منبر العلم ــــ قصيدة للمعلم والمعلمة
بقلم الشاعر ــ رجب الجوابرة
بمناسبة انتهاء العام الدراسي
مهداةٌ للمعلمين والمعلمات في فلسطين والعالم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا منبر العلم يا صرحاً نخلدهُ
مثل الطبيعة تعطيــنا هداياها
يا شعلةً في رحاب العلم تنشرهُ
تنمـــو العقولُ وتربو في ثناياها
تلك الطفولة تبقى في رعايتها
حتى تؤول رجالاً في مزاياها
أما الأنوثة فاحتلت مواقعــــها
مثل الرجـــولة تأتينا قضاياها
تلك الأمومة قد أرست معالمها
مثل الأبوة تعطــــينا خـــباياها
******
يا من زرعت بذور العلم في بلدي
أضحى التنافس في شتى زواياها
أيُّ طبيبٍ يباهي في شهــــــــادتهِ
تعطـــــرت برياحٍ في شـــــذاياها
منك الرياحُ وقد هبــت تعطـــرها
لولا رياحــــك ما كانت حــواياها
أما المهنــــدس تأتيـــنا روائعــــه
أنت المؤسس في فحوى خـلاياها
والمبدعون تجلوا في روائعـــــهم
أنت الدليـــل وروحٌ في سجــاياها
أما الفــــــنون فترقى في مواهبها
كشفت عنـــها قُبيْل الناس رؤياها
******
أنت المعــــلم يا روحاً نقدســـــها
مثـــــل البيارق تعلو في سراياها
أنت المعلم يا شمـــــساً تنـــــورنا
ويا جــــذور الأصالة في ثراياها
أصبحت منا عماد البيـــت تحمـلهُ
والبيــــت يحمل أحيــــاناً رزاياها
أنت المنـــار يغـــــــذينا محبــــتنا
والحــــب يعكـــس أحياناً مراياها
******
نبهتـــــنا لأمـــــورٍ نحن نجهـــلها
أبعـــــدتنا عن كثــيرٍ من خطاياها
علمـــــــتنا لكـــــتاب الله نقـــــرأهُ
كيــــف نصلي صــلاةً في نواياها
علمتنا لأمـــــور الخيــــر نفعـــلها
حق الفقير على الميسور نرضاها
أما اليتـــــــيم فـــلا نرضى مذلــتهُ
يحـــــيا حـــــياةً نعيــــم الله محياها
علمتـــــــنا لقـــــــضاء اللهِ نقبـــــلهُ
مهـــــما صبــــرنا ثواب اللهِ عقباها
أما البـــــــلادُ فنعطــــــيها محبتنا
أرواحــــــنا ترتقي يوماً ضحــاياها
*******
****
أنت المعلـــــم يا نجـــــماً نقـــــدّرهُ
مثـــل الملـــوك تباهي في عطاياها
لولا كفاحـــــــك ما نلــــنا تقــــدمـنا
ولا نظـــــرنا إلى العلــــــياء رقياها
أو أننا في بحــــور الجهــــل ننغمسُ
والجهــــــل كان لأقـــــــوامٍ بلاياهــا
أنت السيـــــاجُ لأجيالٍ لنـــا خرجـت
تبـــــغي دروباً إلى التعليـــم أعــلاها
أنت الشمــــــوعُ لأعـــلامٍ لنا ظـهرت
تعــــــطي الغــــــذاء لأمتنا وسقـــياها
******
معلمــــــاتٌ أضأن النــــور في بلـــدي
يحملـــــن عبــــئاً ثقيـــــلاً في رعاياها
نحيي فيــــــكِ جــــمال الروح منصــفةً
بناتـــــــنا .. قـــــد رأت فيــــكِ مزاياها
أنت الحضـــارة تعطيـــــها مدارســـــنا
وتنتــــــقي من صفـــــات الخير أحلاها
أنت الحــــــريصة في دنــــيا حدائقــــها
ترعى الزهــــــورَ وتسقـــــيها وصاياها
أنت العفيـــــــفة يا وجـــــــهاً نصــــوّرُهُ
مــــــثل المــــــــلاكِ تغطـــــينا شجاياها
فمنـــــذ أن صـــــرتٍ في الدنيا معــــلمةً
قــــد زاد قـــــــدركِ بين الخلـــقِ أرقـاها
قد عشتِ يا أخـــــتُ بين الأهــــلِ مشرقةً
كالشمس فـــــوق رحاب الكـــونِ أعـلاها
بناتـــــــــنا كزهـــــــورٍ في جنائنـــــــها
علمـــــتِها كيـــــف تصفــــو في نواياها
علمتها كيــــــف تقــــــسو في مخاصمةٍ
مثــــل الرجــــــال دفاعاً عن قضــاياها
علمتـــــها كيف تعـــــلو في مراكـــزها
وتنـــــــتهي كل ما تعـــــني شكــــاواها
علمتِــــــها كيف تغــــدو في أمومـــــتها
أطــــــفالها مثــــــل عين الشمس مرآها
علمتــــها كيف تصحــــو من غفيْلتــــها
وترتقي لأمــــــــور الحكــــم أقـــصاها
مثل الرجـــــالِ تبـــــاهي في مناصبــها
تمحـــــــو ظـــــلاماً توارى في خفاياها
علمتها كيف تســـــــمو في فضـــائلـــها
درب العفـــــافِ سلـــــوكٌ في حنــاياها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البحر البسيط