تأمليه فى رحاب آيات بينات من سورة يوسف
الحلقه السادسة عشر
ملاحظه : المعروض هو رؤيه شخصيه من تفاعلى مع صدر السورة وهى غير ذات مرجع لتفسير بعينه ولا شيخ ولا رأى سابق ويسعدنى أى تعليق بل أرحب به زيادة تليق بما عليه الآيات من قدسيه
هنا إستجمع نبى الله سياق الحديث وأخذ بقلوب سامعيه ووضح منهجه وإنتمائه ومرجعيته بجلاء كامل .. ويتضح أنه صبر داعيا بسلوكه وظاهر أمره قبل هذا .... ليصل للدعوة المباشرة لله الواحد بعدما أفاض فى تفاصيلها عمليا وتعايشا ....( يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) ... جميل هونبينا يوسف منهجا وطلة ... جميل هو قلبه ولبه ... يا يوسف لك الجمال كله ... زدنا يا نبى الله ... هنا لو شئنا لما توقف الحديث فالموقف يحتاج لحث الهمه وإستفاقة السامع فيأت بداية الجمله بأسلوب النداء .... يا صاحبى السجن طرق على القلوب والأذان .... تدل كلمه .. يا .....على إستدعاء قوى للذهن ثم يتلوها كلمه صاحبى لتذيب فرقة القلب نحن سويا من عباد الله تحت نفس الظروف ويتبعها بتصنيف عجيب ... السجن .... وإجمال المعنى .. معكم أنا ... مسجون مثلكم لا غاية لى ولا رجاء من حديثى من مقاصد النفع فأنا رهين محبس غايتى هو الله وحده ... أأرباب متفرقون خير أم الواحد القهار ما ظنكم بنا هنا ونحن هنا أحرار نعبد إلها واحدا قادرا هو القهار وحده وبقدرته وحده له الأمر كله ...... هو الله الواحد الأحد ... ثم يصل لقمة دعوته وعمودها ويتصدى مواجها بقوة الإيمان لكفرهم وفساد عقيدتهم ونحالهم ..عقيدة أهل مصر يومئذ .... ويسترسل القول .... وما أنتم عليه من وثنيات وألهة تسمونها وتدعونها وتعبدونها وتصنفونها كلها موضوعة وباطله ... أنتم من جعلتموها وأوجدتموها وسميتموها ... ما لها من سلطان فى ملك الله الواحد المتفرد بالربوبيه القهار فوق عباده له الحكم والتدبير والتشريع والأقدار كلها لا تغيب عن ملكه وإرادته .. هو الحكم ولا حكم ولا قضاء إلا ما أراد وشاء .... هذا هو دين الله الحق القيوم .. دينا قيما على الدين كله ... يواجه يوسف إشراكهم وكفرهم بقوة أخذا فى هدم تام لوثنيات مجتمع مصر وتعدد ألهتهم ومسمياتها وبثبات مؤمن ميقن بالله ... فى سجن لا يشغل قلبه ... وكأن يوسف يخرج بهما من السجن المادى الذى هم جميعا فيه إلى حرية ورحابة الروح والقلوب ... إلى سمو معية الله والإيمان بقدره والتسليم له .... يحلق بهم خارج نطاق دنياهم إلى ملائكيه الجنه فى قلوب عباده ... أما إستيقنت القلوب أما جلت الرؤيا لصاحبيه ألم تتهيأ قلوبهما إيمانا بالله ورضاءً بقدره وأمره وحكمه ... فهكذا تحول الحال وصار ما سيكون عليه الرد والتأويل مرجعه لله وحده وليس لملك أو حكم غيره ترتضيه القلوب وتؤمن به وهنالك يقول يوسف .... يا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) .... يا صاحبى السجن من رأى منكما أنه يعصر خمرا فهذا تأويله أنه سيكون ساقى الملك خمرا أى نادله فى القصر ... وأما الثانى وهو من رأى نفسه حاملا فوق رأسه خبزا ... فيعدم صلبا حتى تأكل الطير من رأسه ... وبحسم المتصل بربه المبلغ عنه يقول ... قضى الأمر الذى فيه تستفتيان ... نعم أصبح تأويل يوسف حتميا لأنه من الله وحده ... فى مشهد عام والجميع يسمع والسجن يسع الكثير ويشهد كلمات يوسف الجميع وبات الكل ينتظرها .. يقينا فيما سمعوه ومما علموه عن يوسف وعايشوه منه بين إشراق القلوب للتوحيد ونظرة العقول للغد المرتقب وتوجس المتربصين
وإلى لقاء فى الحلقه السابعة عشر
بقلمى / م / حسن عاطف شتا
الشيخ ســيد مـتولى ســوره يوســـــف .. رحمه اللهhttps://www.facebook.com/emad.e