احمد ابو زياد النجعاوي

★★★ رمضانياااااااات★★★
من كتاب مائة قصة وقصة
للأستاذ /محمد أمين الجندي

--- قصة اللص الفقيه ---
روي أن قاضي أنطاكية خرج ليلا إلى مزرعة له فلما سار من البلد
اعترضه لص فقال له :
دع ما معك وإلا أوقعت بك المكروه
فقال القاضي : أيدك الله إن لأهل العلم حرمة وأنا قاضي البلد فمن علي
فقال اللص:الحمد لله الذي أمكنني منك ﻷني منك على يقين أنك ترجع إلى كفاية من الثياب والدواب أما غيرك فربما ضعيف الحال فقيرا لا يجد شيئا
فقال القاضي:أراك ذا بيان -قال :نعم وفوق كل ذي علم عليم
فقال القاضي :أين أنت مما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(الدين دين الله والعباد عباد الله والسنة سنتي فمن ابتدع فعليه لعنة الله ) والاستقفاف وقطع الطريق بدعة وأنا أجلك أن تدخل تحت اللعنة
فقال اللص :يا سيدي القاضي هذا حديث مرسل لم يروه عن نافع ولا ابن عمر ولو سلمته لك تسليم عدل أو تسليم انقطاع فما بالك بلص متلصص ممن لا قوت له ولا يرجع إلى كفاية عنده إن ما معك هو حلال لي
فقد روى مالك ابن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لو كانت الدنيا دما عبيطا لكان قوت المؤمنين منها حلالا)
ولا خلاف عند كافة العلماء
أن للإنسان أن يحيي نفسه وعياله بمال غيره إذا خشي الهلاك وأنا والله أخشى الهلاك ععلى نفسي وفيما معك إحيائي وإحياء عيالي فسلمه إلي وانصرف سالما
قال القاضي:
إذا كانت هذه حالتك فدعني أذهب إلى مزرعتي فأنزل إلى عبيدي
وخدمي وآخذ منهم ما استتر به وأدفع إليك جميع ما معي
فقال اللص: هيهات فمثلك مثل الطير فى الفقص فإذا خرج إلى الهواء خرج عن اليد وأخاف أن أخلي عنك فلا تدفع إلي شيئا
فقال القاضي : أنا أحلف لك أني أفعل
قال اللص: حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(يمين المكره لا يلزم ) وقال تعالى:( من أكره وقلبه مطمئن باﻹيمان)وأخا ف أن تتأول عليي فأدفع ما معك
فأعطاه القاضي الدابة والثياب دون السراويل
فقال اللص : سلم السراويل ولا بد منها
فقال القاضي :
إنه قد آن وقت الصلاة وقد قال صلى الله عليه وسلم :
(ملعون من نظر إلى سوءة أخيه ) ولا صلاة لعريان
والله يقول (خذوا زينتكم عند كل مسجد )
وقيل فى التفسير هي الثياب عند الصلاة
فقال اللص :
أما صلاتك فهي صحيحة حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
((العراة يصلون قياما ويقوم إمامهم وسطهم))
وقال مالك لا يصلون قياما يصلون متفرقين متباعدين حتى لا ينظر أحد منهم إلى سوءة بعض
وقال أبو حنيفة :
يصلون قعودا وأما الحديث الذي ذكرت فهو مرسل ولو سلمته لك لكان محمولا على النظر لا على سبيل التلذذ وأما أنت فحالك اضطرار لا حال اختيار
ألا ترى أن للمرأة أن تغسل فرجها من النجاسة فلا تأمن النظر وكذلك الرجل إذا حلق عانته والرجل يختن غيره والطبيب فإذا كان اﻷمر كذلك لم يلزم ما قاله القاضي.
فقال القاضي:
أنت القاضي وأنا المستقضي
وأنت الفقيه وأنا المستفتي
وأنت المفتي ----خذ ما تريد ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فأخذ السراويل والثياب ومضى ووقف القاضي مكانه
حتى عرفه رجل
فقال القاضي:
إنه من أجل الفقهاء قعد به الدهر حتى فعل به ما فعل فبعث إليه
وأكرمه وأجرى له ما يقوم به .

اللهم إنا نسألك علما نافعا وصياما متقبلا ييا أرحم الراحمين
آمييييييييين آميييييييين آمييييييييين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 48 مشاهدة
نشرت فى 10 يونيو 2016 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

160,987