رقة القلب
.
.
كثير من البشر عندما يتحدث اليك تجده يخبرك بأن قلبه قاسي وان الرقة هي من صفات الضعفاء والنساء ؟؟؟؟؟ ياسبحان الله !! ويخبرك بأن الحياة ومواقفها علمته قسوة القلب والشدة وكأنه يخبرك بأن من صفات الرجولة ان تكون قاسي القلب جاف الطباع فظاً جلفاً في تعاملك ، والمسكين لم يدر بخلده ان رقة القلب هي من اجمل صفات الرجولة وانبلها وانها صفة لاتليق الا بالرجال الاقوياء وان اعظم عظماء العالم كان رقيق القلب الا وهو سيد البشر وأول الرجال واعظمهم حسب شهادة كل حكماء وعلماء ومستشرقي العالم قاطبة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وان القران قد وصفه بذلك علانية حين قال ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) وقال سبحانه وتعالى ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) فصاحب القلب الرقيق من السابقين إلى الخيرات ومن المشمرين في الطاعات والمرضاة، فما رقَّ قلب لله عزَّ وجلَّ وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله وصاحب القلب الرقيق شخص راقي الطبع مطمئن النفس منخفض الصوت حتى لو كان ذو صوت جهوري تراه يحدثك بصوت هادئ وطبع متزن ليس للقلق عليه سبيل ولا للهم له مدخل فهو مطمئن لان قلبه متعلق بمولاه ولاتزعجه نوائب الدهر لانه يعلم بانها من عند مولاه وحبيبه جل في علاه ورقة القلب نعمة كبيرة ورحمة من المولى عز وجل لاينالها الا عباده الصالحين ، واذا اخبرك محدثك بان نوائب الدهر ومشاكل الحياة تزيد القلب قسوة فاخبره بانه مخطئ وان حدسه قد خانه لان رسولنا عليه الصلاة والسلام عاني الامرين ورأي جميع الكروب والهموم في دعوته الى الله ومع ذلك كان ارق الناس قلباً واغزرهم دمعاً وارحمهم بالبشر وصاحب القلب الرقيق ابعد الناس عن معصية الله وعن ارتكاب الذنوب لان له قلب رقيق يخاف من مولاه ويذل امام عظمته سبحانه وقسوة القلب لاتأتي الا بعد الانشغال بملاهي الدنيا والجري وراء زخرفها الفاني لذلك عندما يخبرك احدهم بان رقة القلب هي خلق الضعفاء والجبناء رد عليه بكل ثقة وقل له ان خير من طلعت عليه الشمس عليه افضل الصلاة واتم التسليم هو صاحب ارق قلب في العالم وان صحابته هم ارقى الناس واكثرهم رقة ورفعة وخلق رضى الله عنهم اجمعين .
.
.
وقفة:-
.
من أعظم أسباب قسوة القلوب، الجلوس مع الفساق ومعاشرة من لا خير في معاشرته.
.
مرَّ أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه برجل يقرأ القرآن ويبكي فقال: هكذا كنا حتى قست قلوبنا!
.
من وحي الحياة بقلم احسان الصالحي