لا نستعظم هذا ومفاده يقول تعالى ... والله غالب على أمره ...فالأمر هو بغلبة الله وفتحه
ولنقرأ التمكين الثانى ... يجئ ويوسف عائدا من السجن مباركا حاكما مبجلا سيدا بسلطان كامل غير محدود .. نعم يعود لقصر الحكم محفوفا بالإحترام بعد خروجه متمها فى عفته ..
(وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) ... وهل هناك سلطان وسياده أسما من كلمة .... يتبوأ منها حيث يشاء ... ومرة أخرى يذكرنا ربنا بعطاءه فيقول .... نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين
والمعنى تخصيص الرحمه بنبيه يوسف .... وتعميمها لمن يشاء الله من المحسنين وصفة المحسنين ذكرت قبلا مرتين .... ولما بلغ أشده أتيناه حكما وعلما وكذلك نجزى المحسنين والأخرى فى قول صاحبى السجن .... إنا نراك من المحسنين ... ولك التدبرفيها
..هكذا دان ليوسف حكم مصركاملا كيف وأنى شاء... وتحمل مسؤليتها فى صعب حالها وأحلك زمانها ظلمةً ليمر بها من محنتها لبر خير بإذن الله وتمر السنين ويوسف داعيا لله مواجها لأزمة مصر بقوة وكان قد مرنه ربه فى البئر والقصر مطعونا فى طهره وفى السجن معلما للسجناء متحملا همومهم
هكذا أراد الله لمصر ونعود ثانية لتفاصيل فى الحلقه القادمه