تأمليه فى رحاب آيات بينات من سورة يوسف
الحلقه الثامنة عشر

ملاحظه : المعروض هو رؤيه شخصيه من تفاعلى مع صدر السورة وهى غير ذات مرجع لتفسير بعينه ولا شيخ ولا رأى سابق ويسعدنى أى تعليق بل أرحب به زيادة تليق بما عليه الآيات من قدسيه

مازلنا فى ظلمات سجن نعيش فى نور قلوب تعرف ربها وتحيا خارج أسوار الظلام والظلم .. يوسف راضيا لله قدره والله غالب على أمره وقلوب المساجين القساه أصبحت ألين بإيمانها من الحجاره التى يكسرونها يوميا من الجبال ..أبلج هو نور التوحيد فى قلوب سكنها .. وتمر السنين بعد خروج الساقى والخباز .. لتبلغ سبعا على أرجح الأقوال ويشاء الله لنبيه جديد تمكين وإعزاز ... نحن هناك فى القصر الملكى داخل ديوان إحتفالى ... والملك جالس مجلس عظمته وصولجانه لفاخر ووثير فراشه وعظيم شأنه .. يستضيف جوقته من وزراء ووجهاء ورجالات دوله وأعمال ومال ,.. بل وزوجاتهم .. الزينات ... والأنوار وكمال بنيان ... وأوج عمارة فرعونيه فارهه .... حملة المراوح تشق النسيم عن اليمين واليسار.... وسط حفيف الحديث بين أفاعى وحملان ... وصقور وحمائم ... الطعام يرص والشراب بين الحين والحين ..... الملك يبدو مهموما .. كدر النفس غير صفيها ..غائب الحضور ... . كثيرون هم حملة مباخر النفاق وسادة التملق .. لسان الحال والمقال يسأل : مولانا ملك مصر العظيم نراك على غير إشراقتك نفتقد بريقك سيدى ماذا بكم مولانا المعظم
(42) وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ
هنا يعتدل الملك إعتدال ناشد اليقظه فى سامعيه قدر تحيره ويتحدث بلهجة السائل متعجلا الرد فيصف رؤياه بأنه رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات هزيله ويري سبع سنبلات خضر وسبع أخر جافه يابسه ... وتلمح حدته وتلهفه فى قوله يا أيها الملأ أفتونى فى رؤياى إن كنتم للرؤيا تعبرون ...... حار القوم وخشى غالبهم أن يحير الملك أو يفسر تفسيرا يؤاخذه عليه وكان هناك بين رجاله كهنة معابدهم وفسروا بما ورثوا من تأويل لم يلق إرتياح الملك وربما تعدد وتكرر المجلس كثيرا مرات و مرات .... وما إستقر أحد منهم على تأويل رؤيا الملك بما يتفق أو يقابل من قلبه إطمئنانا لما رأه وأودع الله فيه من قلق ولهفة ... وما وجدوا إلا أن يقولوا .. دعك يا مولاى ... هذه أضغاث أحلام .. أى مما يراه النائم فى راحة نومه فيذهب فى خياله أى مذهب .. ولكن الملك لم يبال بقولهم فهو على يقين أنها رؤيا لها تأويل وليس حلم من هذيان النوم ... وطال الوقت . والملك يزداد حيرة وتوترا فالرؤيا تتكرر عليه وتقد يقظته قبل منامه .... حتى .... أن كان من الأمر ... وبعد أمة .... هناك ... الساقى الناج ... وعلى عادة الخدم يخفض رأسه عند مائدة الملك يملأ قدحه ... فتنبه فجأه .. لما كان من أمره وأمر رؤيته فى السجن هو والخباز وتذكر بعد نسيان أمر يوسف بل .. يقينا نسى أيضا وصية يوسف .. وظنى كما سبق من قولى أن الله تعالى من أنسى الساقى أن يذكر يوسف للملك قبل هذا .... وتجئ كلمه وادكر بعد أمة ... تبيانا لتذكره وتنبهه من غيب ذاكرته التى خفاها عنه رب العالمين ... ينتبه الساقى ... ولربما إهتز الإناء و القدح والكأس فى يديه من شدة وسرعة إلتفاتته للملك ولعل الحاضرين إلتفوا إستغرابا له .. بل قد يكون من الحراس من إستعد لشئ وخطب أمنى ... نعم إنتبه الساقى بلا وعى ولا إكتراث لمن حوله ونسى البروتوكول من وجد ما إفتكره من عظيم أمر يوسف وصاح مزهوا ... أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون .....
الله الله الله ..
.. الساقى يتحدث بكل ثقه وبلا خشية من وضعه كخادم بل زاهيا مفتخرا ناسبا الأمر لنفسه ... أنا .... لا إدعاءًا ولكن مدللا ومعبرا وواثقا بأنه يعلم من هو على بينة من الله رب العالمين ما زال يذكر ليوسف كلمته ذلك مما علمنى ربى ... فأرسلون لأتيكم بهذا التأويل وبمن يفسره لكم ... ثقه بلا خوف ولا حذر ولا تردد ... ثقة كاملة الإيمان برب يوسف رب العالمين ....
وإلى لقاء مع الحلقه التاسعة عشر
بقلمى / م / حسن عاطف شتا


https://www.youtube.com/watch?v=GSIlc1R49dk">
سورة يوسف كاملة الشيخ ناصر القطاميسورة يوسف كاملة الشيخ ناصر القطاميyoutube.com

أعجبنيإظهار مزيد من التفاعلاتتعليق

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 12 مشاهدة
نشرت فى 27 يونيو 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

161,076