روضة المحبين وجنة العاشقين...5
بقلم عصام قابيل
***************************************************************
الطري إلى الله تعالى...67
**********************
لقد كان يفهم من كمال الكائنات العلوية _ السماوية _ أنها خالدة باقية لا تفنى: لأنها من نور والنور بسيط لا يعرض له الفناء كما يعرض على التركيب.

ولو أن أرسطو عاش حتى علم أن المادة الأرضية _ السفلى _ كلها من نور, وأن عناصر المادة كلها تؤول إلى الذرات والكهارب, وأن هذه الذرات والكهارب تنشق, فتؤول إلى شعاع؛ لما ساقه الظن والقياس إلى ذلك الخطأ في التفرقة بين لوازم البقاء ولوازم الفناء أو بين خصائص البساطة وخصائص التركيب.

ولعل إدراكه لذاك الخطأ في فهم لوازم البساطة والكمال, ولوازم البقاء والفناء, كان خليقا أن يهديه إلى فهم خطئه في تصور لوازم الكمال الإلهي, فلا يمتنع في عقله أن يجتمع الكمال الواحد من صفات عدة كالصفات الحسنى التي وصف بها الإله في الإسلام, ومنها الرحمة والكرم والقدرة والفعل والإرادة, ولا يمتنع في عقله أن يكون لهذه الصفات لوازمها ومقتضياتها, إذ لا تكون قدرة بغير مقدور عليه, ولا يكون كرم بغير إعطاء, ولا تكون مشيئة بغير اختيار بين أمرين, وإذا اختار الله أمرا فهو لا يختاره لذاته سبحانه وتعالى, بل يختاره لمخلوقاته التي تجوز عليها حالات شتى لا تجوز في حق الإله, وإذا خلق الله شيئا في الزمان فلا ننظر إلى الأبدية الإلهية بل ينبغي أن ننظر إلى الشيء الموجود المخلوق في زمانه, ثم لا مانع عقلا من أن تتعلق به إرادة الله الأبدية على أن يكون حيث كان في زمن من الأزمان.
لقد كان مفهوم البساطة الأبدية الباقية عند أرسطو, غير مفهومها الذي لمسناه اليوم لمسا في هذه الكائنات الأرضية _ السفلية _ فلا جرم يكون مفهوم الكمال المطلق عندنا, غير مفهومه الذي جعله أرسطو أشبه شيء بالعدم المطلق وغير عامل ولا مريد ولا عالم بسوى النعمة والسعادة .. قانع بأنه منعم سعيد.

وعلى هذا يبقى لنا أن نسأل: هل استطاع أرسطو بتجريده الفلسفي أن يسمو بالكمال الأعلى فوق مرتبته التي يستلهمها المسلم من عقيدة دينه؟
تقول عن يقين: كلا؛ فإن الله في الإسلام إله صمد لا أول له ولا آخر, وله المثل الأعلى, فليس كمثله شيء, وهو محيط بكل شيء.

ثم يبقى بعد ذلك أن نسأل: هل تغض العقيدة الدينية من الفكرة الفلسفية في مذهب التنزيه؟
والجواب: كلا, بل الدين هنا فلسفة أصح من الفلسفة إذا قيست بالقياس الفلسفي الصحيح؛ لأن صفات الإله التي تعددت في عقيدة الإسلام لا تعدو نفيا للنقائص التي لا تجوز في حق الإله, وليس تعدد النقائص مما يقضي بتعدد الكمال المطلق الذي ينفرد ولا يتعدد. فإن الكمال المطلق واحد, والنقائص كثيرة ينفيها جميعا ذلك الكمال الواحد وما إيمان بأن الله عليم قدير فعال لما يريد كريم رحيم, إلا إيمانا بأنه جل وعلا قد تنزه عن نقائص الجهل والعجز والجحد والغشم, فهو كامل منزه عن جميع النقائص, ومقتضى قدرته أن يعمل ويخلق, ويريد لخلقه ما يشاء, ومقتضى عمله وخلقه أن يتنزه عن تلك العزلة السعيدة التي توهمها أرسطو مخطئا في التجريد والتنزيه, فهو سعيد بنعمة كماله, سعيد بنعمة عطائه, كفايته لذاته العلية لا تأبى له أن يفيض على الخلق كفايتهم من الوجود في الزمان, أي من ذلك الوجود المحدود الذي لا يغض من وجود الله في الأبد بلا أول ولا آخر ولا شريك ولا مثيل.

**************************************************************
قطائف ولطائف
***********
ثم نجد ان الله تبارك وتعالي افتتح سورة البقرة ليشرح لنا حقيقة الوجود والية وجود هذ الوجود لانه حتما اول مايفكر فيه الانسان نشأته
من أين أتي ولماذا أتي والي اين هو ذاهب وماذا يجب عليه ان يفعل
فتبدأ السورة الكريمة ببيان عظمة هذا الكتاب وصدقه وعدم احتمال الشك فيه وانه هو طريق النور للفئة التي امنت به ثم بشرح تقسيم الوجود من خلق الله
ومن العجب ان الله تعالي يشرح فصيل المؤمنين في اربع ايات
{ 1 - 5 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
***************************************************************
حلويات رمضان
***********

رؤى أعرابي وهو يأكل فاكهة في نهار رمضان فقيل له: ما هذا ؟ فقال الأعرابي على الفور: قرأت في كتاب الله "وكلوا من ثمره إذا أثمر " والإنسان لا يضمن عمره وقد خفت أن أموت قبل وقت الإفطار فأكون قد مت عاصياً.
‫#‏عصام_قابيل‬
***************************************************************
تابع حديث أذنب عبدي ذنباً
********************
لا يسوغ أن يغفل -هنا- عن أن إيقاع التوبة بعد العود إلى الذنب مظنون، لانصراف الهمة عنها إلى الذنب، أو لمعاجلة المنية المجهولة أجلها، فبيده أن يمنع نفسه عن الذنب مجاهدة، وليس بيده أن يحدث توبة بعد الذنب لعروض ما يمنع منها.

ثمة افتراضان يطرحان للوصول إلى تحديد المعنى:

- إذا قيل لا يضر بعد تحقق التوبة العودة إلى نفس الذنب، فقد أقررنا بجواز نقض العزم على عدم العود، وهو شرط من شروط التوبة مع الندم والإقلاع ورد الحق لصاحبه إذا كان الذنب في حق العباد، ولعل نقض العزم على ألا يعود لا يضر, إذا كان العازم صادقا حين عزم، بخلاف ما لو عزم من غير جزم وصدق

- وإذا قيل إن العود إلى نفس الذنب يضر بالتوبة فمعناه أنه تقبل التوبة من ذنب واحد، فإذا عاد إليه وأراد أن يتوب وجد باب التوبة مغلقا في وجهه، ويبقى مفتوحا من ذنب آخر مغاير لجنس الأول، وهذا بعيد فيما يبدو... والنصوص تأباه، ويكفيه خبر من قتل مئة نفس، وعزم على التوبة، فقبل تائبا مع أنه تكرر منه الذنب، ولا يخدش الفهم كونه رجع بعد تسعة وتسعين قتلهم، إذ تراكم الذنوب لا يمنع من قبول توبة التائب منها، وكذا لو أفردت وأحدث لكل ذنب منها توبة صادقة.

قال النووي في الحديث: إن الذنوب، ولو تكررت مئة مرة، بل ألفا وأكثر، وتاب في كل مرة، قبلت توبته، أو تاب عن الجميع توبة واحدة، صحت توبته.

ويدل على هذا:"اعمل ما شئت" كما في الحديث، فمعناه: مادمت تذنب فتتوب، غفرت لك.

وقد قيل للحسن:"ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه، ثم يعود، ثم يستغفر، ثم يعود، فقال: ود الشيطان لو ظفر منكم بهذه، فلا تملوا من الاستغفار
#عصام_قابيل

أعجبنيإظهار مزيد من التفاعلاتتعليق1‏عزة أحمدابوزيد ابوزيد‏
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 86 مشاهدة
نشرت فى 12 يونيو 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

159,843