روضة المحبين وجنة العاشقين...11
*****************************
بقلم عصام قابيل
الطريق إلى الله تعالى...82
**********************
ويلاحظ في قصة المرأة الكنعانية أنها كانت تدعو المسيح بالسيد ابن داود, وأن عقيدة العبريين لم تزل آمالهم بالخلاص على يد رسول من ذرية داود ومن سلالة يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم.
ومضى عصر المسيح, وجاء بعده عصر بولس الرسول, وعقيدة الخلاص الموقوف على سلالة إبراهيم الخليل باقية مسلمة بين العبريين الجامدين على تقاليدهم وبين المسيحيين المتحررين من تلك التقاليد, وإنما أضيف إليها تفسير جديد لهذه البنوة, وهو أنها بنوة روحية لا تتوقف على بنوة الجسد, ولا فارق فيها بين من يحيون سنة إبراهيم الخليل من العبريين أو من الأميين الذين يسميهم العبريين بالجوييم. أي القوم الغرباء.
فالعقيدة الإلهية كما دان بها العبريون وجمدوا عليها إلى عصر الميلاد؛ إنما هي عقيدة شعب مختار بين الشعوب في إله مختار بين الآلهة, وليس في هذه العقيدة إيمان بالتوحيد, ولا هي مما يتسع لديانة إنسانية, أو مما يصح أن يحسبه الباحث المنصف مقدمة للإيمان بالإله الذي يدعوا إليه الإسلام.
ثم تطورت هذه العقيدة الإلهية بعد ظهور المسيحية, فانتقلت من الإيمان بالإله لأبناء إبراهيم في الجسد, إلى الإيمان بالإله لأبناء إبراهيم في الروح, وانقضى عصر السيد المسيح وعصر بولس الرسول, واتصلت المسيحية بالأمم الأجنبية وفي مقدمتها الأمة المصرية, فشاعت فيها على أثر ذلك عقيدة إلهية جديدة في مذهب العبريين؛ وهي عقيدة الثالوث المجتمع من الأب والابن والروح القدس, وفحواها: أن المسيح المخلص هو ابن الله, وأن الله أرسله فداء لأبناء آدم وحواء, وكفارة عن الخطيئة التي وقعا فيها عندما أكلا من شجرة المعرفة في الجنة بعد أن نهاهما عن الاقتراب منها.
وظهر الإسلام وفحوى العقيدة الإلهية كما تطورت بها الديانة المسيحية: أن الله الإله واحد من أقانيم ثلاثة هي: الأب والروح القدس والابن, وأن المسيح هو الابن من هذه الأقانيم, وهو ذو طبيعة إلهية واحدة في مذهب فريق من المسيحيين, وذو طبيعيتين إلهية وإنسانية في مذهب فريق آخر.
حلويات رمضان
**********
3- حضر (جحا) مائدة بعض الأغنياء * فقدم له جدياً مشوياً* فجعل جحا يسرع في الأكل منه* فقال له صاحب الوليمة** وكان لئيماً : أراك تأكل منه أكل انتقام وكأن أمه نطحتك.
فقال جحا: وأراك تشفق عليه وكأن أمه أرضعتك.
#عصام_قابيل —
********************************************************************************
حديث وشرح
***********
ما حكم هذا الحديث مع التفسير:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أراد أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحديث الوارد في نص السؤال صحيح، ولفظه كما في سنن أبي داود ومسند أحمد عن أبي مجلز قال: خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر، وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أحب أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار" وللترمذي حديث قريب من هذا معنى، ومعنى الحديث أن من أعجبه قيام الناس له لتعظيمه، فليتخذ لنفسه مكانا في النار ، قال المباركفوري في تحفة الأحوذي : أي فليتخذ لنفسه منزلا يقال تبوأ الرجل المكان إذا اتخذه مسكنا وهو أمر بمعنى الخبر أو بمعنى التهديد أو بمعنى التهكم أو دعاء على فاعل ذلك أي بوأه الله ذلك وقال الكرماني يحتمل أن يكون الأمر على حقيقته والمعنى من كذب فليأمر نفسه بالتبوأ قال الحافظ وأولها أولاها فقد رواه أحمد بإسناد صحيح عن بن عمر بلفظ بنى له بيت في النار .
وقد اختلف أهل العلم في قيام الرجال للرجل عند رؤيته: فجوزه بعضهم كالنووي وغيره، ومنعه آخرون،
قال النووي في الأذكار: وأما إكرام الداخل بالقيام، فالذي نختاره أنه مستحب لمن كان فيه فضيلة ظاهرة، ويكون هذا القيام للبر والإكرام والاحترام، لا للرياء والإعظام.
ونقل العيني في شرح البخاري عن أبي الوليد ابن رشد أن القيام على أربعة أوجه:
الأول: محظور، وهو أن يقع لمن يريد أن يقام إليه تكبراً وتعاظماً على القائمين إليه.
الثاني : مكروه، وهو أن يقع لمن لا يتكبر، ولكن يخشى أن يدخله بسبب ذلك ما يحذر، ولما فيه من التشبه بالجبابرة،
والثالث: جائز، وهو أن يقع على سبيل البر لمن لا يريد ذلك، ويأمن معه التشبه بالجبابرة.
الرابع: مندوب، وهو أن يقوم لمن قدم من سفر فرحاً بقدومه ليسلم عليه، أو إلى من تجددت له نعمة فيهنئه بحصولها، أو مصيبة فيعزيه بسببها.
وقال الغزالي: القيام على سبيل الإعظام مكروه، وعلى سبيل البر والإكرام لا يكره. وقال الحافظ في الفتح: هذا تفصيل حسن، ونحن نميل إلى القول بهذا التفصيل الذي ذكره الغزالي، واستحسنه الحافظ ابن حجر.
#عصام_قابيل